على الرغم من الازمة الاقتصادية الصعبة التى يشهدها العالم وتعكس بظلالها على الاردن وعلى معيشة أبناءه وعلى الرغم
من حالة تبدل الظلال السياسي لدول الجوار فى عمقها العربي وفى مكنونها الاسرائيلي الا ان الاردن مازال يشكل بمواقفه تلك الصخرة العظيمه الصلبه المستمده عزيمتها وعمقها من صخرة الاقصي ومن قدسيتها الموروثه التى تابى المرونه عند الحديث
حول الثوابت مهما اشتدت العواصف الداخلة وتكالبت المحن المصطنعه .
وهى الرساله التى اراد ارسالها جلالة الملك من خلال شبكة التلفزة الامريكية فى توقيت محسوب اردنيا ومتفق عليه امريكيا على ما يبدوا كونه جاء بالتزام مع اعلان تشكيل الحكومة الاسرائيلية بحلتها العنصريه وتشكيلتها المتطرفة عقب قمة البحر الميت التى جاءت لتخدم السياق العام فى معادلة نظام الضوابط الموازين الذى اراد جلالة الملك التاكيد عليه وعلى ابعاده مع تشكيل نتنياهو لحكومته السادسه .
الرسالة الملكيه التى جاءت من المغطس حيث المعنى المضمون بمناسبه الاعياد لتحمل معنى الوصايه المقدسيه الاسلاميه والمسيحية جاءت بثلاث عناوين رئيسية حيث وقفت باولى مضامينها على ثابت الموقف الاردني تجاه حماية الاماكن
المقدسية فى اطار الوصاية الهاشمية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المستندة لقرارات الشرعية الدولية وكذلك وقف كل الاعمال الاستفزازيه التى تنتهجها حكومة التطرف الاسرائيليه فى فرض سياسية الامر الواقع بالقوة .
وهى الثلاثة عناوين التى لاقت نصره وتاييد بثابت الخطوط الحمراء من البيت الابيض والمجتمع الدولى الذى بدوره قام بالاستجابة لهذه الخطوط برسائل عمليه جاءت منسجمة مع الرسائل الملكيه الثلاث عندما ذهبت الجمعيه العامه للامم اامتحده باستفتاء المحكمه الدوليه فى لاهاى بمكانه الاحتلال الاسرائيلي القانونيه وهو ما قد يجرم الاحتلال الاسرائيلي امام الاسره الدوليه حال تمت إدانة ويحمل الحكومة الاسرائيليه كامل التبعات القانونيه ازاء ذلك ويفرض على الحكومه الاسرائيليه الانسحاب من الاراضي المحتلة وفق دعوى دوليه قضائيه وهو ما يشكل اداه ضاغطه اخرى على الحكومه الاسرائيليه .
وعلى الرغم من التحذيرات الدوليه والانذار الاردني للحكومة الاسرائيلية الذى جاء لثنيها لوقف كل الاعمال الاستفزازيه التى يطلقها وزير التطرف بن غفير الا ان هذه التحذيرات لم تردع
وزير الامن الداخلى من تدنيس الاقصى بخطوة استفزازية فسرها بعض الساسة انها جاءت استباقيه لتستبق زياره مستشار الامن القومي الامريكي جيك سوليفان ووزير الخارجيه انطونى بلنكن لتل ابيب الذى ياتي للمنطقة اثر هذه التركيبه الحكومه العدوانية حيث اعتبرها بعض المحللين بانها حكومة حرب وعدوان على الشعب الفلسطيني وعلى دول الجوار فى المنطقة كونها جاءت
من بيت القرار الامنى فى اسرائيل لاعادة تغيير منظومة الضوابط والموازين المتفق عليها منذ اوسلو ووادى عربه .
وهو ما اعتبره الكثير المتابعين انه يشكل عدوان على الراعى الرسمي الامريكي الذى كفل هذه الاتفاقات بكل ما فيها من خطوط عامة ونظام ضوابط وموازين متوافق عليها سياسيا دوليا واقليما
وحتى امنيا من بيت القرار الامنى فى القيادة المركزيه الوسطي والتى من المفترض ان تتحمل مسؤوليتها الامنيه ازاء هذا العبث فى امن واستقرار المنطقه ومن خلال قيامها بوقف عملية التاجيج المفتعله التى تقوم بها حكومه التطرف السادسه لنتياهو.
ان جلالة الملك وهو يفرض الايقاع السياسي فى مواجهة حكومه العدوان الاسرائيليه فى هذا الخضم السياسي الذى تشهده المنطقة فانه ليقف بثبات من القرارات الشرعيه مع الاتفاقات البنيه وهذا
ما جعله يتلقى كل هذه النصره الدوليه ليؤكد بذلك عن مكانة الاردن الدوليه ويكشف عن عميق تاثيرها فى بيت القرار الدولي
فى ذات السياق .
فان الغضب الاردني يعنى الغضب الدولي والرساله الاردنيه حملت معنى تاثير عميق لطبيعة التحرك الدولي وهى دون ادنى شك
كفيله بتحريك بيت القرار الدولى من دون تعبئه شعبيه بل من خلال حديث مباشر عبر الاعلام الدولي وهو ما عبر عن امتعاض الاردن تجاه هذه الاستفزازات كما بين حاله القلق التى تنتاب الاسره الدولية ازاء ذلك وجعل من الباب يبدوا موارب امام كل احتمالات تصعيدية مهما استعدت ظروف استخداماتها وهو الموقف الذى يستلزم من الجميع ضرورة الالتفاف حول موقف جلالة الملك بالتاييد والنصرة ، لنكن مع الملك ومع القدس فى التصدى لحكومة التطرف العدوانية .
د.حازم قشوع