حسن محمد الزبن - الفرح الأردني خاصة، والعربي عامة، فيما أنجزه فريق المنتخب السعودي على أرض الدوحة، في لقائه مع منتخب الأرجنتين، هو بمثابة إنجاز للعرب عموما.
الشعب العربي بحاجة إلى هذا الفرح، إلى هذه اللحظات من التعبير الصادق للإحساس والوجدان العربي، والعفوية دون حسابات، أو تزلف تعيد ترتيب المسافات بين الأشقاء، وأنه مهما اختلفت الأفكار، وتغيرت الظروف والمواقف، فإن روابط عقيدتنا، وعروبتنا، وقوميتنا، لا تتزحزح، وتظهر جليّة دون تصنع أو تكلف تجاه الإخوة العرب في كل مكان.
وهي مشاعر تدلل عن الحب والصدق والأمل، وأنه لا حدود بين الشقيقة المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية، فهمنا واحد، وفرحنا واحدا، وطموحاتنا مشتركة، وحتى في الأيام الصعبة سيبقى الأردن سندا للسعودية، وستبقى السعودية سندا للأردن، ولا أظن أن مشاعر العرب في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق، ودول الخليج قاطبة، تختلف عن مشاعر الأردنيين تجاه الإنجاز الكروي للسعودية، وهذا انتصار لنا جميعا، وعرس يثلج القلوب، ويؤكد أن العرب يمكنهم بالإرادة والطموح أن يحققوا كثيرا في مجالات أخرى، مثلما كان لهم من الحضور في المونديال الرياضي العالمي لكأس العالم.
ورغم ما يُكنه المشجعون العرب لنجم الأرجنتين “مسي” من هوس وإعجاب، إلا أنهم اختاروا أن يكونوا في مشاعرهم وهتافهم وفرحهم إلى جانب المنتخب السعودي، وهذا ليس بغريب أو مستغرب، فهكذا نحن تغلب علينا العاطفة والقربى والأخوة والروابط المشتركة، التي لا يمكن أن تندثر أو تزول.
وفي النهاية أقول لا تفصلنا إلا خطوط وهمية، وبالأمس كان المواطن العربي، عبر جيل عروبي مخلص، شعاره كل بلاد العرب أوطاني، ونتمنى أن يكون هذا الحلم حقيقة نعيشها على مرّ الأيام، وترددها الأجيال على لسان الشاعر فخري البارودي:
منَ الشّـامِ لبغدانِ بلادُ العُربِ أوطاني
إلى مِصـرَ فتطوانِ ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ
ولا ديـنٌ يفـرّقنا فـلا حـدٌّ يباعدُنا
بغـسَّانٍ وعـدنانِ لسان الضَّادِ يجمعُناِ
ودمتم سعادة السفير على فرح دائما،
وندعو للمنتخب السعودي بالصدارة والفوز بالمونديال،