2 مليون مريض سكري في الأردن.
ويتوقع ان يصل عدد مرضى السكري في غضون 2015 الى 4 ملايين مريض.
و كما ان مرضى القلب والضغط والشرايين والكريستول والدهون الثلاثية يصل الى مليونين.
و 2 مليون اردني يعانون من امراض نفسية.
أرقام وبائية ، ولسنا بصدد فتح احصاءات دقيقة عن اصابات السرطان وامراض الرئة والجهاز التنفسي.
كل عام يطرق الدكتور كامل العجلوني مسامعنا محذرا من خطر مرض السكري وارتفاع اعداد المصابين.
الخدمة والرعاية الصحية في الاردن على المحك، وازمة وباء كورونا فضحت هشاشة النظام الصحي الاردني.
نعم، الاردن مقارنة في دول بالاقليم يملك شبكة خدمات صحية ويملك اطباء مختصين، ولكن في رصد التحولات والتغيرات الصحية، فانها مهددة بالتراجع و الضعف، وان لم اقل الافلاس، واذا ما تم اعادة تأهيلها وتطويرها.
تدشن الحكومات مستشفيات دون ان تزودها باطباء وادوية..
المؤسسات الطبية الكلاسيكية الخدمات الطبية والمدينة الطبية ومستشفى الجامعة ومركز الحسين للسرطان ومستشفى الملك المؤسس تواجه تحديات بالاكتظاظ، وهجرة الخبرات الطبية، وتوقف سياسة التحديث والتطوير، ومواكبة علوم الطب الحديث .
لو عدنا الى 2 مليون مريض سكري، وهؤلاء يشكلون 90% واكثر اعمارهم بالغين وشباب، وفي منتصف العمر وخواتمه.
خطر السكري انه قاتل بطيء، والاخطر انه يستنزف الطاقة الصحية، وان كلفة علاجه باهظة ومكلفة للمواطن العادي من اصحاب المداخيل المحدودة والميسورة.
و المؤسسات والمراكز الطبية لعلاج وتشخيص السكري غير كافية، والكوادر الطبية المختصة في امراض السكري والقلب غير كافية.
و السكري مرض داهم الاردنيين بفعل عادات وتقاليد طعامية وغذائية سيئة ومضرة .
و لنبدأ من المنسف والكنافة، والخبز.
ثالوث غذائي لا يغادر موائد الاردنيين يوميا، وان فرحوا او حزنوا او مرضوا يأكلوا كنافة ومنسف.
الخبز الابيض نقمة صحية، وفي عادات الاردنيين انهم يأكلون مع الارز خبز، ويغمسوه ببعضه البعض.
ان لم نصحوا لخطورة الكنافة والخبز، فان السكري سوف يهلك بالصحة العامة الاردنية.
التوعية غير كافية، وخطر الكنافة اصبح موازيا للدخان والسجائر الالكترونية، والدخان الرقمي.
في وسط البلد مئات المواطنين يقفون في طوابير على محل بيع كنافة.
صراحة، ثمة ما يوجب نشر اخبار توعوية وتنويرية صحية عن الكنافة ومخاطرها الصحية.
و ان تنشر في الصحف وعبر وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام المرئي والمسموع.
و ان يصدر وزير الصحة مرسوما صحيا يحذر ويحظر الكنافة في الاماكن العامة.
الوزير فراس الهواري في قضية التدخين بالاماكن العامة صارم وحازم، ومناهض شرس للدخان.
و كما ان السكري مرض وليد لانواع وانماط من ثقافة الاستهلاك الغذائي الهجينة والغريبة على مجتمعنا، مشروبات الطاقة والوجبات السريعة المجبولة بالسموم والدهون الضارة ، والشاورما، وغيرها.
وراء كل كرش تختبئ روشتات امراض سكري وغيره.. وما لا يسأل عنه صحيا ايضا، الرياضة. ولماذا لا نؤسس لثقافة رياضية ؟ صحيح، المرضى عند تشتد اوجاعهم يلجؤون لرياضة المشي ويسجلون باندية رياضية. ولكن، كيف يكن نصل الى مجتمع رياضي.. مجتمع دون دخان وكنافة، ومشروبات طاقة وغازية، ومجتمع صحي.
فاتورة علاج مرضي السكري والسرطان تتجاوز ملياري دينار سنويا. وسنويا يموت الالاف من السرطان والسكري.. واتمنى على وزير الصحة ان يضع حدا لتفشي الارجيلة واقتصادها الاسود، واتمنى ان يواجه الدخان والارجيلة والكنافة بسياسة صحية صارمة، وتحمي صحة الاردنيين، ولو بقرارات عرفية، فالموضوع ما عاد يحتمل ويسكت عنه.