زاد الاردن الاخباري -
أشهر الشاعر الدكتور إبراهيم الكوفحي، اليوم الاثنين، في المركز الثقافي الملكي، ديوانه الأعمال الشعرية الكاملة، المستند على تسع مجموعات شعرية أصدرها خلال مسيرته.
وقال راعي حفل الإشهار الوزير الأسبق الدكتور صلاح جرار، في ورقة نقدية قدمها، إن القارئ شريك الشاعر في كتابة القصيدة، ولا يمكن الفصل بينهما رغم النظريات الحديثة التي تحاول فصلهما، موضحًا أن الشاعر يبقى همه الأول البوح في صورة تستوعب كل ما يحس ويفكر فيه، وتجد الرضى والثناء.
وأضاف جرار، أن الشاعر يتمنى أن يتمرد على رقابة القارئ، دون أي حساب سوى أن يجد حريته، مشيرا إلى أن الشاعر الكوفحي بدا بوضوح في عدد من أشعاره محاولاته التحرر من رقابة القارئ في مجموعه الشعري. الذي جمعه من قصائده التي كتبها على مدار أربعين عامًا.
وتحدث الدكتور جرار، مطولًا، عن آليات الكوفحي في شدّ اهتمام المتلقي عبر مطالع قصائده، خاصة فيما يتعلق باستخدامه للسؤال الاستنكاري، والنداء، والبداية السردية، لافتًا إلى أن هذا الكتاب الذي جمعه من قصائده التي كتبها على مدار أربعين عامًا، قد يكون أشبه بسيرة ذاتية للشاعر الكوفحي.
وقدّم الناقد الدكتور محمد حوّر، قراءة شعرية للديوان، رأى فيها أن المدرسة التي ينتمي لها الشاعر الكوفحي، إلى شعر الوجدان الذي يتشعب من بما فيه من حب وكره وسعادة وألم، ذاهبًا إلى أن الكوفحي شاعر الوجدان والحب ليس المقصود به المعنى المصطلح عليه، لكن يتعداه إلى معنى الحب الإنساني الذي يتصل بالأهل والأصدقاء والناس.
ونوه حوّر إلى أن هنالك اتجاهًا في الديوان ملاحظ، هو شعر الأُسرة ممثلة بالأب والأخ والزوجة والابن والبنت، وهي أشعار في قصائد معادة ومتعددة في الديوان، متناولًا إحدى أبواب الديوان التي صنفها الشاعر بمسمى (الأخوانيات) وهي قصائد كثيرة وطويلة، نظمها بعدد من الأصدقاء والزملاء، والكتّاب.
كما قدّم الناقد الدكتور فوزي الخطبا، قراءة، تحدث فيها عن إنجازات الكوفحي في ميادين الأدب والنقد والتحقيق، إلى جانب الشعر، عبر أكثر من عشرين كتابًا بهذا الصدد، مبينا أن تجربة الشاعر غنية تستحق الدراسة بما تحمل من مضامين عميقة غنية في تشكيلاتها اللغوية ونسقها الجمالي، وكذلك بما تحمل من أبعاد إنسانية.
وقال إن الكوفحي وظف أوزان الشعر العربي، بقصائد محكمة منسجمة مع ألفاظها ومضمونها، متسقة مع موسيقاها الداخلية والخارجية.
وقرأ الكوفحي عددًا من قصائده التي امتازت بتنوع أغراضها، بين المدينة ووصية الأبناء، كقصيدة وصية إلى ولدي، وقصيدة لو نمضي صديقين الوجدانية، وقصيدة الحنين إلى عمّان، مقدمًا شكره لمن حضروا وأنجحوا حفل الإشهار.