يبدوا ان العام القادم ينذر بمنزلقات سباسية حادة قد تدخل مجتمعات المنطقه باشتباكات ميدانية وامنية هذا ما تشيير
الية المعطيات المتوفرة والاستخلاصات الناتجة عن طبيعة
الاحداث السائدة واذا لم يحسن استدراك ذلك بخطوات سياسية عمليه من قبل الاطراف المشاركة والمتداخلة والراعية للامن المنطقه فان الحدية ستحول طبيعة المشهد العام من (منزلة خصومه الى خانة عداوة ) وهذا ما سيعيد خلط الاوراق من جديد لمجتمعات المنطقة لكن بحلة سياسية ستكون مغايرة عن ما كانت عليه مجتمعات المنطقه بالوان سياسية اثناء الحرب الباردة .
فلقد أخطأت فلوريدا حيث سنتكوم بالتقدير كما يقول بعض المتابعين عندما سمحت القيادة المركزيه الوسطى للحكومة الاسرائيلية بالتشكيل بعدما اخذت بعين الاعتبار خلاصة الاستئناس السياسي للبيت الابيض والذى كان قد اخذ بمبدا
إعطاء الفرصه لنتياهو بعد رسائل الالتزام التى وصلت عبر
عدة وسطاء ليتخذ قرار ترجيحي باعطاء فرصة لنتياهو بلملة
ميزان بيت القرار بحكومة احتواء .
ليكون قرار الابيض الابيض فى المحصلة لنتابع ونرى ،، ، وليكن حكمنا على الأفعال وليس على الاقوال ولقد غفل عن بيت القرار
فى واشنطن "بان نتياهو لن يكون الا نتياهو " وهو سياسي يظهر ما لا يبطن وان اجادته لفنون المراوغة تظهر فقط عند السعي للوصول لسدة الحكومة عندها يتكلف نتياهو كل التبعات كما تظهر كاريزما تاثيره عند السعى للتخلص من ملاحقاته القضائيه فانه يكون جاهز لحمل كل الاحمال .
وهو ما تبينه تركيبة حكومته الاستيطانيه وتوضحة سياسته العدائيه التى جاءت باسناد حقيبة الامن الداخلى لبن غقيير وبصلاحيات واسعة حتى لو كان بن غفير يشكل عنوان التطرف العالمي كما اناطت له مسئولية الامن الداخلى والحدودي وهذا يشمل الحدود مع الاردن ومصر حيث النقاط الساخنه فى الضفه التى تدخل حالة انتفاضة وغزه التى تحكمها حماس فان السماح لحكومه تتياهو بهذه التركيبه لتكون حاضره فى المشهد العام يجعلنا نتسائل من باب الاستفهام بعد هذا الاستدلال عن دواعي الاسباب ؟! .
وعلى صعيد متصل فان مسالة ادخال مصر بازمة ماليه خانقه تجعلها تتقوقع على ذاتها وتنكفىء على حالها وتغرق بحلول
داخلية هى سياسية بائسة قد لا تخدم اغراض بابعاد مصر عن مسرح الاحداث السياسيه فى المنطقه وذلك بعد ما فشلت المحاوله السابقه بابعادها فى مستنقع سد النهضة لان هذه المسالة التى يتم ادخال مصر اليها قد تجعل من مصر تصدر ازمتها اقليميا ولا تقوم لاحتواءها ذاتيا فان حدث ذلك وهو امر ممكن فانه ينذر بتداعيات امنية خطيرة ليس بمقدور بيت القرار الامني فى تل ابيب تحمل تبعاتها مع بداية مرحلة تاجيج تطلقها شرارة الانتفاضه الفسطينيه التى حكما ستشمل غزه كما الضفه .
وهو ما يجعل مصر تبتعد عن خانة الحياد الايجابي وتدخل كطرف متداخل وفى بعض الاحيان مشارك فان الامن القومي المصرى له مصلحة مباشره بتصدير الازمة فى ظل الازمه المالية التى تشهدها القاهره وحالة التباين التى يشهدها مطبخ بيت القرار بالقاهرة بكيفية التعاطي مع ما هو قادم مع اشتداد الازمه وادراك القاهره للنقاط الرئيسية التى يراد تاجيجها وفصل مكوانتها عن المركز فان مسالة تصدير الازمة تصبح الارجح على موضوع الاحتواء الذاتى وهو ما ينذر بطبيعة مشهد مغاير .
وعلى صعيد اخر متصل فان رفع الحمايه الامنيه الامريكيه عن الرياض نتيجه الانتهاء بالعمل الاستراتيجي للبترودولار وتحويل البترول لسعه تجاريه جعل من الرياص تعيد تشكيل بوصلتها الاستراتيجيه مع الصين والامنيه مع روسيا وهذا ما يجعلها تشكل حاضنه ادخال للتيار المناوء للولايات المتحدة وهو التيار الذى يمتلك قدرة على تامين حدودها الشرقيه والجنوبيه من واقع الضغط على ايران وهو التيار الروسي الصيني الذى يشاركها بخطوط امداها النفطي سواء بالتصدير حيث اسعار مع الروس
او بالاستيراد حيث الصين .
وفى وسط هذه المتغيرات الجيوسياسية والمصالح الاقليمية المتباينه تدخل القضية الفلسطينية بمفترق طرق منهجي بين ما تؤمن به القياده السياسيه فى رامالله الفائم على سلميه التفاوض والحفاظ على ارضيه التعايس ضمن عقده التنسيق الامني وبين
ما ذهبت اليه تل ابيب من معاني ضمنيه عندما قامت بتشكيل حكومه اسرائيليه بتركيبه عدائيه وعدوانيه بدات من لحظة اعلان فوزها الائتلافي بتاجيج المشهد العام وبمناورات امنيه وسياسيه اقليمية جزء منها تمت قراءته واخر لم يتم الاعلان عنه بانتظار الوقت المناسب للرد اذا ما تم استدراك ذلك بعودة بوصلة الاتجاه للمسار السلمي وطاولة التفاوض ومن على ميزان التعقل الذى يستوجب التوقف الفورى عن سياسات رفع الحمايات الامنية عن الانظمه والتوقف عن سياسية ادخال مجتمعات المنطقة بازمات مالية واخرى اقتصادية وافتعال ازمات امنية بدواعي معيشيه والقيام بالتعدى على الخطوط الحمراء فى المناورات السياسيه والامنيه بهدف تغيير نظام الضوابط والموازين المتوافق عليه .
السماح للحكومه الاسرائيليه بالتشكيل بمكوناتها المتطرفة تحمل رسائل ضمنيه واضحه تدخل فيها رامالله باشتباك امني وقيد يتحول لشعبي وتعلمها الرياض من باب التطبيع وتدركها القاهره من باب الانكفاء وتاخذها عمان من باب الاستعداد وبلغه التازيم اذا ما تم القفز فوق الخطوط الحمراء تجاه القدس وتاجيج الصراع الضفه وهو ما جعل من جلالة الملك يقول عبر سي ان ان احنا جاهزين .
د.حازم قشوع