كتب ماجد القرعان - اعي تماما بأنني لن أسلم من قبل تجار الوطنية الذين اعتادوا المزاودة والنفاق لتحقيق المكاسب والتنفيعات على حساب المصالح الوطنية العليا.
أعي تماما انهم سيصنفونني ما بين كاتب مأجور او حامل لاجندة خارجية او باحث عن منصب... الى غير ذلك من الحجج والاتهامات الجاهزة بمخيلتهم غير مدركين ولن يدركوا المخاطر التي باتت تحدق بنا والتي اسبابها معروفة وليست كما يتعلثون باعداء الخارج بل هي من خفافيش الداخل الذين يخشون على مناصبهم ومكاسبهم الذين ورغم فشلهم يتم اعادة تدويرهم من منصب رفيع الى منصب ارفع والذين ما كان غالبتهم حظيوا بما تحصلوا عليه لو تم الإلتزام باسس ومعايير النزاهة والعدالة والكفاءة ليتم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
دلوني على دولة في العالم يتقاضى مسؤولين فيها ٣ رواتب من خزينة الدولة أو يتم حجز منصب لشخص ليتولاه بعد تقاعده من منصب حالي أو يتم اعادة تعيينه بمنصب رفيع بهدف تعديل راتبه التقاعدي .
ادرك وجميع الأردنيين انه ليس في مصلحة الوطن وشعبه أن ننتظر ٢٠ عاما لنقطف مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وفق ما قاله رئيسها لجلالة الملك ونحن نفتقر لمسؤولين قادرين على شلع الفساد من جذوره وما زالت التنفيعات توزع على المحاسيب ويسيطر على مواقع اتخاذ القرارات الشللية الى درجت أنني شخصيا بت مقتنعا بوجود تجارة مناصب على اوسع نطاق.
المشهد الحالي الملفت والمثير في التعامل مع إضراب أصحاب وسائقي الشاحنات وفي الإضراب العام الذي اعلنه اصحاب المحال التجارية .. مجلس اعيان يحذرنا من اعداء الخارج ومجلس نواب من تشكيل لجنة لتشكيل اخرى وحكومة عاجزة عن ادارة الدولة وأيدي خفية تسعى لإثارة الفتنة والدفع نحو الإحتكاك برجال الأمن وشعب لم يعد قادرا على شد الاحزمة أكثر مما هي مشدودة.
ليس منطقيا أن ننتظر عشرون عاما لنقطف ثمار مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية ومثلها لقطف مخرجات الرؤية الاقتصادية وتطوير القطاع العام التي من وجهة نظري عبارة عن ( كليشهات ) كان بالإمكان أن تكون قابلة للتنفيذ لو تم اعدادها من قبل خبراء ومختصين.
الوقت يمر بسرعة والمخاطر تهددنا والحل سهل يسير يتمثل باقالة الحكومة وحل مجلس الأمة ولا ضرر من تعطيل الحياة البرلمانية لعدة سنوات وأن يتبع ذلك تشكيل حكومة انقاذ من قبل شخصيات مشهود لهم بحضورهم الشعبي ونظافة مسيرتهم وعدم ارتجاف اياديهم .
المأساة ستزيد وتتعاظم ما دام القريبون من جلالة الملك يخفون الحقائق عنه ويكيلون الاتهامات لمن يتحدثون بشفافية ووضوح بانهم اعداء الوطن وانهم يحملون اجندة خارجية وكتاب مأجورين .. يبحثون عن مكاسب .
والله من وراء القصد