فايز شبيكات الدعجه - كان برفقته ثلاثة رجال حين شاهد سيارة تسير أمامه تنحرف فجأة الى ساحة ترابية وعره الى حد ما. فانحرف خلفها للمساعده بدافع من المروءة. وقال لمن معه لا بد انه حصل طاريء ولا بد من المعونه ، وفي الاثناء لحقت به سيارة تسير خلفة بالصدفة لاستطلاع الامر والاغاثة إن تطلب الموقف ذلك، وعلا غبار كثيف، ثم حضرت سيارة ثالثة ورابعة وخامسة، وبعفوية تامة وفي غضون دقائق امتلأت الساحة الواسعة بالسيارات، وقفوا جميعا على حافة منحدر يطل على واد سحيق، وتجمع الناس اكثر وتزايد العدد ثم تزايد وتزايد.
كانت في الجهة المقابلة من الطريق السريع عربة لبيع الذره دفعها صاحبها الى هناك وبدأ البيع، تلاه بائع شعر البنات وباشر عرض بضاعته، تبعهم كرابيج حلب، ثم عربة ترمس. وماسح احذية.
اكتض الشارع وساءت حاله المرور بعد ان وصل تزاحم السيارات الى الطريق العام، وحضر رجال السير، وشرطة النجده. ونشل لص محفظه. وصدم احدهم سيارة احدهم وعلا بينهما نقاش وصراخ ، ووقعت ملاسنه بسبب الاصطفاف. هنالك تعارف فتى وفتاه وجرت بينهما علاقة انتهت بزواج سعيد واطفال.
الكل كان يسأل شو فيه شو فيه ياجماعة!؟ بمن فيهم رجال الامن، لكن لم يجد كل الحاضرين اجابة واضحة او غير واضحة حتى.
كان صاحب السيارة الاولى غادر المكان مباشرة على استحياء بعد فشله في قضاء الحاجه التي حاصرته ووصلت ذروتها عند الانعطاف، وصب جام غضبه على السلطات لأنها لم توفر مرافق عامه لقضاء الحاجه المفاجئة لمستخدمي الطريق الطويل، لكنه نسي الموضوع في حينه، وبقيت الحكاية الى الآن لغزا محيرا للمشاركين بذلك التجمع البشري الكبير.
لكن الذي حصل ان الباعه وماسح الاحذية اتخذوا من المكان مقر عمل، ووجدوه مناسبا لرواج بضاعتهم، واستقر الكثير من الباعة الجدد والتجار هناك، ومع مرور الوقت كان المكان حيويا ونابضا بالحركة وحافل بالنشاط، وتوفرت فيه كل الخدمات، وشيدت ابنية ومرافق، وتحولت الساحة الى مركز تجاري مرموق، ثم ان الباعة المؤسسين وماسح الاحذية منعوا من التواجد هناك بذريعة تشويههم لصوره ذلك الصرح الاقتصادي الشهير.
اما صاحب الحاجه الذي كان مبهورا بالعظمة والابهة والتغير الخرافي الذي طرأ على الساحة المهجورة فلم يعلم انه كان السبب. وانه الى ذلك لا يعلم انه حول مالك الساحة الفقير الى رجل فائق الثراء، ولم يعلم ثري الساحة ما الحكاية وكيف باغته الثراء.