زاد الاردن الاخباري -
أصدر معهد الإعلام الأردني بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية أمس "مؤشر الثقة بوسائل الإعلام الأردنية” لعام 2022″، اذ بينت نتائجه أن مؤشر الثقة لهذا العام وصل إلى 46 % وهو معدل متدن، بينما اعتبر ان القنوات التلفزيونية الرسمية والخاصة، الاكثر ثقة لدى الجمهور.
وأوضح المؤشر الذي أشرف عليه الأكاديمي ووزير الثقافة السابق الدكتور باسم الطويسي بالتعاون مع مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية الدكتور زيد عيادات، وبحضور عميد معهد الإعلام الدكتورة ميرنا أبو زيد، أن شبكات الإعلام الاجتماعي وتحديدا "فيسبوك”، المصدر الأول للأخبار لدى الأردنيين، ولكنها في الوقت نفسه الأقل ثقة ومصداقية.
كما أوضحت الدراسة تراجعا كبيرا في الاعتماد على الصحافة اليومية، وتراجعا في ثقة الجمهور بالوظيفة التفسيرية والتحليلية للشؤون العامة، وفق عدد المتابعين والثقة بما يطرح في الإعلام من آراء وتحليل.
وبينت ان الأخبار التي تتعلق بالقادة العسكريين والأمنيين والمعلمين والقضاة، الأكثر ثقة.
وتناول المؤشر، وسائل الإعلام الأردنية العامة والخاصة (القنوات التلفزيونية، الصحف اليومية، الإذاعات، المواقع الإخبارية والمنصات الرقمية)، وقورنت نتائجها بمصادر الأخبار والمحتوى الإعلامي مثل شبكات التواصل الاجتماعي ومصادر الاتصال الأخرى.
ونُفذت الدراسة على عينة ممثلة للمحافظات، حجمها 1800 شخص، عن طريق المقابلات المباشرة وعبر الهاتف، بحيث طور مقياس المؤشر عن طريق حساب معدل متوسط نتائج 5 مؤشرات فرعية؛ ويقيس الثقة وفق مؤشر مقسم إلى 100 درجة، أدناه صفر درجة.
وبلغ المؤشر العام للثقة بوسائل الإعلام للعام الحالي 46.3 % وهو متدن، وبرغم أن نتيجة المؤشر لا تبتعد كثيرا عن متوسط المؤشرات العالمية وبعض الدول ذات المقاييس المتعلقة بالثقة بوسائل الإعلام مع اختلاف المنهجيات، لكنه قد يشير لفجوات متعددة بأداء وسائل الإعلام وعلاقتها بالجمهور.
وبلغ معدل الاعتماد على وسائل الإعلام في الحصول على الأخبار في أوقات الطوارئ والأزمات والأوقات العادية 45.8 %.
وأوضحت النتائج أن الجمهور الأردني، يعتمد أولا على شبكات التواصل الاجتماعي (فيسبوك) في أوقات الأزمات والطوارئ للوصول للأخبار بـ46.6 %، وثانيا على القنوات التلفزيونية وبـ39.3 %، وعلى مسافة بعيدة تأتي المواقع الاخبارية على الإنترنت وبـ5.8 %.
أما في الأوقات العادية، فتتكرر الظاهرة السابقة؛ بالدرجة الأولى الاعتماد على (فيسبوك) بـ45.6 %، زيادة طفيفة في الاعتماد على القنوات التلفزيونية بـ40.5 %، وزيادة واضحة في الاعتماد على الأصدقاء والزملاء والأقارب بـ3.9 % كمصادر أخبار، بينما الصحف 0.3 % والإذاعات 0.5 %.
وحول معدل ثقة الجمهور بمصداقية وسائل الإعلام، فإن هذا المؤشر الفرعي يدل على متوسط الثقة بمصداقية الوسائل التقليدية (الصحف، الإذاعات، القنوات التلفزيونية، والمواقع الإخبارية) حيث بلغ هذا المعدل 56.9 %.
وجاءت القنوات التلفزيونية الرسمية الأكثر مصداقية من وجهة نظر إجمالي العينة المبحوثة بنسبة وصلت إلى 61.3 %، ثم جاءت القنوات التلفزيونية الأردنية الخاصة بـ59.9 %، وفي الترتيب الثالث محطات الإذاعة الرسمية (الإذاعة الأردنية) وبنسبة 55.6 %، وفي الترتيب الرابع الصحف اليومية الأردنية والمواقع الإخبارية وبنسبة 55.6 %.
