سميح المعايطة - حقيقة واضحة للجميع حولنا أننا بلد يعاني من أزمة اقتصادية منذ سنوات، والأسباب عديدة وفيها تفاصيل داخلية وخارجية، وأننا دولة تتزايد مديونيتها سنويا لتغطية العجز، وأن ازمات الإقليم المتتالية خلال اكثر من عشرين عاما بما فيها سنوات كورونا زادت من صعوبة الامور على الدولة وعلى الأردنيين.
الأشقاء في الخليج كانوا دائما قريبين من الأردن، وقدموا الكثير منذ عشرات السنين، وكانت المنحة الخليجية قبل عشر سنوات والتي تم تقديم ما تم تقديمه على شكل تمويل مشاريع.
وقبل أربع سنوات عندما كانت مظاهرات الدوار الرابع ورحيل حكومة هاني الملقي قدم الأشقاء منحة على مدى خمس سنوات، وفي ثنايا العلاقات الثنائية للأردن مع كل دولة خليجية هنالك مواقف إيجابية من الأشقاء على شكل استثمارات أو تمويل مشاريع…
اليوم الأردن يعيش أزمة حقيقية وهو ملتزم ببرنامج اقتصادي مع المؤسسات الدولية، هذا البرنامج يجعل الهامش أمام الدولة في تخفيف الأعباء على الأردنيين قليل ومحدود، هذه الأزمة تترك آثارا سياسية واضحة المعالم ليس فقط فيما كان مؤخرا بل في مجالات أخرى، فالدولة لا تملك الكثير من الخيارات سواء في تعزيز التنمية او تخفيف المديونية او تخفيف البطالة، ولهذا تكون اهم الخيارات زيادة الاعباء على الناس عبر زيادات الأسعار ومثلها من الإجراءات.
اليوم يواجه الأردن تحديات اقتصادية وايضا أمنية وخاصة من الجنوب السوري حيث ميليشيات المخدرات الطائفية، وأيضا عاد خطر تنظيمات التطرف والإرهاب مرة أخرى عبر عملية قتل الشهيد الدلابيح رحمه الله ورفاقه الذين استشهدوا في تعقب القاتل، والأردن يواجه هذا الظرف الصعب والاستهداف الذي يدفع من خلاله ثمن صموده في وجه محاولات الاختراق الطائفي الفارسي.
نحن بحاجة إلى وقفة كبيرة من الأشقاء في الخليج، وقفة تعين الأردن في المرحلة القادمة على التخفيف عن الأردنيين اقتصاديا ومعيشيا، وقفة تواجه اي عمليات استغلال من اي جهة للوضع المعيشي للناس للتأثير على استقرارنا السياسي والامني.
نعلم جيدا ونقدر نحن الأردنيين الوقفات المشرفة التي كانت وما تزال من الأشقاء مع الأردن، لكن الأردن الذي يمثل احد عناصر اتزان واستقرار الإقليم يحتاج إلى وقفة تمكنه خلال السنوات القادمة من مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة، وقفة في اتجاهات عديدة بحيث تدعم الاستقرار الاقتصادي والموازنة وتمول مشاريع بنية تحتية واستثمارات.
ما نتحدث عنه ونتمنى أن يحدث برنامج اقتصادي يساعد الأردن على الاسترخاء سياسيا وشعبيا واقتصاديا من سنوات صعبة تعاقبت بأزمات وصعوبات اقتصادية وسياسية وأمنية.
نتمنى أن تحمل المرحلة القادمة وقفة كبيرة من الأشقاء مثلما كانوا دائما مع الأردن ومثلما كان الأردن دائما مع كل أشقائه.