كتب : هاشم الطورة - في المطار قبل أشهر أسير وحدي في تجربتي الأولى ، اختم جواز السفر اجتاز التفتيش ، سرت خلال ممر أوصلني إلى بوابة الطائرة ، دعاء السفر اردده في داخل.
ثلاث ساعات أوصلتني إلى وجهتي ، في المطار أتفحص الوجوه الأمكنة الغريبة ، لا شيء يشبهني باستثناء من ينتظرني في الجهة الأخرى .
في يومي الأول لقاء مسائي جمعني بأشخاص لم التقيهم من قبل ، استمر لساعات في إحدى مطاعم المدينة.
اليوم الثاني كانت زيارتي لكلية الطب ، أحدق حولي كمن فجأة سخر من سخافات " طفولية " من يجلس بجانب نافذة سيارة العائلة.
في تجربة زيارة كلية الطب التي حرصت على تكرارها خلال إقامتي بزيارة كافة المرافق ، يبدو كبرت لسنوات في هذه الأيام القلائل ، أربعة عشر يوماً طيلة إقامتي قد يتبادر للأذهان انشغالي بالوسائل الترفيهية على كثرتها في المدينة ، غير أن حصولي على موافقة إدارة الجامعة حضور محاضرات لطلبة الطب كانت أبرزها.
في المحاضرة ارصد كل التفاصيل ، الطلبة ، مدرسة المادة قاعة التدريس ، المشهد هنا مختلف عن غرفتي المدرسية ، في ساعات المساء أتفرغ لزيارة البحيرة ، مراكز التسوق ، مطاعم العرب في المدينة ، قبل عودتي مجددا للسكن.
هناك عطلة نهاية الأسبوع تختلف عن المعتاد في بلادي ، السكان المحليون منشغلون في شؤون حياتهم الخاصة لا احد يكترث بالآخر ، يبادلك البعض منهم بابتسامة لإدراكهم ثمة سائح في مدينتهم ، حرصت على توثيق كافة المواقع التي زرتها ، لأقارنها لاحقا بعد عودتي مجدداً بعد سنوات لبدء دراستي الجامعية.
في اليوم الأخير كانت إقامتي في الفندق ، أتأمل غيري ، أتحيز لنفسي وحقيقتي ، ودعت شقيقي عمار الذي يدرس الطب في الجامعة الأوروبية في العاصمة الجورجية تبليسي.
عدت إلى عمان بحقيبة أسئلة ، هل يحق للتائه الفقير ان يداعب حقيقة أن لكل قاعدة استثناء؟ ، كن أنت الاستثناء الجميل لنفسك ولكل من هو حولك.
في المطار وددت أن القي بقميصي على الأرض التراب والحجر ، لتعود بعض الحقائق مبصرة لنأخذ حصة من الوطن ولو بعد طول انتظار.
لا زلت اضبط ساعتي على موعد حلم يقينا سيتحقق ، وتطلعات عائلتي أن أصبح هاشم الطبيب الفذ ان شاء الله.