أكتب اليوم في الذكرى السنوية الرابعة على رحيل شيخ البلقا والكرة الأردنية معالي الشيخ سلطان بن ماجد العدوان
هذا الرجل الذي خرج من صلب عشيرة المجد والأصالة ... عشيرة العدوان التي طرزت بالفخر أهداب الشماغ الذي يميل هيبة على رؤوس أبنائها . قولاً وفعلا...
لم يكن مجرد رئيس لنادي بحجم زعيم الكرة الأردنية ... الفيصلي وحسب
كان رجلاً وطنياً قومياً ... ووتداً ثابتاً في تاريخ الرياضة الأردنية وأنموذجاً يصعب تكرارة .. في الهيبة والقومية والعروبة .. والجرأة في الحق تغلفها الحكمة ...
رحم الله وتغمده برحمته
ولأن الأفعال وحدها من تخلد الرجال ... إليكم بعضاً من مواقفه .. التي يطرزها التاريخ
وسأبدأها بتغريدة رئيس الهيئة التنفيذية لاتحاد الكرة سمو الأمير علي بن الحسين على “تويتر” في وداعه حين قال:
“لقد كنت، ومنذ بداية مسيرتي بكرة القدم الاردنية، الصديق وصاحب المشورة والسند، وسنفتقد ذلك، وسنشتاق الى حكمتك ودورك القيادي، وحرصك على البلد”،
ومن منا ينسى مواقف الوفاء للراحل سلطان العدوان، حين شارك في حفل تأبين رفيق دربه في اتحاد الكرة، ومنافسه في الوحدات الراحل سليم حمدان،
وعمل على إقامة مباراة تكريمية للراحل، جمعت الفيصلي والوحدات ورصد ريعها لصالح عائلة المرحوم سليم حمدان،
وسبق للراحل العدوان ان كان السند لصديقه المرحوم سليم حمدان، الذي تعرض منزلة للاحتراق، فما كان من المرحوم العداون إلا ان تكفل باعادة ترميم البيت
ووقف المرحوم العدوان مرة اخرى الى جانب شقيقه الوحدات الذي تعرض عدد من لاعبيه من ابناء غزة للتوقيف جراء عدم توفر اقامات في ذلك الوقت، فقام المرحوم العدوان باجراءات تكفيلهم واخراجهم من السجن.
ولم يتأخر المرحوم العدوان على الوقوف الى جانب كافة الاندية الاردنية، فكان كثيرا ما يستجيب لنداءات رؤساء الاندية الذين كانوا يميلون عليه لتذليل العقبات امام فرقهم الرياضية من ملابس وتحضيرات وادوات رياضية.
وفي عشق الفيصلي ... كان النموذج الذي لا يُطال فزعة وحمية وإنتماء والمواقف في هذا الأمر لا تحصى يذكر التاريخ منها
انه في عام 1998 وخلال مباراة الفيصلي والقادسية في بطولة الدوري سجل جريس تادرس هدفا تم إلغائه من قبل الحكم المساعد بداعي التسلل
علما أن الإعادة التلفزيونية دلت على صحة الهدف ، وحينها كان الرجال الرجال .. فإتخذ الشيخ سلطان العدوان قراراً بإنسحاب الفيصلي من المباراة
وبعد ذلك صدر قرار اتحاد الكرة بإلغاء البطولة.
كان اعظم من رئيس وأحن من أب على كل لاعبي الفيصلي ... كان أحد سندة حراس الفيصلي من أي مساس أو تشويه
وأذكر أني عاصرت رده يوما على أحد متسلقي القضية رغم مركزه وقتها ...
وقد حاول عبثاً زج الفيصلي في شبهات تفريق الصف الأردني ..
حين قال له بكل جرأه
جاي تزاود علينا ؟ انت ما كنت مولود بس كنا نهرب سلاح لأهلنا بالضفه
ما كنت مولود بس أسسنا هالنادي على مبدأ قومي عروبي نضالي ... وتحاربنا وما همنا شي .. وكملنا ..
فما كان من الطرف الأخر إلا السكوت وسط جعجعة كلمة الحق التي لا تدنس قط
رحم الله عميد الكرة الأردنية وفارس الزعامة شيخ النادي الفيصلي
ولا زالت كلماته ميثاق شرف لكل فيصلاوي ... وهو يلفض أنفاسه الأخيرة يوصي الجميع
قائلا:” اكملوا الرسالة.. وديروا بالكوا على الفيصلي”.
عروبه يحيى الخوالده