زاد الاردن الاخباري -
اعتبر كبار مسؤولي أمن الانتخابات الأمريكيين إن حماية أنظمة التصويت في البلاد أصبحت مهمة صعبة بشكل متزايد.
ووفقا لتحليل نشرته وكالة "أسوشيتد برس"، فإن هذا الأمر يرجع في الغالب إلى تبني الملايين من الأمريكيين لنظريات المؤامرة التي لا أساس لها والادعاءات الكاذبة حول حوادث الاحتيال على نطاق واسع في السباق الرئاسي لعام 2020.
ونقلت الوكالة عن مدير وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأمريكية، جين إيسترلي، ومسؤولين آخرين، قولهم إنهم لا يملكون أي دليل على أن البنية التحتية للانتخابات قد تم تغييرها من قبل جهات معادية لمنع التصويت أو فرز الأصوات، أو التأثير على دقة تسجيل الناخبين.
وأشار إيسترلي إلى أن "بيئة التهديد بالانتخابات الحالية أكثر تعقيدًا مما كانت عليه في أي وقت مضى". وعلاوة على التهديدات الجسدية وترهيب مسؤولي الانتخابات - وهو الشاغل الأكبر للسلطات - يشعر خبراء الأمن بالقلق على نحو خاص بشأن تجاوزات محتملة من جانب موظفي مكاتب الانتخابات المحلية أو في مراكز الاقتراع.
وقالت المصادر أن التهديد من الداخل يعتبر أكبر من أي وقت مضى. وإلى جانب التحديات الداخلية، فمن المتوقع أيضًا أن يعمل المنافسون العالميون على تعميق جهود التضليل طويلة الأمد.
أما التهديدات الداخلية، فتشكل مصدر قلق متزايد ويمكن أن تقوض الخطوات الجادة التي تم اتخاذها لتأمين أنظمة التصويت منذ الإعلان عن البنية التحتية الوطنية الحيوية في يناير/كانون الثاني 2017، بما في ذلك الانتقال إلى بطاقات الاقتراع الورقية المميزة وإدخال عمليات تدقيق موثوقة.
ويمكن لمسؤولي الانتخابات المحتالين السماح للأفراد غير المصرح لهم بالوصول إلى أنظمة التصويت، كما حدث في ولايتي كولورادو وجورجيا. كما يمكن للعاملين في الاستطلاع أو حتى الناخبين محاولة الوصول إلى قواعد بيانات أو معدات تسجيل الناخبين، أو زرع برامج ضارة لتشويه أنظمة إدارة الانتخابات.
من جهته، قال إيدي بيريز، خبير تكنولوجيا التصويت في معهد OSET غير الربحي، أن الجهود المتكررة للتشكيك في نزاهة عملية التصويت هي عنصر من "الفوضى المصنعة" الأكثر اتساعًا والتخريب المتعمد لانتخابات الأمة لبث الشكوك.
هجمات سياسية
وأعرب بيريز عن اعتقاده أن محاولات تشويه سمعة تكنولوجيا التصويت هي أحد مظاهر الجهود التي يبذلها الرئيس السابق دونالد ترامب وحلفاؤه لتقويض الثقة في نتائج الانتخابات بحيث يمكن للهيئات التشريعية في الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون - عوضا عن الناخبين - أن تقرر نتيجة السباقات المستقبلية.
ومن ضمن الإجراءات، لمواجهة التهديدات، أجرت السلطات الفيدرالية دورات تدريبية لمسؤولي الانتخابات وزادت الوعي بضرورة الحد من الوصول إلى المعدات الحيوية، وكذلك أهمية إضافة المراقبة بالفيديو واستخدام بطاقات المفاتيح على الأبواب
وقال مسؤولو إنفاذ القانون الفيدراليون والمحليون إن التهديدات الموجهة إلى المسؤولين الحكوميين ومحاولات تعطيل الانتخابات حدثت بوتيرة متزايدة، ويتزايد القلق بشكل خاص من العنف الجسدي والاعتداءات من قبل المتظاهرين في المناطق المتنازع عليها بشدة خلال عملية فرز الأصوات بعد الانتخابات.
كما يخشى هؤلاء قيام قوى أجنبية معادية بشن ما يُعرف باسم هجمات رفض الخدمة (DDoS)، والتي تجعل مواقع الويب غير قابلة للوصول عن طريق إغراقها ببيانات غير مهمة.
ومن خلال استهداف مواقع الويب الخاصة بالحكومات المحلية والحكومية، قد تمنع هذه الهجمات الناخبين من البحث عن معلومات التسجيل أو مواقع الاقتراع، أو قد تؤدي إلى تعطيل المواقع غير المتصلة بالإنترنت التي تبلغ عن نتائج الانتخابات بعد انتهاء التصويت.
وتعتبر مثل هذه الهجمات في الغالب مصدر إزعاج، فهي لا تؤدي إلى تدمير البيانات أو حتى اختراق المواقع. لكن يمكنهم إحباط الناخبين والعاملين في اقتراع الانتخابات، وأن يصبحوا قاعدة قوية لهجمات المعلومات المضللة.