لم يكن صباح: 28 نوفمبر 1971، يوما عاديا لنا كاردنيين، ولكل أحرار الأمة العربية والاسلامية ، ففيه استشهد من دافع عن الأردن وفلسطين والأمة العربية بكل صدق واقتدار ،
استشهد وهو يؤدي واجبه مقبلاً غير مدبراً ،مقدماً روحه الغالية فدوه للدين والوطن والأمة،
استشهد بكمين الخيانة والعمالة ، فخسرنا بغيابه جزءا مهما من مشروعنا العربي الذي سهر واستشهد لأجله ..
منذ ذلك الوقت ورمزية أبو مصطفى أصبحت مركزية لنا جميعا، أسس من خلالها لكل الجالسين على كراسي الحكم قانون حياة ، مفادة أن حب الوطن علوِّ لصاحبه في الحياة وفي الممات ، وأن هيبته يجب أن لا تَنحني لأحد مهما توالت عليها الخطوب والمِحَن، وما أكثرها في هذا الزمان !!!
وصفي شاهد عدل على العمل المقاوم الفدائي الصادق، لا بل كأن الداعم لذلك بكل قوة واشهار والشواهد على ذلك كثر ، شريطة أن لا تنحرف بوصلته إلى الداخل فيحدث ما لا يحمد عقباه ،
لم يكن يوماً إقليمياً او جهوياً أو طائفياً كما صوره صغار النفوس والعقول ، بل كان مشروعا وطنيا لكل احرار الامة ..
وصفي وفخامة الأسم تكفي، وصفي التَّكسُّب الجَائِز من دَعوات العَجَائِز، وصفي القمح والبيدر والزيتون، وصفي البساطة والأناقة والهيبة التي يفتقدها الكثيرون في هذا الزمان ،
وصفي الصورة المصدرة للنقاء والطهر، وصفي المزارع والحراث قبل الرئيس، وصفي لم يكن مجرد رئيس وزراء ولم يكن شخصية سياسية ترجلت بانتهاء خدمتها ونقل اسمها الى أرشيف الروساء ،
وصفي الزعيم الخالد والقائد الصادق، وصفي القلب والرابية وعمق الخلايا والجذور المتفرِّعة في أعماق الوطن ، وصفي نموذج صادق لنظافة الحكم وحسن السيرة والعمل..
وصفي في كل عام تمر علينا ذكرى استشهادك نستشعر معها التراب يناديك قبل البشر ،
وصفي غادرنا الى رب حكيم يعلوه تاجَ العز والفخر والهيبة والمهابة ، متشبع حبه في قلوب الأردنيين الى الأبد ...
فعليك سلام الله حين ولدت وحيت استشهدت وحين تُبعث أن شاء الله ..
وصفي وفي القلب غصة :-
صعدت نحو منيتك بكل ثقه وايمان فتحقق قول عرار فيك ذات يوم..
فَداكَ الذّامُ يا وصفي رماحُكَ غيرُ مَسنونةْ
فدربُ الحرِ يا وصفي كدربك غير مأمونة...
المهندس مدحت الخطيب