زاد الاردن الاخباري -
يتحضر المنتخب المغربي لأهم مواجهة في تاريخه الكروي – حتى الآن – بدخوله للمرة الأولى في تصفيات المربع الذهبي لكأس العالم بكرة القدم، حيث سيواجه منتخب الديوك الفرنسي، المرشح الأبرز لحمل الكأس، وحامل اللقب في الدورة الماضية.
ويطمح أسود الأطلس المغاربة إلى التهام ديوك فرنسا الذين يدفعون عن اللقب بقوة. كما يلعب في صفوف المنتخب الفرنسي بعض من أهم لاعبي الكرة في العالم، مثل كيليان مبابي (باريس سان جيرمان) واوليفر جيرود (أي سي ميلان) وكانتي (تشيلسي) ونكونكو.
لكن المغاربة يحتفظون برصيد ممتاز كذلك من اللاعبين المحترفين، مثل أشرف حكيمي، زميل مبابي في باريس سان جيرمان، ونصير مزراوي مدافع بايرن ميونخ، والحارس المتالق ياسين بونو الذي يلعب لإشبيلية وسفيان إمرابط لاعب فيورنتينا وغيرهم.
ويقول الصحفي الرياضي المغربي وسكرتير تحرير موقع SNRTnews.com، يونس الخراشي، إن العوامل التي يتعين توفرها حتى يحقق المنتخب المغربي إنجازا آخر، بالفوز على فرنسا في نصف النهائي، هي نفسها التي توفرت له من قبل، ووصلت به إلى النصف نهائي.
ويضيف الخراشي لموقع "الحرة" أنه "من جهة هناك مدرب جيد، وإيجابي، وبروح مرحة، ومن جهة ثانية هناك لاعبون متميزون، وكرسي احتياط ممتاز، ثم هناك طاقم فني وطبي وإداري جيد، يؤدي مهامه في الظل، وفضلا عن ذلك هناك دعم أسري، وشعبي، وعربي وإفريقي، وإسلامي، منقطع النظير. وهذه عوامل كلها ملهمة، ومساعدة على أداء ممتاز".
ولا يعتقد الخراشي أن تطلع الملايين من مشجعي المنتخب المغربي إلى اللاعبين يمثل ضغطا عليهم، بل على العكس "حيث لم يزدهم، حتى الآن، إلا قوة، بحيث منحهم حافزا إضافيا، وشحنهم بطاقة إيجابية كبيرة للغاية، حتى إنهم يعترفون جميعا، حالما ينتهون من كل مباراة، بأنهم حققوا إنجازهم من أجل هؤلاء الملايين ممن يشجعونهم، ويفرحون لأجلهم".
ويقول الخراشي إن من المتوقع أن "تبقى الخطة هذه كما هي"، ويضيف أفترض أن "المدرب لن يغير شيئا، أو لنقل لن يغير كثيرا. فمن ناحية المنتخب الفرنسي قوي هجوميا، ولا يمكنك إلا أن تغلق عليه كل المنافذ، لتحد من خطورته، وتكسر شوكته، وتضعف نقط قوته، ومن ناحية ثانية، فالخطة الناجحة لا تغير، خاصة أنها أعطت أكلها، بفضل تماسك الدفاع المغربي، وقدرة المهاجمين على استثمار الفرص التي تتاح لهم، على قلتها".
بعد التأهل التاريخي، يواجه المغرب فرنسا في لادور النصف النهائي من كأس العالم بقطر، في مباراة لأسود الأطلس أمام حامل اللقب يجمع محللون إن "الإصابات" في صفوف المغرب ستكون أكبر خصم.
تغيير في التكتيكات
لكن الصحفي بجريدة العمق المغاربي، إدريس التزارني، يقول إن "الركراكي في كل مبارياته التي خاضها رفقة المنتخب الوطني جعل كل مباراة تختلف عن الأخرى تكتيكيا وفنيا ولهذا سنجد أنه جهز كل أسلحته للحد من خطورة المنتخب الفرنسي كي يخرج منتصرا في هذه المباراة".
ويضيف أن "منظومة الدفاع المغربي لا تزال محكمة، حتى مع الإصابات التي تعرض لها أعضاء خط الدفاع المغربي من خلال وجود بدلاء ممتازين".
كما يقول لموقع "الحرة" إن كل العوامل متوافرة لدى لاعبي المنتخب، حيث يسود بينهم جو من الدعابة والروح العالية، فيما يساهم وجود عوائلهم في الدوحة بتوفير الدعم النفسي لهم، كما أن "المدرب خلق جوا عائليا وعزز قيم محبة الأسرة" من خلال دعوة أمهات اللاعبين إلى المباريات.
المدرب: الحلم مجاني
وكان مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، وليد الركراكي، أكد أن "أسود الأطلس" سيواصلون المشوار حتى المباراة النهائية لمونديال قطر 2022، مؤكدا أن "الحلم مجاني ولا أحد بإمكانه منعنا من ذلك".
يتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى قطر، الأربعاء، لحضور مباراة نصف نهائي كأس العالم بين فرنسا والمغرب في استاد أهل البيت، وفق ما أكدت وزيرة الرياضة أميلي أوديا كاستيرا عبر راديو فرانس إنفو الأحد.
وقال الركراكي عقب التأهل التاريخي إلى نصف النهائي على حساب البرتغال: "أعتقد أنني أجبت على سؤال حول إمكانية تتويجنا باللقب العالميأ وقلت وقتها عندما كانت أمامنا 3 أو 4 مباريات لبلوغ النهائي، لم لا. الحلم مجاني، من بإمكانه أن يمنعنا من الحلم! نحن هنا ونخوض مسابقتنا وبلغنا دور الأربعة".
