في عيادة طبيب قلب وباطينة فيديو صحي توعوي يقدم نصائح عن امراض القلب والسمنة والسكري وضغط الدم والكوليسترول.
وما لفت انتباهي، ان الفيديو يقول : ان الضحك نوع من المضادات لامراض القلب، وان الضحك كفيل في حرق سعرات حرارية وكوليسترول.
وعلى ذمة الراوي، فان الضحك ينتج مادة سائلة صفراء تصعد الى الوجه، وتساعد على حرق الدهون الثلاثية والكوليسترول، وتخفف من الاصابة بامراض القلب والشرايين.
و عندما دخلت الى الطبيب، وسألته عن الفيديو والمعلومات الطبية عن الضحك وامراض القلب. من جانبه اكد الطبيب، وقال لي ان ضحكة واحدة تعادل المشي 4 كليو متر.
انا امشي يوميا، وامشي في النادي الرياضي حوالي 10 كليو متر، ومساء استغل الفرصة، واركن السيارة وامشي حوالي نصف ساعة، واتعمد ايضا الدخول الى مول لقضاء حاجة ومصلحة ما، وامشى ربع ساعة واكثر.
و احيانا، عندما احسب معدل مشي اليومي، فيزيد من ساعتين، وما يزيد عن 20 كليو مترا.. نصيحة الطبيب عن الضحك وامراض القلب فشلت في تطبيقها والالتزام بها، ومهما حاولت ان اضحك اجد اني عاجز ولا استطيع، انه واجب ومهمة صعبة.
ولو سمعت لاطباء علم النفس عن الضحك، فتسمع كلاما معجزا صحيا ، وقيمة الضحك الفيسولوجي والنفسي، فالضحك يقاوم السكري والضغط، وامراض القلب والمعدة «القرحة « وضغط الدم، والكوليسترول، المناعة.
اضحك كثيرا، فصحتك بالف خير وسلامة.. ولكن نصائح وارشادات ومواعظ الاطباء، هل قادرة على اقناعنا بالضحك ؟ ومهما حاولوا التذكير والتنبيه والارشاد، فالمهم انك تعرف ان تضحك وتخرج عنك ضحكة من قلبك لا ضحكة صفراء.
و الاطباء يحذرون من الضحكة الصفراء، ويقولون : ان اضرارها الصحية خطيرة، وعواقبها وخيمة على الانسان وخصوصا من يلبسون اقنعة على وجوهم ويرتدونها للمناسبات العامة في صيغة المجاملات والتدليس.
الاردنيون شعب متهم بانه مكشر، ومتهمون بانهم لا يضحكون للبيضة المقشرة ، مثل يختصر علاقة الاردنيين بالضحك ما بين الاستحالة والعفوية.. وفي الثقافة الشعبية يستعيذون من الضحك، ويقولون : اللهم اختم هالضحك على خير، والضحك مقرون بالشيطان، ويقال ان حضور الشياطين يجلب الضحك الكثير..
ليست مهمة كثيرا المعتقدات الشعبية، ولكن الاهم.. لماذا نضحك وكيف نضحك ؟ ولا اجد للضحك بواعث ودوافع كثيرة، ومثلا سماع الاخبار ومتابعة السوشل ميديا، وايقاع حياتنا اليومية، والعيش القاسي والضنك.
الانسان ليس ماكينة، وليس مرسلا ومستقبلا، ولكي تضحك، ومهما تجمعت نكت الكرة الارضية، فانها لن تشرح وجهك وتبهج قلبك، وترسم ابتسامة وضحكة خفيفة على جبينك.
في دورة الطبيعة الانسان عاد حيوانا، وهو لا يعلم. ونظرية داروين والتطور والتكييف البيولوجي، فقد لعبت الدراونية السياسية دورا مضادا لها، وبعد ان استفحل البؤس والشقاء والتعاسة.
لما اسمع نصائح الاطباء عن الضحك يصيبني بكاء جأشم. ولما انت تنسى متى اخر مرة ضحكت بها، وتنسى لماذا ضحكت ؟ ولما يبلغ الضحك ليكون مقصدا علويا، والعبوس والكشرة رسمة ملازمة ومطابقة لوجه الاردني، فهل نصائح الاطباء ارموها وراء ظهوركم وفي سلة المهملات ؟ و حبذا لو ان الاطباء يركزوا على الكابة والعبوس وفوائدهما.