زاد الاردن الاخباري -
اختتمت في " منظمة نقطة ضوء للتعليم " يوم الخميس الماضي دورة تعليم أساسيات لغة الأشارة التي استهدفت كل من يتعامل مع ذوي الإعاقة السمعية بشكلِ مباشر من أولياء أمور أو أبناء أو أزواج أو مدرسين أو أخصائيي تربية خاصة أو غيرهم.
و قد حرصت المنظمة على دعم ذوي الإعاقة السمعية من الصم و ضعيفي السمع حيث قامت بإطلاق مبادرة " تعلموا لغتي " في 23 أيلول 2022 ضمن إحتفالها في اليوم العالمي للغات الإشارة إنطلاقاً من إيمانِ راسخ يضرورة إدماج هذه الفئة العزيزة في المجتمع من خلال نشر ثقافة تعلم لغة الإشارة وتعزيز التواصل الإيجابي معهم مما ينعكس على علاقاتهم الأسرية و الإجتماعية ؛ كما عزمت المنظمة على تنفيذ سلسلة من الدورات لتعليم هذة اللغة لأفراد المجتمع ونشرها فيه بدأتها هذا العام مع المدربة المتميزة شيرين حسين .
وفي حفل ختام الدورة أكدت المديرة التنفيذية لمنظمة نقطة ضوء للتعليم الدكتورة فيروزعمرو على ضرورة تكريس إعتبار لغة الإشارة جزء من التنوع اللغوي والثقافي الموجود في المجتمع الأردني وأنه ضرورة ملحة على اعتبارأن الشرط الأساسي لنمو المجتمعات هو التواصل البناء بين أفراده فاذا كان الجميع يجيدون لغة الاشارة فلن يكون صعبا على "الصم والبكم " الحياة بشكل طبيعي ولن يشعروا بأنهم غريبون عن المجتمع بل يتحولوا إلى شباب فاعلين بالمجتمع و قادرين على التواص السهل والسلس والتعبير عن أنفسهم و مشاعرهم .
و في هذا السياق فإن إحصاءات الاتحاد العالمي للصم تشير الى ان هناك 72 مليون أصم في العالم، 80 بالمئة منهم يعيشون في البلدان النامية ، ويستخدمون أكثر من 300 لغة إشارة ، فيما توجد لغة إشارة دولية يستخدمها الصم في اللقاءات وأثناء ترحالهم و سفرهم وممارستهم للأنشطة الاجتماعية و غيرها ، أما في الأردن فقد قدر عدد الصم والبكم بنحو 40 ألف شخص تقريبًا وهم جزء من مجتمع ذوي الاحتياجات الخاصة الذي يشكل 13% من السكان فيها .
و بالرغم من ذلك فما زالت الحاجة ملحة إلى نشر هذه اللغة وتداولها في المجتمع الأردني إذ انه لايوجد لغاية الآن سوى 88 مترجمًا معتمدًا لتسهيل حياة هذه الفئة إجتماعياً كما ان عدداً كبيراً من معلمي الطلبة الصم غير حاصلين على رخصة مزاولة مهنة مترجم لغة إشارة التي تتطلب مهاراتِ عالية في هذا المجال وفق دراسة أجريت حديثاً ( تقييم قواعد لغة الإشارة الأردنية لدى معلمي الطلبة الصم في الأردن – عنان أبو مريم – دراسات – العدد 3 - 2021) الأمر الذي يؤثر على التحصيل العلمي و الدراسي للطلبة الصم .وعليه فلا بد من تكثيف الجهود لدعم الصم من خلال دعم لغة الإشارة الأردنية ونشرها من خلال الدورات والعمل على تدريسها في المدارس كافة لتسهيل التواصل الفعّال مع ذوي الإعاقة السمعية في المجتمع و توفير اساتذة لغة اشارة في الجامعات ليتمكن ذوو الاعاقة السمعية من الاندماج في مجتمعهم الجامعي و تعزيز استخدامها في العديد من المرافق والمؤسسات ووسائل النقل العام، بحيث يتم عقد دورات تدريبية للعاملين فيها لتسهيل مهام ذوي الإعاقة السمعية.