زاد الاردن الاخباري -
روى والدا منفذ هجوم باريس في مقابلة حصرية مع صحيفة "لوباريزيان" بعض التفاصيل عن حياة ابنهما ويليام مالي الذي شغل العالم باعتدائه العنصري، وهو المتهم بارتكاب هجوم مسلح في الدائرة العاشرة من العاصمة الفرنسية، الجمعة 23 ديسمبر، أدّى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح ثلاثة آخرين من الجالية الكردية.
وأفادت المعلومات أن للمعتدي سوابق في مهاجمة الأجانب، ولكنه ليس معروفاً لدى السلطات بارتباطه بتنظيمات اليمين المتطرف حتى لو عرّف عن نفسه عندما اعتقلته الشرطة بأنه عنصري.
وفي حديثها مع الصحيفة كشفت والدة المعتدي أن ابنها بدا غريب الأطوار قبل أيام من قيامه بالهجوم المروّع ووصفته أنه كان أشبه بالزومبي قبل أيام من الحادثة.
تظاهرات في باريس بعد هجوم المركز الثقافي الكردي في الدائرة العاشر
وأفصحت الأم قائلة: "في الليلة السابقة للاعتداء لعبنا لعبة Scrabble وكأن شيئاً لن يحدث، كنا نشعر أن السجن قد غيره فكانت نظراته تبدو ثابتة وفارغة وكانت حركاته بطيئة جداً، لقد كان مثل الزومبي في الأيام القليلة الماضية، لكن نظراً لأنه كان يتحدث قليلاً جداً، لم نشك في شيء".
أما والده فعاد في ذاكرته إلى طفولة ابنه وهو يشعر بالأسف قائلا: "منذ صغره كان دائماً منعزلاً وصامتاً بينما كان شقيقه الأصغر على عكسه تماماً"، وأردف: "لم نرَ أبداً أن لديه علاقة حميمة مع صديقة أو صديق، وكان يقول لنا دائماً إنه لا جنسي".
وبحسب والديه فقد كان ويليام مالي يعيش بالقرب منهم حياة بسيطة ومنعزلة جداً، وكان مرتبه كسائق متقاعد في السكك الحديدية يسمح له باستئجار شقة لائقة خارج باريس دون صعوبة لكنه قرر منذ بداية تقاعده العودة إلى باريس ليسكن في شقة مجاورة لشقة والديه في استديو مساحته ستة أمتار مربعة لا يحتوي على وسائل للراحة.
وسرد والداه أنه كان يعيش حياة زهد، لا يتناول الكحول ولا يدخن ولا يمتلك حتى هاتفاً محمولاً، وكانت نشاطاته تقتصر على التمارين الرياضية في الكاراتيه والرماية. وتعلم اللغات وكان مهتماً بالثقافة "لقد تعلم القراءة والتحدث باللغتين الروسية والعبرية، مخالفا لعاداتنا العائلية لأننا فرنسيون من الثقافة الكاثوليكية ولكن هذه كانت رغبته وكان أيضاً بارعاً في الجغرافيا وتاريخ ملوك فرنسا".
وتعليقا على اعتدائه على الكرد قال والده "إنه عمل لا يغتفر وانتقام غير متناسب تماماً بات يراوده منذ قضية السطو على منزله، في ليفري جارجان (مقاطعة سين سان دوني قرب باريس)". مشيرا إلى حادثة السرقة التي تعرض لها المعتدي عام ٢٠١٦ في منزله والتي أثارت عنده مشاعر كره للمهاجرين والرغبة في قتلهم، بحسب تقدير والده.