زاد الاردن الاخباري -
أشاد العلماء والرؤساء التنفيذيون على حد سواء بفوائد وجود بعض طقوس الصباح الباكر لعقود من الزمن، فهناك من يستيقظون في الساعة 4:30 صباحاً كل يوم ويكملون تمريناً قبل شروق الشمس، وآخرون يستمتعون بهدوء الصباح مع فنجان من القهوة والقراءة.
لكن الاستيقاظ مبكراً واحد من التحديات الصعبة، فقد يكون من المغري النقر على زر “غفوة” على المنبه عندما تغمر عقلك الأفكار حول كل ما تحتاج إلى إنجازه خلال النهار، أو تشعر بالراحة تحت كومة من البطانيات، خاصة خلال فصل الشتاء، عندما يكون الصباح أبرد وأغمق وأكثر كآبة.
ولكن هناك فوائد مدعومة بدلالات علمية لاتباع روتين الصباح، إذ أظهرت الأبحاث السابقة أن روتين الصباح المتسق يمكن أن يقلل من التوتر، ويعزز مستويات الطاقة لديك، ويحسن إنتاجيتك في العمل، وفقاً لما ذكرته شبكة “CNBC”.
وإذا كنت ترغب في اتباع روتين صباحي قبل العمل ولا تعرف من أين تبدأ، ففكر في هذه الممارسات الثلاث الموصى بها من علماء النفس:
1. حدد نية لهذا اليوم تحذر عالمة النفس جيسيكا جاكسون من أن قائمة مهامك قد تضر أكثر مما تنفع.
وقالت جاكسون، وهي أيضاً مديرة الاستراتيجية الإكلينيكية للمساواة في الصحة العقلية في Modern Health، إن سلوك البعض في التحقق من رسائل البريد الإلكتروني أو التقويم أو قائمة المهام مباشرة عقب الاستيقاظ من النوم “يجعل بداية اليوم قاتمة ومرهقة للنفس”، إذ يخبر ذلك السلوك عقلك بأن ينتقل إلى حالة الذعر.
بدلاً من ذلك، توصي جاكسون جميع عملائها ببدء يومهم بالدخول في عملية تأمل: أخذ بضع دقائق للجلوس في صمت، وأخذ نفسين عميقين، واختيار كلمة واحدة، أو جملة، وتكرارها عدة مرات.
توضح جاكسون: “يمكنك أن تقول لنفسك إن نيتي اليوم هي الشعور بالنجاح” أو “أريد أن أكون مرتاحاً اليوم”، وتفكر فيما يمكنك تحقيقه بشكل واقعي خلال الـ 24 ساعة القادمة لتشعر بذلك”. ويمكن أن تكون أيضاً كلمة واحدة قوية مثل “الشكر أو الحمد، والتي ستوجهك إلى كيفية رد فعلك والتفكير في كل ما يحدث على مدار اليوم”.
ويمكن أن يساعدك تحديد نية كل صباح قبل العمل على مواءمة أفعالك بشكل أفضل مع قيمك، والاستمرار في التركيز على أولوياتك، والأهم من ذلك، أن تكون متحمساً لليوم القادم، بدلاً من التركيز على كل مهمة تحتاج إلى إكمالها في ذلك اليوم، وفقاً لـجاكسون.
2. انفصل عن الإنترنت من جانبها، قالت اختصاصية علم النفس في دنفر، ديبي سورنسن، إن الانفصال عن التكنولوجيا في الصباح هو أفضل إعادة تشغيل يمكن أن تمنحها لعقلك.
وتشير سورنسن إلى أن النظر إلى هاتفك أو جهاز الكمبيوتر الخاص بك مباشرة بعد الاستيقاظ يهيئ عقلك للإلهاء ويمكن أن يؤدي إلى استجابتك للتوتر إذا رأيت أو قرأت شيئاً سلبياً.
بدلاً من ذلك، ابحث عن نشاط غير متصل بالإنترنت يعيد شحن طاقتك، مثل القراءة أو الكتابة في دفتر يوميات أو الذهاب في نزهة على الأقدام أو حضور حصة تمارين رياضية.
وقالت، سورنسن إن فوائد القيام بنشاط مريح غير متصل بالإنترنت في الصباح ستستمر طوال اليوم، لأنك تبدأ يوم إجازتك وتشعر “بمزيد من القوة وإعادة الشحن”.
وتضيف: “إنها تمنحك طاقة مستدامة لمساعدتك على القوة خلال اليوم والتحكم في التوتر”.
وتحب سورنسن قضاء الصباح في القراءة مع أحد أطفالها على الأريكة أو تناول فنجان من القهوة قبل أن يستيقظ باقي أفراد أسرتها.
وقالت: “إنها حقاً لحظة لطيفة وهادئة من الوقت الجيد الذي أتطلع إليه، وهي تجددني قبل الانغماس في العمل”.
3. اجعل الصباح ممتعاً بدورها، قالت عالمة النفس الصناعي التي تقدم المشورة لشركات Fortune 500، لاورا بيندرغراس، إن المرح جزء مهم ولكنه مقوم بأقل من قيمته الحقيقية في معادلة الصحة.
وترى أنه من الضروري العثور على شيء صغير يجعلك تضحك أو تبتسم كجزء من روتينك الصباحي، لتعزيز “الإندورفين” وجعل بداية يومك إيجابية، سواء كانت حفلة رقص مدتها 3 دقائق أثناء الاستعداد للعمل أو الاتصال بأطرف أصدقائك ليقول “صباح الخير”.
كما أشارت إلى أنها غالباً ما تقضي بضع دقائق قبل العمل في مشاهدة أفلام وثائقية عن الطبيعة، وهي ممارسة تحدث “فرقاً كبيراً” في مزاجها.
وقالت: “نحن ندرك أهمية الاستراحة للأطفال وندمجها في وقت المدرسة، لكننا ننسى أهمية اللعب كبالغين.. يعود الأمر إلينا لإنشاء فرص الإثراء الخاصة بنا للقيام بشيء ممتع أو إبداعي وضخ اللون في أيامنا الرمادية”.