زاد الاردن الاخباري -
قال متخصصان في الإعلام إن نتائج دراسة علمية حول الثقة بوسائل الإعلام المحلية والتي أجراها معهد الإعلام الأردني وأعلن نتائجها قبل أيام، تؤشر إلى أن المصداقية والثقة في نشر الأخبار والتي حصلت عليها وسائل الإعلام العامة والخاصة على حساب منصات التواصل الاجتماعي لم تكن من فراغ ويجب البناء عليها في مقبل الأيام.
وأضافا في حديث اليوم الأحد، إن قنوات التلفزيون المحلية حصلت على الترتيب الأول في ثقة الجمهور للوصول إلى الأخبار، ما يدل على أن الوعي لدى الجمهور المتلقي مرتفع جدا، ويجب متابعته ورفع الاهتمام بهذه الوسائل لمنع وصول الأخبار الكاذبة والإشاعات للجمهور من منصات التواصل الاجتماعي، ومنها "فيسبوك" والتي حصلت على المرتبة الأولى في الحصول على الأخبار لكنها الأقل ثقة ومصداقية لدى الجمهور.
وقالت المتخصصة بالتشريعات الإعلامية وعضو لجنة شكاوى الإعلام الدكتورة نهلا المومني، إن هذه النتيجة تؤشر إلى أن القنوات التلفزيونية المحلية تعد من الوسائل المهمة وواسعة الانتشار، وما زالت تحظى بقيمة إخبارية ومصداقية لدى الأفراد، باعتبارها مصدرا يمكن للفرد أن يعتمد عليها ليتمكن من بناء المواقف والآراء وتشكيل المواقف، وبالتالي قدرته على التعبير عن مواقفه خاصة في القضايا التي تهم الشأن العام.
ولفتت إلى أن النتيجة المتعلقة بأن شبكات التواصل الاجتماعي، وتحديدا (الفيسبوك) تعد مصدرا مهما للأخبار عند الأردنيين، لكنها في الوقت ذاته الأقل ثقة ومصداقية لديهم، ما يدل على وجود وعي لدى طائفة كبيرة من الجمهور بأن هذه الشبكات لا تتبع القواعد المهنية والأصول المتعلقة بالتحقق من الأخبار بقدر ما تعتمد على سرعة النشر دون التحقق.
ونبهت إلى أن ما خلصت إليه الدراسة بأن الأفراد يعتمدون في أوقات الأزمات على شبكات التواصل الاجتماعي يدلل على وجود نقص في المعلومات أو بطء في تقديم المعلومة وانسيابها خلال هذه الفترات المهمة في حياة الأفراد، ما يجعلهم مقبلين على شبكات التواصل الاجتماعي التي تتسم بالسرعة في نشر المعلومات واستقائها دون تحقق، الأمر الذي يؤكد ضرورة إيلاء أهمية كبيرة للإفصاح الاستباقي عن المعلومات من قبل الجهات ذات العلاقة خاصة في الظروف الطارئة.
وأشارت إلى أن أهمية هذه الدراسة تكمن في اعتبارها أداة بحثية علمية مهمة يمكن استخدامها في بناء السياسات العامة المتعلقة بقطاع الإعلام وخاصة ما يتعلق بوضع استراتيجية إعلامية تقوم على معطيات واضحة وحقائق جرى اختبارها علميا تسهم في النهوض بحالة الإعلام في الأردن.
وقال مدير مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" حسين أبو رمان إن هذه الدراسة تتسم بالشمول لأن إعداد مؤشر للثقة بوسائل الإعلام يحتاج بطبيعة الحال إلى بناء منظومة متكاملة من المؤشرات الفرعية، وهو ما ذهبت إليه هذه الدراسة باعتماد خمسة مؤشرات فرعية، تتمثل بمعدل الاعتمادية على كل من وسائل الإعلام التقليدية، والأخرى الرقمية؛ ومعدل ثقة الجمهور في دور الإعلام والإعلاميين في تحليل الشؤون العامة وتفسيرها؛ ومعدل الثقة بحسب المجالات المتخصصة في التغطية الإعلامية؛ ومعدل ثقة الجمهور بمصداقية وسائل الإعلام؛ ومعدل الالتزام المهني والأخلاقي لوسائل الإعلام.
وبين أن توفير المعطيات الرقمية لهذه المؤشرات الفرعية الخمسة، تطلب إجراء دراسة مسحية لأنماط استخدام الجمهور في الأردن لوسائل الإعلام واتجاهاته حول مستويات الثقة بالأخبار ومصادرها، بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية.
وأكد أن الدراسة اعتمدت على عينة عشوائية كبيرة الحجم من 1800 مستجيب، مناصفة تقريبا بين الذكور والإناث، بما يسمح بإجراء مقارنات تأخذ بعين الاعتبار خصائص أفراد العينة من حيث العمر ومكان الإقامة والعمل وغيره.
وبين أن قيمة هذه الدراسة لا تكمن في النتائج التي توصلت إليها فحسب، وإنما كذلك بدرجة رئيسة فيما تمثله من منطلق لدراسات مسحية سنوية لاحقة تتيح عملية المقارنة، وقياس التقدم أو التراجع في المؤشر العام والمؤشرات الفرعية باعتبار عام 2022 هو عام الأساس.
وأشار إلى أن كل مؤشر من المؤشرات الفرعية يستثير نقاشا في العمق، غير أن ما يستوقف المراقب هو تلك المفارقة بين المؤشر الفرعي الأول الخاص بالاعتمادية على شبكات التواصل الاجتماعي في الحصول على الأخبار بالمركز الأول بنسبة 6ر45 بالمئة في أوقات الطوارئ والأزمات، مقابل 3ر39 بالمئة للقنوات التلفزيونية، بينما ينعكس المشهد عندما يتعلق الأمر بالثقة بمصداقية الإعلام، حيث يحل الإعلام التقليدي أولا بنسبة 61 بالمئة للقنوات التلفزيونية الرسمية و 60 بالمئة للخاصة، تليها الإذاعات الرسمية ثم الصحف اليومية فالإذاعات الخاصة، مقابل 6ر43 بالمئة للناشطين على (الفيسبوك)، يليه (إنستغرام) ثم (تويتر).
يشار إلى أن دراسة علمية أعدها معهد الإعلام الأردني وحملت عنوان: مؤشر الثقة بوسائل الإعلام الأردنية، خلصت إلى أن القنوات التلفزيونية المحلية تتمتع بترتيب متقدم في اعتماد الجمهور عليها في الوصول إلى الأخبار.
وبينت الدراسة التي أشرف عليها وزير الثقافة الأسبق الدكتور باسم الطويسي من معهد الدوحة للدراسات العليا بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، والمعهد الجمهوري الأميركي، أن شبكات الإعلام الاجتماعي، وتحديدا فيسبوك تعد مصدرا مهما للأخبار لدى الأردنيين، ولكنها في الوقت نفسه الأقل ثقة ومصداقية.