وتراجعت مصداقية الناشطين على الشبكات الاجتماعية إلى المراتب الأخيرة، وجاء الناشطون على "تويتر” بـ37.2 %، والناشطون على الانستغرام بـ”41.4 %”، والناشطون على "فيسبوك” بـ43.6 %.
وفي معدل الثقة بالأخبار التي تقدمها وسائل الإعلام الأردنية حسب مجال أو موضوع التغطية الإعلامية (الشؤون السياسية المحلية، الشؤون السياسية الاقليمية، الخدمات العامة، الاقتصاد والشؤون المالية)، وجاء معدل الثقة بأخبار وسائل الإعلام الأردنية المتخصصة نحو 36.3 %.
وأوضحت الدراسة أن الجمهور الأردني يتابع الشؤون السياسية المحلية بالدرجة الأولى على القنوات التلفزيونية الأردنية وبـ43.8 %، ثم شبكات التواصل الاجتماعي بـ 32.4 %، وفي الترتيب الأخير تأتي الصحف اليومية، أما الكتلة التي لا تتابع الشؤون السياسية المحلية فبلغت 15.2 %، ويستمر اعتماد الجمهور على القنوات التلفزيونية بمتابعة الشؤون السياسية الإقليمية وبنسبة 42.5 %، ثم تأتي شبكات التواصل الاجتماعي بـ26.9 %، ولكن يبرز بوضوح حجم الكتلة غير المهتمة بمتابعة الشؤون السياسية الإقليمية وتصل إلى 26.9 %.
وفي مجال الشؤون الأمنية المحلية فإن الجمهور، يعتمد بالدرجة الأولى على القنوات التلفزيونية وبنسبة 43.6 %، ثم شبكات التواصل الاجتماعي بـ30.9 %، وفي الترتيب الثالث المواقع الإلكترونية بـ6.6 %، بينما تتراجع الصحف اليومية إلى 0.6 %.
وحول معدل تقييم الجمهور للالتزام الأخلاقي والمهني، فإن هذا المؤشر جاء الأعلى بين المؤشرات الفرعية بمعدل 63.3 %، وقاس نحو 12 عنصرا فرعيا للتعرف على مدى ثقة الجمهور بالأداء الأخلاقي والمهني.
وأبرز هذه المؤشرات، أن 68.2 % من الجمهور يرى أن وسائل الإعلام، تعبر عن وجهة نظر الحكومة، و66.1 % أيدوا أن وسائل الإعلام تتجنب أو تتجاهل تغطية قضايا أو موضوعات معينة، و58.9 % أيدوا أن وسائل الإعلام الأردنية تمارس دورا رقابيا.
كما بينت المؤشرات أن 67 % رأوا أن وسائل الإعلام الأردنية تتجنب خطاب الكراهية، و63.3 % رأوا أن وسائل الإعلام تتبنى قضايا المرأة.
وتناولت الدراسة ثقة الجمهور في دور الإعلام والإعلاميين في تفسير وتحليل الشؤون العامة الأردنية وفي رأس المال الاجتماعي، والثقة بالأخبار التي مصدرها المؤسسات والقطاعات.
وخلصت الدراسة إلى أنه في الثقة بالأخبار التي مصدرها الفئات أو القوى الفاعلة في الشؤون العامة الأردنية، فإن النسبة الأعلى لدى القادة العسكريين والأمنيين بـ73.0 %، القضاة وبنسبة 62.4 %، وفي الترتيب الثالث أساتذة الجامعات والمعلمون وبنسبة 60 %.
وفي النسبة الأدنى، جاء قادة الأحزاب بـ20 % ثم النواب 30.6 %، والوزراء
36.5 % ، والأعيان 37.7 %، وخلصت الدراسة إلى أن القنوات التلفزيونية تتمتع بترتيب متقدم في اعتماد الجمهور عليها في الوصول إلى الأخبار، وهي الأكثر ثقة ومصداقية في أخبارها.
وأشارت الدراسة إلى أن شبكات الإعلام الاجتماعي وتحديدا "فيسبوك”، تعد المصدر الأول للأخبار لدى الأردنيين، ولكنها في الوقت نفسه الأقل ثقة ومصداقية.