وأضاف "ليس المنتخبات الأخرى من ستمنحنا كأس العالم، أو أكبر المنتخبات الأوروبية لأنهم يحبون أن تبقى المنافسة بينهم ويكسبون اللقب، ولكن يجب علينا أن نبحث عنها واليوم أعتقد أننا بعثنا رسالة حقيقية بالنظر إلى مشوارنا في البطولة لأننا لم نلعب مع المنتخبات الصغيرة لعبنا فقط ضد المنتخبات الكبيرة".
وأبلى المنتخب المغربي البلاء الحسن في مشاركته السادسة في النهائيات وبات أول منتخب عربي أفريقي يصل إلى دور الأربعة وعلى حساب منتخبات من العيار الثقيل، بدأها بتعادل مع كرواتيا الوصيفة، وتلاها بفوز على بلجيكا، ثالثة النسخة الاخيرة، 2-صفر، ثم كندا 2-1، إسبانيا (3-صفر بركلات الترجيح، الوقتان الأصلي والإضافي صفر-صفر) والبرتغال 1-صفر.
وفي تعليق مفاجئ بالنظر إلى حجم الإنجاز، تابع الركراكي قائلا "الآن، سأكون قاسيا شيئا ما، وأقول إننا لم نفعل أي شيء حتى الآن، ولكننا على بعد لقاء واحد من المباراة النهائية ويجب أن تكون قويا للفوز علينا. سنرتاح ونرى كيف هي حالتنا البدنية وإذا كنا في مستوانا 100 بالمئة سيكون من الصعب الفوز علينا هذا ما أود قوله إلى الذين سيواجهوننا".
تشتعل ملاعب قطر بالأجواء الحماسية بين مشجعي المنتخبات، ومنها أسود الأطلس والطواحين والتنانين وراقصي التانغو، وكلها ألقاب تشير إلى منتخبات البلدان المشاركة في مباريات كأس العالم.
وأردف قائلا "عندما تلعب في المونديال هناك منتخبات صغيرة وأخرى كبيرة. بالنسبة للصغيرة يجب أن تحلم وتثق في ما ترغب في تحقيقه، وهذا ما قلته للاعبي فريقي خلال الأشهر الثلاثة السابقة التي أمضيتها في الطائرة أسافر من بلد إلى بلد. تحدثت إلى الجميع (حكيم) زياش و(سفيان) أمرابط وغيرهم، وقلت لن نذهب إلى قطر لخوض 3 مباريات فقط، ضعوا ذلك في عقولكم لأنه مهم جدا ورسالتي وصلت إلى الفريق، وإلى بلدي وإلى القارة، ولهذا كرة القدم هي أفضل لعبة في العالم، بإمكانك الإيمان بقدرتك على تحقيق الصعب والحلم، فهذه رسالة كبيرة إلى العالم وأعتقد أن العالم الآن مع المغرب".
وتابع "كان هذا خطابي منذ البداية. أدخل في عقولهم إنه من الجيد المشاركة في كأس العالم والاحتفال بالتأهل إليها، صحيح أن هناك دائما هذه النظرة السلبية بأننا سنلعب 3 مباريات فقط، ولكن عندما نكون مجتمعين فيما بيننا وينظر بعضنا إلى البعض، فلدينا الجودة ونجوم يلعبون في أفضل الأندية الأوروبية، زياش في تشلسي و(أشرف) حكيمي في باريس سان جرمان، و(نصير) مزراوي في بايرن ميونيخ، و(ياسين) بونو و(يوسف) النصيري في أشبيلية، وبالتالي لدينا فريق يمكنه الفوز بمباريات في كأس العالم".
وأضاف "يجب أن يكونوا واثقين في مؤهلاتهم وبذل ما في وسعهم وعدم التحسر، كان هذا جنون بالنسبة لهم لكنهم صدقوني نسبيا، وأحيانا نحاول أن نكذب عليهم، ومن هذا المنطلق فهم قادرون على تحقيق هذا النوع من الإنجازات".
وأصر الركراكي على أن "ما حققناه ليس له علاقة بالصدفة، بل بالعمل الجاد، إنها ثمرة العمل الجاد. كان لدينا أصعب مسار ممكن في البطولة. ثم هناك هذا الجمهور. كانت لدينا طاقة الأفارقة والعالم العربي الذين يرسلون لنا هذه الموجات الإيجابية التي تجعل، في لحظة واحدة، الجميع يرغب في أن يفوز هذا المنتخب".
وأوضح "إنه إنجاز. لقد دخلنا التاريخ. وضعنا أفريقيا بين أفضل أربعة منتخبات في العالم. إنه فخر كبير بالنسبة لي وبالنسبة للاعبين الرائعين الذين يستحقون أن نتكلم عنهم".
وتابع "لم أستطع حبس دموعي بعد المباراة، أعتقد انها المرة الأولى التي أبكي فيها في نهاية المباراة، أحاول أن أتحكم في أعصابي، لأنه يتعين علي أن أكون مثالا وأظهر أننا أقوياء وأنا المدرب، ولكن في إحدى الفترات عندما تقود منتخب بلادك إلى نصف نهائي كأس العالم أعتقد انه لا يمكنك أن تتحكم بذلك. سأكذب عليكم إذا قلت أننا كنا نؤمن بهذا الإنجاز ولكننا وضعنا كل السبل من أجل ذلك وبذلنا كل ما في وسعنا ونجحنا في ذلك، من شدة الفرحة انهمرت الدموع بمفردها".
وختم "علينا أن نتعافى بسرعة لاننا قمنا بعمل كبير حتى نصل الى هذا الدور ولأنه ينتظرنا منتخب من العيار الثقيل، ولكن عندما تريد أن تفوز بكأس العالم عليك أن تكون جاهزا للعب أمام أي منتخب".