حسن محمد الزبن - العالم كله يتجه بانظاره إلى قطر، في متابعة مونديال كرة القدم لكأس العالم، الذي ينتظره العالم بفارغ الصبر، والشوق إليه، وقالت عنه قطر إنه مونديال العرب، ويكفينا أنه في دوحتها سيحفر الملايين في ذاكرتهم مساحة من تاريخ الإنجاز القطري في الإعداد والإدارة والتنظيم والمتابعة، الذي اثبتت من خلاله أنها على قدر التحدي في استضافة المونديال الكروي، واحتضان قيادتها لهذا الحدث التاريخي الذي يأمه زعماء وقادة بحفل الافتتاح، ومشجعين ومتابعين من مختلف دول العالم.
إنه الفرح القطري، إنه الفرح العربي، انتصارا لإنجاز عربي فريد، إنها قطر التي تحلت بالثوب البهيج، وتركت لأبناء العروبة التغني بعرسها، ومدت يدها لكل عربي مُحب يريد أن يشاركها فرحتها وصنيعها، ولم تستأثر بالتنظيم لوحدها، وآثرت أن يكون إلى جانبها الأشقاء العرب، ومنهم الأردن، ليكونوا عونا لها، ولتكون الأميز، والصورة المشرقة لكل عربي، وأن تكون على قدر مساحة الحضور العالمي لإنجازها المبهر والمدهش.
ومن يظن أن الحدث الكروي سهلا؛ فهو مخطيء، إنه حدث يستضيف أكثر من ثلاثة ملايين من أصقاع الكرة الأرضية، بمختلف عقائدهم ودياناتهم وعاداتهم وتقاليدهم وافكارهم وايجابياتهم وسلبياتهم، ولكنها وضعت لوائح ومواثيق وتعليمات تبث عبر اعلامها وعلى أرضها لاحترام الجميع، ولكل من جاءوا إلى الدوحة، الدوحة القطرية، دوحة العروبة بفخر، الدوحة المضيافة، التي عبرت عن الكرم العربي الأصيل، الدوحة التي على هامش ايام الاحتفالية بالمونديال تُقدم أخلاق العرب والمسلمين، وتُقدم صورة مشرقة عن الإسلام بتحضر ورقي، وتُقدم جوهر الإنسانية إلى عشاق الكرة والعالم، وتطرح قضية إنسانية لشعب قاوم الظلم والقهر والاستبداد، قضية الشعب الفلسطيني وحقه في الحياة كباقي شعوب الأرض، وهي رسالة للعالم الحر، والعالم الإنساني والأممي، في مناسبة كأس العالم الذي يصعب أن تمر ايامه مرور الكرام وستبقى في ذاكرة من حضروا أو شاهدوا.
الحلم العربي في حلم قطر يتحقق، وقمرة القيادة بفخر قطرية، وعيون العالم ترقب تحليقها في عالم كرة القدم، وهي تستضيف المونديال كأول بلد عربي يحظى بإطلاق بطولة كأس العالم من على أرضه مبعث الفخر لكل عربي في الإقليم والشرق الأوسط، المونديال الذي أثلج وأنعش قلوب العرب المتابعين والمهتمين لحدث كروي عالمي قد يتأخر تكراره على أرض عربية عقود من الزمن.
شكرا قطر على نكهة العروبة والإسلام في المونديال.
شكرا قطر على التنظيم الاستثنائي مفخرة العرب.
شكرا قطر على رسائلك لكل عقول التخلف والتذمر والانحياز والعنصرية والتمييز.
شكرا قطر نحن سنبقى مهد الحضارات ومنبع أنبل وأشرف الرسالات.
حماك الله يا قطر،
وأدام الله الفرح العربي،
وحمى الله الأردن،