زاد الاردن الاخباري -
دعا رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، إلى توحيد الرسالة الإعلامية العربية للدفاع عن قضايا الأمة، وتتصدى لكل من من شأنه أن يزعزع أمنها واستقرارها.
جاء ذلك خلال لقائه بمجلس الأعيان اليوم الأحد، 30 صحفية وصحفيًا من 11 دولة عربية، يشاركون في مؤتمر تدريبي تحت عنوان “دور الإعلام في تعزيز الحوار”، ينفذه مركز الحياة “راصد” بالتعاون مع مركز كايسيد للحوار العالمي لشبونة.
وقال الفايز بحضور رئيس لجنة الإعلام والتوجيه الوطني في مجلس الأعيان العين الدكتور محمد المومني وأعضاء من اللجنة وخارجها: “عند الحديث عن الإعلام ودوره في المجتمع، فجميعنا بات يدرك اليوم، الدور الكبير الذي تقوم به، ومدى التأثير الذي يمكن أن تحققه وسائل الإعلام المختلفة، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك فإنها ولما تملكه من تأثير قوي، مطالبة اليوم بتعزيز حوار الحضارات والثقافات والتقريب بين الشعوب وتعزيز القواسم المشتركة بينها، والعمل على مواجهة التحريض والعنف والتطرف والعنصرية”.
وأشار رئيس مجلس الأعيان بحضور مدير عام مركز “راصد” الدكتور عامر بني عامر، ومسؤول البرامج في “كايسيد” وسيم حداد، إلى أن وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها، عليها مسؤولية إثراء الحوار الديمقراطي، والحوار الإنساني القائم على مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية، فالعالم يمر اليوم بأزمات صعبة، وأوقات حرجة تحتاج إلى تعزيز الاندماج الاجتماعي، وتعزيز القواسم المشتركة بين الشعوب.
وأكد أن على وسائل الإعلام تعزيز القيم المثلى في المجتمعات، والمتمثلة بقبول الآخر واحترام الرأي والرأي الآخر المختلف معهم فكرياً وثقافياً ودينياً، فلا يجوز أن يستمر هدف الإعلام بأنواعه بكونه تحقيق الربح المادي على حساب مصلحة المجتمع.
وأضاف الفايز أنه “للأسف هناك انحراف عن المسار الصحيح لدور الإعلام في تعزيز القيم والمبادئ النبيلة، وخاصة من قبل وسائل التواصل الاجتماعي على تنوعها، وعلى وسائل الإعلام المسؤولة، احتواء الأخطاء والصراعات والمشاركة في تجاوزها، وليس كما يحصل اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من تضخيم للصراعات، واغتيال للشخصية والمس بخصوصية الأفراد، وانتهاك لمبادئ الحرية الصحفية والثوابت المهنية للعمل الإعلامي والصحفي”.
ولفت إلى أن “وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت منفلته، ولا بد من وضع ضوابط لها، ونحن هنا نؤكد على حرية الصحافة وتعزيزها، لكن ما يجري عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليس له علاقة بالحريات الصحفية، للأسف هناك خطاب كراهية وتشجيع على العنف، وهناك خطاب عنصري، ومس بالأديان وأصحاب الديانات السماوية، وللأسف أيضا هناك إسفاف وكذب كبير عبر هذه الوسائل”.
وذكر الفايز أن “وسائل التواصل الاجتماعي أعطت الناس حرية التعبير، لكن هذه الحريات والمساحات الواسعة للتعبير، استغلت أبشع استغلال من قبل البعض، وباتت تهدد المجتمعات وتذكي الصراعات والأزمات، لقد كان الأجدي بهذه الوسائل أن تقدم محتوى مناسبا، يعمل على توحيد المجتمعات ويعزز القيم النبيلة”.
وأكد ضرورة قيام وسائل الإعلام بدورها المهني والموضوعي، والعمل على تعزز قيم الحرية والعدالة الاجتماعية، والتعددية في أي مجتمع، وليس تعزيز الاستقطاب والتناحر المجتمعي، جميعنا مع حرية التعبير لكن يجب أن يكون ذلك تحت سقف القانون، واحترام التنوع العرقي والديني والثقافي في أي مجتمع، لذلك أقول بأنه، إذا لم توضع ضوابط واضحة وصريحة، ستزداد حدة الصراعات والأزمات، سواء كان ذلك داخل المجتمع الواحد أو خارجه، فالإعلام للأسف أصبح اليوم سببا رئيسيا في حدوث هذه الصراعات”.
ولفت إلى “أننا اليوم وخاصة في عالمنا العربي، نفتقد وجود مراكز إعلامية، لديها القدرة على توجيه الرأي العام، ولم يعد هناك مؤسسات صحفية لديها إمكانية توجيه الرأي العام بمفردها، للأسف اليوم فقدت وسائل الإعلام التقليدية ثقة الجمهور، مما دفع الناس إلى التوجه إلى ووسائل التواصل الاجتماعي ذات المحتوى البائس في أغلبه”.
بدوره، تحدث العين المومني حول أهمية دعم وإسناد وتطوير الإعلام العربي والمهني المحترف، الذي يُعتبر إحدى أهم الأدوات التي من شأنها السيطرة على خطاب الكراهية.
من جهته، قال حداد إن العديد من برامج “كايسيد” انطلقت من الأردن إلى كل المنطقة، وذلك بهدف بناء جسور من التواصل بين كافة أبناء المنطقة