كم أحب أن أبعث إليك ذات الرسالة كل عام.. إني أقدم تقريري إليك ..فأنت تعرف أنك سيدي و تاج رأسي..وأنا مخبرك السريّ و العلني..أرفع إليك شكوايَ دائمًا ..! آه منك يا سيدي ..فطوال العمر جعلتني ألهث خلفك ..وأنا أركض أركض وأنت أمامي ..أمامي بكلّ حجمك البهيّ الشهي..! كنت تحنّ عليّ وتقفز في حضني ..تقبّلني ..توشوشني..تهرب ثانية وأبدأ أطاردك من جديد ..!
كنتُ ولدًا في سنوات الطفولة عندما كنتُ أحملُ على كتفي بكسة البندورة وأمشي بها اثنين كيلو متر طلوعًا ؛ حتى أصل إلى الشارع ..وتحت شجرة السدرة أجلس هناك ساعات لأبيعها بسعر زهيد ..آخذ الثمن وأركض به للسوق مشيًا و الذي يبعد أيضًا ثلاثة كيلومتر ..أشتريك من المخبز طازجًا ساخنًا وأركضُ مشيًا لعائلةٍ تنتظرني بلا خبز ..!
كنتُ حينها (ابنًا) لعائلة ..والآن أنا (أبٌ) لعائلةٍ فيها من الأبناء ما فيها ..! كنّا نعد البيت الذي فيه خبز فهو بخير ولن يلحقه جوع..لذا تربيتُ على (الغموس) ..تربيتُ عليك ..تربيتُ على أن الشبع هو شبع الخبز ..!! أتصدق يا سيدي الرغيف إني مرات آكل المقلوبة بالخبز ؟ والله فعلتها و ما زلتُ أفعلها ..ولكني لا أعلم هل سأستمر في فعلها ..؟!.
لا اعلم لماذا تجتاحني المشاعر نحوك ..؟ ولا أعلم لماذا أشعر أني سألهث خلفك من جديد ..وأن رؤيتك لن تكون كما الأول..! أشعر أنك ستزداد علوًّا و سأزداد انخفاضًا ..وأن هذه السنة الجديدة هي عام الجهاد معك و فيك ..عام التدافع و التدافش ..وليس بعد ذلك إلاّ وجع الأيّام ..!
سيدي الرغيف ..يا تاج رأسي ..لا تعريني أمام أبنائي..ولا تكشف سوءاتي و عوراتي ..إني ارتضيتك سيدًا عادلًا فلا تكن سيدًا وبيده كرباج العبيد ..!
كامل النصيرات