كلنا نعرف الآن ماهو مستوى المجتمع في الوقت الحاضر وماهي أحوال التعليم وأحوال المؤسسات الحكومية بجميع أصنافها وتشكيلاتها ولو نظرنا أن كل من التعليم الذي هو أساس الأجيال المستقبل رديء ولو لاحظنا ان بناء الشركات والمعامل والمصانع قليل جدا وقلة الكفاءة والمهنية والنزاهة لدى العاملين والموظفين أدى الى سوء المؤسسات الدولة وإنتشار الفساد المالي والإداري والإجتماعي .
تراكم التجربة تمنح للعاملين في مجال ما خبرات إضافية، في حالة توظيفها بصورة صحيحة، فإنها تصلح أن تكون معيارا لتصحيح المسارات الخاطئة، وهذا يعني معالجة مستمرة ومبتكرة لمشكلات مستجدة، ما يعنينا في هذا الخصوص هو التعليم بأنواعه، ونقصد بذلك التربية بمراحلها الثلاث، والتعليم العالي أيضا، فهناك مشكلات تستجد في كل سنة دراسية جديدة، يمكن للكادر التدريسي او التعليمي المسؤول معالجتها قياسا لأخطاء السنوات الماضية.
في البدء لابد من معرفة المشكلات والأخطاء التي تتكرر في كل سنة، تُرى هل هناك معوقات للعملية التربوية تظهر نفسها في كل سنة دراسية، نعم عندما يتعلق الأمر بالقطاع التربوي والتعليمي في الأردن ، فإن ثمة مشاكل ربما تعيد نفسها في كل سنة، من الأمثلة على ذلك ،،
- ضعف وتأخر المناهج الدراسية عمّا بلغه العلم والمناهج في الدول المتقدمة.
- اقتصار عملية التدريس في الأردن على التلقين.
- عدم خلق وتخريج الكوادر القادرة على التحليل والابتكار والإبداع.
- ضعف الكادر التدريسي التعليمي الأكاديمي بصورة عامة أو ما يسمى بطرق التدريس.
- ضعف المؤسسات العلمية كالجامعات والكليات في توجيه وتعضيد أنشطة الدولة.
هذه النقاط وغيرها قد تمثل مشكلات شبه مزمنة يعاني منها التعليم بأشكاله المتنوعة في الأردن، ولكن ثمة تساؤلات يطلقها بعض المعنيين في هذا الشأن، هل يمكن تقليص تلك الأخطاء التي حدثت في الماضي عمّا هي عليه في الواقع الراهن، من خلال تصحيحها ومعالجتها بالسبل المتاحة؟، الإجابة ستكون بالإيجاب بطبيعة الحال، لاسيما إذا كان هناك إصرارا وإرادة وتصميما لدى المعنيين على معالجة المشكلات، وتصحيح الأخطاء التي يمكن أن ترافق عملية التعليم في المراحل الدراسية المختلفة.
لذلك، نحن بحاجة الى دراسة مشكلات الأمس والأخطاء التي قد نرتكبها عن عمد أو نقص في المعرفة، هذه الطريقة تعني أننا نوظف أخطاءنا لصالح النجاح، وهي أفضل طريقة لتحويل الزلل الى مسار مستقيم يؤدي بالعملية التربوية الى نتائج أكثر تقدما وتطورا مما هي عليه .
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي