زاد الاردن الاخباري -
في عام انتهى قبل ساعات، تنوعت الترندات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، ما بين فنية وسياسية أو لها علاقة بالحوادث، أو أحداث عالمية.
فما بين المطرب النقاش، أحمد سالم، الذي ذاعت نجوميته بعد انتشار ترند يتضمن فيديو له وهو يغني خلال عمله، إلى عامل النظافة محمد عادل، الذي تم طرده من مطعم كشري بسبب ملابسه، ثم ظهوره على القنوات الفضائية بعد ترند خاص بقصته، إلى الترندات الرياضية وما يتعلق بمباريات الأهلي والزمالك خاصة.
ومن أبرز التريندات التي تفاعل معها المصريون، الأخبار الشخصية المتعلقة بالفنانين ومنها أخبار المغنية شيرين وانفصالها عن حسام حبيب وما تزامن معه من مشكلات، ثم عودتها إليه مؤخرا.
وأثار انتشار أخبار شيرين وحسام حبيب الجدل بشأن ما إذا كانت الترندات الخاصة بهما مقصودة من قبل "إعلام النظام" للتغطية على أخبار أخرى.
لكن أستاذ الإعلام في جامعة حلوان، أبي سناء، لا يعتقد أن هناك من يدفع فنانة معينة لفعل شيء محدد، ولكن النظام في هذه الحالة يحاول الاستفادة من الترند، خاصة إذا كان يأتي بالتزامن مع موجة غلاء، أو تعويم للعملة، أو خفض الدعم لأنه حينها لابد من وجود سياسة إلهاء وإدارة الرأي العام بشكل أو بآخر لتخفيف الاحتقان.
واختتم عام 2022 بانتشار ترند يتضمن فيديو قصير لقبلة ساخنة بين شاب وفتاة أعلى كوبري (جسر) في وضح النهار بالقاهرة.
ويقول سناء لموقع "الحرة": "هذه القبلة، بالتأكيد حدثت بشكل عفوي ولم يأت أحد بهذا الشاب والفتاة ويطلب منهمت فعل ذلك، ولكن النفخ في هذه اللقطة التي تحدث تقريبا بشكل يومي، بسبب سطحية الجمهور وبمساهمة وسائل الإعلام التي أصبحت تجري وراء ما يريده الناس ليصبح الأكثر مشاهدة وتفاعلا، هو ما يجعل منه ترندا".
وأضاف: "هذا المشهد نراه يوميا بشكل عادي وليس جديدا، ما يجعله يكبر، أن وسائل الإعلام تستغله لأسباب كثيرة، منها لجذب مشاهدات وتفاعل أكبر من الجمهور أو إلهاء الناس عن أمور جدية لأننا لو لم نغرق في التفاهة سيبدأ الناس في التفكير في معاني أكبر مثل الحرية والمساواة أو مناقشة مسائل مثل الموازنة والديون وإنفاق الحكومة، وهو ما لا يريده البعض"، مضيفا أنه "قد يكون الهدف من نشر هذا الفيديو بكثرة والحديث عنه من قبل وسائل الإعلام، هو نشر حالة من الإحباط واليأس بين الناس من أن ينصلح حال المجتمع".
يرى سناء أن معظم الترندات المنتشرة، "معبرة عن اهتمامات الجمهور، لأن هناك انحطاط في المستوى وهو جزء من مشكلة الجهل الذي نلمسه، وأحيانا تجهيل الناس ما أدى إلى انحدار الذوق، وأصبح الجمهور يحب هذه الموضوعات، وإلا لم يكن سيصبح ترندا في النهاية".
كان من الواضح أيضا أنه كان هناك تباينا كبيرا في الترندات السياسية ما بين مؤيد ومعارض وكلاهما كان يواجه الآخر، في معركة إلكترونية افتراضية تتكرر من حين لآخر.
ويقول سناء: "الجيوش الإلكترونية أو الذباب الإلكتروني موجود عند الطرفين سواء الحكومة أو المعارضة خاصة من الإخوان".
لكن سناء يرى أن أن معظم الترندات خاصة بمسائل تافهة وليست سياسية، وذلك "بسبب طبيعة جمهور مواقع التواصل الاجتماعي وطبيعة الانحدار في الذوق العام، حيث أصبح الجهل هو السائد ولذلك نرى ترندات خاصة بممثلين مثل محمد رمضان، وحالة البهرجة غير المنطقية رغم أن هؤلاء الناس يتحدثون في هذه المواضيع ويساهمون في الترويج لها وهم يعلمون أنها خطأ في الأساس ولا يجب أن تظهر من الأساس".
وينتقد سناء وسائل الإعلام متهما إياها بأنها تساهم في نشر الترندات لأنها تراجعت عن مسؤوليتها عن تثقيف الناس، "بل أصبح هذا الدور مختفيا تماما في الفترة الأخيرة، من المفترض أن يكون عليها دور في تغيير أنماط الجمهور والترقي بهم ولكن لا أحد يقوم بذلك حاليا تقريبا".
وأضاف: "في السابق، كانت أجندة وسائل الإعلام ما تفرض على الجمهور ما يراه، الآن هذه النظرية تغيرت وأصبحت وسائل الإعلام تجري وراء ما يريده الجمهور".
يعزو سناء أيضا هذا الاتجاه لضيق مساحة الحرية المسموح بها في وسائل الإعلام، "والصحفي مطالب بكشف إنتاج، هل سيتحدث عن الأداء الحكومي أو الموازنة أو غلاء الأسعار، كل هذه الأمور غير مسموح بها، فلا يصبح أمامه سوى مواضيع مثل الرياضة أو المهرجانات أو الترندات".
ويقول: "ما هو المفيد في نشر خبر يومي عن صورة جديدة لممثلة معينة أو أكثر من خبر حول سما المصري أو رانيا يوسف، الصحفي يعرف أن هذا ليس خبرا ولكنه يبحث عما يريده الجمهور، وهذا يقود الناس في النهاية إلى مزيد من التفاهة وانحطاط في الذوق العام".
ويشير تقرير لموقع "داتا ريبورتال"، إلى أن ما لا يقل عن 51 مليون مصري نشط على مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة 49 في المئة تقريبا، في عام 2022.
وكان الموقع الأبرز المفضل لدى المصريين، هو يوتيوب، حيث يستخدمه 46 مليون شخص في مصر، وفيسبوك 44 مليون شخص، وإنستاغرام 16 مليونا، وما لا يقل عن 20 مليونا فوق الـ18 عاما يستخدمون "تيك توك" للفيديوهات القصيرة.