في حبّ المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال يقال ما هو أكبر من اللغة، وأفصح من كل الكلمات، وأبلغ من كل المعاني، هو حبّ يحكي تاريخا عريقا نابضا بالعطاء والتميّز والايجابية والبناء لنهضة الأردن الحديث، الذي أصبح اليوم بقيادة جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني الدولة العربية الأكثر حضورا تنمويا وتطوّرا بكافة المجالات، والأكثر استقرارا وأمنا في عالم تعبث به الاضطرابات من كلّ صوب.
الملك الحسين بن طلال رحمه الله، باني الأردن الحديث وأرسى دعائم نهضته الشاملة في جميع المناحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعمرانية، تفتح أعين وقلوب أجيال كاملة على مدى سبعة وأربعين عاما على انجازات وتطورات يومية، سعى لها المغفور له، وهذا لم يقف عند حدود جغرافيا المملكة، إنما حضره رحمه الله في المحافل العربية والدولية، وكان مؤثرا ويتمتع بثقة عالية ولأرائه الاحترام والثقة المطلقة، ووضع القضية الفلسطينية في مقدمة أولويات أجندته وأجندة الأردن، فكان رحمه الله شخصية العام عالميا كل ّ يوم وفي كلّ حدث.
عندما يحيي الأردن بأبنائه وبناته بأسرته الواحدة، الذكرى الـ 87 لميلاد جلالة المغفور له بإذن الله، الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، باني نهضة الأردن الحديث، وفي قراءتنا للفاتحة على روحه رحمه الله، نقف على نوافذ الذاكرة نستذكر تاريخ الوطن الذي خرج كزهرة من بين الصخور، فطالما كان محاطا بمنطقة مضطربة سياسيا واقتصاديا وأمنيا وحتى اجتماعيا، ليكون بناء الوطن هاجس الملك الحسين رحمه الله، لتكون حياته حافلة بالعطاء والإنجاز، ليكون الأردن بصورة أكثر ألقا وبحضور أكثر تميّزا على مستوى عالمي وليس فقط عربيا.
جلالة الملك الحسين رحمه الله لا يغيب عن قلوبنا فما زال حيّا بها، ولا يغيب عن أعيننا ففي انجازات جلالته بدايات المسيرة التي يمضي بها الأردن بقيادة جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني، الذي سار على نهج آبائه وأجداده من بني هاشم، في استكمال مسيرة التنمية والتطوير بالمجالات كافّة، إذ يمضي الأردنيون بروح الأسرة الواحدة خلف قيادتهم بولاء لا يشبه سوى وطني، وحبّ لا يشبه سوى وطني، وعطاء لا يشبه سوى وطني، يسيرون في خطى تتشابك بها الأيدي والقلوب لاستكمال مسيرة البناء ليبقى الأردن بذات الدرب والألق.
لا أنكر وأنا أكتب عن جلالة الملك الحسين رحمه الله وحتما استذكر مواقف كثيرة مرّت بي أثناء متابعتي لمناسبات «صحفيا» بحُكم عملي الذي كان في بداياته، لا أنكر أن ثقلا يصاب به قلمي ووجعا يلامس قلبي في رثاء جلالته، فلم يكن جلالته رحمه الله شخصا عاديا وما زلت أذكر مواقف لجلالته أثناء تغطيتي وزملائي لفعاليات تشرفنا بها بمرافقة جلالته، ومعاملة جلالته مع الصحفيين بروح الأخ والأب، صور ما تزال قلوبنا وذاكرتنا تحتفظ بها بل وتحميها بغلاف من الحبّ والولاء والوفاء للحسين الباني ولأبي الحسين حماه الله.
وفي الحاضر حيث يواصل جلالة الملك عبدالله الثاني المسيرة بحكمة، يبقى الأردن حالة عربية مختلفة وتمكّن جلالته من جعل الأردن محطّ إعجاب وتقدير دول العالم نظراً لإصراره على الإنجاز وتوفير الحياة الكريمة لأبنائه، كما يشهد الأردن نقلة نوعية في مختلف مسارات التحديث الشامل، وتجاوز صعوبات وتحديات كبيرة تجاوزها بنجاح لم تعيق حركة تطوره أي صعوبات بل كان دوما يتجاوزها ويشكّل تقدّما دائما في ذلك، كما جعل جلالته الأردن واحة أمان وسلام في اقليم أقل ما يوصف به ملتهب، وفي منطقة مزدحمة بالاضطرابات، ليكمل جلال الملك عبد الله الثاني المسيرة بكل نجاح واقتدار.