زاد الاردن الاخباري -
وكالات - أسقط الليبيون أقدم حكام العرب أمس, منهين أربعة عقود من حكم العقيد معمر القذافي, الذي غاب عن الأنظار وسط أنباء عن رصده عند الحدود الجزائرية.
وانهارت قوات القذافي سريعا أمام تقدم الثوار واجتياحهم للعاصمة طرابلس, التي دانت معظم أحيائها لهم سريعا.
وباتت المواجهة بين الثوار وفلول القذافي محصورة قرب مقره, وفي بعض الأحياء.
وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل إن "الثوار يسيطرون حاليا بصورة شبه كاملة على العاصمة طرابلس".
وهو ما أكده أحد مسؤولي الثوار بقوله إن "الثوار يتمركزون في كل مكان في طرابلس, وبعضهم قرب مجمع باب العزيزية, مقر القذافي, ولكن قوات القذافي تحاول المقاومة".
وبين المسؤول أن "قوات القذافي تنشر الدبابات قرب باب العزيزية.. الوضع ليس مستقرا, هناك إطلاق نيران في كل مكان, قوات القذافي تستخدم الدبابات عند الميناء".
وسيطر الثوار على مبنى التلفزيون الرسمي في طرابلس, الذي توقف إرساله أمس, وفق تأكيد متحدث عسكري باسم الثوار في بنغازي.
وكشف المتحدث باسم جيش الثوار أن "محمد, النجل الأكبر لمعمر القذافي, سلم نفسه إلى الثوار بمعية أسرته وأمه", مشددا أن "الثوار سيعاملونهما وعائلتيهما معاملة جيدة".
وبينما سلمت الكتيبة المكلفة بحماية العقيد القذافي نفسها وأسلحتها للثوار, تضاربت الأنباء عن مكان اختفاء القذافي, حيث أكد المتحدث أنه "لا يزال في طرابلس".
ولكن مسؤول الإعلام بالمجلس الوطني الانتقالي محمود شمام أكد أن "القذافي موجود حاليا على الحدود الجزائرية", مستندا إلى "رصد أجهزة استخبارية موقع القذافي في آخر كلمة صوتية له".
وجرد المجلس الانتقالي العقيد القذافي من أية ضمانات منحت له سابقا, ونقلت "قناة العربية" عن عبد الجليل تأكيده أن "المجلس لن يقدم أي ضمانات للقذافي إذا ما تنحى", غير انه أكد أن "القذافي سيخضع لمحاكمة عادلة".
وسارعت دول عربية وغربية إلى الاعتراف بالمجلس الانتقالي كسلطة شرعية في ليبيا, بينما دعا الأردن إلى تنظيم انتقال سلمي للسلطة.
وقال وزير الخارجية ناصر جوده إن "الأردن يراقب عن كثب التطورات المتسارعة في ليبيا, ويأمل انتقالا سريعا وسلميا للسلطة, يسمح بتوافق القوى السياسية والاجتماعية فيها على خارطة طريق تؤسس لنظام سياسي ديمقراطي جديد".
وشدد جودة على "أهمية دور المجلس الوطني الانتقالي الليبي في هذه المرحلة من تاريخ ليبيا".
ويستبعد خبراء دوليون أن تكون ليبيا قد بلغت نتيجة نهائية للصراع, معربين - في تصريحات لصحيفة "التايمز" البريطانية - عن مخاوف على الأوضاع في البلاد.
ويرى الخبراء أن "وصول ليبيا إلى نتيجة نهائية للصراع لا زال بعيدا, وغير مأمون".