.[محسوب على الجماعة ! ]

قالوا لي : لا تبلش فيه ، سيبك من المشاكل هذا محسوب على الجماعة ، لا تجيب لحالك البهدلة و وجع الرّاس ، ما أنت قدّه ، بكره بجرجرك !!!..

صحيح أنّ هـناك -على مستوى الحياة المدنية- محسوبيّات و شلليّة و مُحاصصة و تنفيعات من تحت الطّاولة و اطعم الفم تستحي العين و زواحف و متسلّقين و انتهازيّين و تجـبّر و تعنّت و سلب للحقوق ممّن يستحق و منحها لمن لا يستحق ، و كلّ مالذ لك من الفساد و طاب ؛ لكن أن تصل الأمور أنّ هناك جماعـة و لها زلمهـا و تدعم تجبّرهم و عتوّهم و تغطرسهم و خروجهم على خلق اللّٰه ، لا .. لا أظنّ أن تصل الأمور إلى هذه الدّرجة !!.. فإن صحّ هذا الحديث فنحن إذن في غابة و لسنا في وطن !!.

معقول : هل وراء كلّ رجلٍ رخيصٍ جماعة ؟!!..
و إن كنت أشكّ في ذلك !!.. فما زال في القانون قلبٌ ينبض ، و ما زال هناك رجال يعنيهم أمر البلد و لا يعملون عند أحـد ، و يخافون بما مُنِحوا من سلطةٍ سطوة الواحد الأحد ..

على فكرة ؛ لا أعرف تحديداً من هم « الجماعة » !.. و لا يستطيع أحد أن يُصرّح بصفتهم أو اسمهم مجرّداً ، لكن عُرفاً هي استعارة مُتداولة يُقصد بها « جِهة عليا » ، تملك من النّفوذ و السّطوة و الصّلاحيّات ما يُؤهلها لِأن «تسحب الزّلمة من حضن مرته و تَجرّه من شاربه و تبهدله و تقل هيبته ، لمجرّد أنه إجا في زلمتهم [المحسوب عليهم] !» !!..

قلت في بالي ما هيّ خربانة و خربانة لأغامر و أكتب بما أنّني على حق ، فإن طلبوني الجماعة لسبب أو لآخر و قلّوا هيبتي و قالوا لي سدّ حلقك ؛ ففعلاً في جماعه و إلهم زلمهم و هذا الرّخيص واحد منهم و بهيك اقرأ على البلد السّلام ، و إن لم يطلبوني فمعناتو الحكي ما في منّو و البلد لسّه بخير !..

و ما زلت أشك بصدق هذه الرّواية ، لكن على أرض الواقع بالفعل هناك شخوص من هذه النّوعيّة سيطروا على هواجس من حولهم بهكذا ذريعة ، للّدرجة الّتي اعتقد خلالها الكثير ممّن يتوهّمون بوجود هكذا شخصّية أنّ ظهورهم مكشوفه أمامه و بإمكانه أن يجلد بسوطه من يشاء منهم و متى ما شاء ، لذا هم في أشدّ الحرص على إرضائه و عدم إزعاجه أو انتقاده أو الدّخول معه في أيّ منازعة كانت ، لا بل يتملّقونه تملّق العبيد لأسيادهم ..

مدعوم .. زلمة الجماعة .. محسوب على الجماعة .. إيده طايله .. واصل .. ما أنت قدّه .. و .. و .. .. فكلّ ما ذكر و ما يوازيه من مرادف في القول على الأغلب كلام فارغ لا أساس له من الصّحّة ..

هذه كذبة كبيرة رُوّجَت إفكاً على «« الجماعة »» بطرقٍ غير مباشرة من قبل بعضهم لفرض هيبتهم على من حولهم .. أو ربّما افترضتموها أو هَيّأتها لكم أفكاركم لظرفٍ ما مرتبطٍ بشخصٍ من إيّاهم جعلكم تعتقدون تلك المسألة .. فليس هناك من هو ««محسوب»» على أيّ جهة كانت ، فكلّنا محسوبون على الوطن ..

اصحوا أيّها البسطاء .. اصحوا
فبهذه الطّريقة العفوية نصنع من السّفَلة شيئًا ما و هم لا شيء في الواقع .. لذا احرصوا أن تتجرّأ هكذا كائنات عليكم أو تأتي على حقوقكم بهذه الذّريعة ، و إلّا استُعبدتّم مجّاناً بعد أن سيطر عليكم الخوف من شخصيّات وهميّة لا وجود لها في الواقع .. فــ « محسوب على الجماعة » : صحيح أنّها جملة إسمية يتبع المحسوب عليهم خلالها حرف جر ، لكن في الواقع لا يستطيع جرّ نملة !!..

آن الوقت حقًّا أنْ نكنسَ هذه القُمامة العالقة في جسم الوَطَن !..

إلّا إذا افتقدتّموني من خلال صفحتي لبضعة أيّام تطول أو تقصر « فمعناتو مزبوط فـي من هالحـكي و وراء كـلّ رجـل رخيص جماعـة ، و طلعت أنا اللّي ما بفهم !! » .. !!! ..

الشّاعر و الأديب
تيسير الشّماسين
عضو رابطة الكتّاب الأردنيّين

عمّان
١٩ / تشرين ثاني / ٢٠٢٢

---