على الرغم من التحولات الكبرى التي عرفها الإعلام في العالم، ومنه العالم العربي والأردني ، لازالت أسئلة الحريات تقض مضاجع الإعلاميين لاسيما في عالمنا العربي وأخص الأردن بالذكر .
ومع أن الأردن قطع أشواطا مهمة في سياق الإنفتاح الإعلامي وتحرير القطاع السمعي البصري، وإتاحة هامش معقول من الحرية التي تمكن الإعلامي من الوصول إلى المعلومة وإيصالها للرأي العام، إلا أن ذلك لم يمنع من وجود تراجعات ، حول حرية الصحافة، الذي وضع الأردن ، في المنطقة "الحمراء" التي توصف بـ"الوضع الصعب".
كيف ينظر الإعلاميون في الأردن إلى وضعهم الداخلي؟ ما الذي استفاده الإعلاميون الأردنيون من التحولات السياسية الكبرى التي عرفها الأردن منذ ربيع العام 2011؟
الإعلام الأردني تأثر كغيره بالتحولات العالمية العاصفة التي زادت من هشاشة منشآته الصحافية، فحصرية الدور الذي كان يقوم به الصحافي انتهت، والتعبير الجماهيري أصبح متاحاً للجميع، ومع ضعف القراءة البنيوي نجد أنفسنا في الصحافة في وضع صعب قد نلخصه في حالة الصراع من أجل البقاء، ولذلك نجاهد من أجل إيجاد حلول لتبقى للصحافة المهنية والأخلاقية الكلمة العليا.
لا أعتقد أن زمن المطبوع قد انتهى، وفيما ماتت صحف فإن صحفا أخرى عبر العالم تطورت وأخرى تعيش بشكل سلس. إن المطلوب هو أن تستفيد الصحف المطبوعة من هذه الثورة الإتصالاتية بدل أن نجعل منها حائط مبكى، وهذه معركة إبداع وإبتكار وإقناع.
الصحافة الأردنية إبنة بيئتها، وعموما هناك مؤسسات وأسماء شرفت هذه الصحافة عبر تاريخها وما تزال، وخاضت معارك الحرية والمهنية وما تزال، بل إن جزءا من هذه الصحافة دخل العالمية، وهناك أسماء أردنية و عربية لامعة منتشرة في الأردن و العالم العربي وعبر العالم، وإذا لم نكن قد وصلنا لمستوى الصحافة الغربية فالسبب معروف، فليس لنا نفس التاريخ في الديموقراطية التي هي رئة الإعلام، ولهذا تجد الصحافي الأردني و العربي الجاد رغما عن أنفه يحمل صفة أخرى، وهي المناضل!
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي