زهير العزه - يطيب للبعض بحسب ما نسمع ونرى أن يوجه للحكومة ورئيسها الدكتور بشر الخصاونة وابل من الانتقادات عند أي تحرك للامام ،أو محطة مفصلية اصلاحية تسعى لمصلحة الوطن ، بل أن بعضهم وصل به الأمر إلى (قلة الأدب) في توجيه الانتقادات للحكومة أو لرئيسها بصفة شخصيه بعيداً عن الأداء والعمل الحكومي اليومي .
نفهم جيداً أن من حق أي مواطن وليس فقط العاملين في الشأن العام أو الإعلام أن يوجهوا الانتقادات إلى أداء الحكومة مجتمعة أو منفردة وبحسب واقع حال عملها، ولكن ما هو غير مفهوم أن تصبح تحركات الحكومة بمثابة لوحة (dartboard التي تتلقى وابل السهام) المحمولة على افواه عاجزة ومفلسه إلا من الأحقاد التي تفرغ شحنات غضبها على رئيس الحكومة أو بعض الوزراء على قاعدة كل ما يأتي من الحكومة هو الفشل والعجز.
صحيح أن بعض الوزراء هم أشبه بالمياه الآسنة نتيجة الركود الناتج عن الفشل في الأداء والمتميز بالاستعراضات الاعلامية المنتفخة حد طول أجسادهم وضخامة كروشهم، والذين يشتركون مع بعض الفاسدين في مواقع ما, من اجل تحقيق مكاسب خاصة على حساب المواطن مما زاد من معاناته، بل على جعله يكفر بكل ماهو مقدس وطنيا، وذبحوا الوطنية عنده، وجعلوا من حصوله على لقمة العيش " بطلوع الروح" وكانوا سببا في معركة إهماله وإهمال حياة أطفاله ومستقبلهم بل ومستقبل البلد بأكمله، وما بعض ما يقومون به من "دعاية" إلا لترميم الفشل ورمي المسؤوليات على المواطن في مجمل ما يحدث، ولكن هذه الفئة او المجموعة الصغيرة لا تمثل الحكومة ولا تمثل رئيسها بالرغم من أنه صاحب الولاية العامة على مؤسسات الدولة ، حيث نعلم جميعا أن هناك بعض الوزراء يفرضون من قبل "ترويكا" تشكيل الحكومات حيث تتشكل الترويكا كما هو معلوم من " الديوان الملكي، والاجهزة الامنية ورئيس الوزراء المكلف".
اليوم لن نغالي في التشاؤم على مشارف ساعات من المواجهة بين حكومة الدكتور بشر الخصاونة مع المتخندقين خلف المنافع والمكاسب على حساب الوطن ، الذين أخذوا من الآن بتوجيه السهام بإتجاه مشروع الموازنة العامة والذي يرتكزعلى مشروع الاصلاحات ومنها إصلاح القطاع العام الذي قدمته الحكومة الى جلالة الملك، وخاصة أصحاب المصالح والمتكسبين من الوظائف الحكومية وبعض أعضاء مجلس النواب المزنرين بالغضب الشعبوي النفعي، معلنين رفضهم للاصلاح حتى لو كان ذلك على حساب استمراراستنزاف الخزينة ، وقد أعلنها بعضهم انه لن يرضى بأقل من التبضع في سوق التعيينات وبحزمة من الأسماء الجهوية او المناطقية او الشللية التي ستملأ الفراغ .
اليوم نرى أيضا ان هناك البعض ممن يحاولون جعل الدولة هي أضعف الأطراف بحيث يسجل كل طرف انتصاراته على الدولة وبإسم الدولة وتحت غطاء عدم الموافقة على الاداء الحكومي، ونرى أيضا كبار المتنفذين في المواقع المتقدمة ينهشون بلحمها كلٌّ على طريقته وحسب مصالحه، كما يمد كبار المتنفذين اقتصاديا وتجاريا أياديهم في جيوب الناس وبمباركة من المؤسسات الحكومية، ونرى ونسمع ايضا عن الذين يريدون العبث بالدين ويحولون تعاليمه السمحة الى معركة مع اخوة الدم معنا في وطن الاجداد الذي بنيناه جميعا .
اليوم المعركة بين من يريد دولة قابلة للحياة واخرى تموت ببطء، دولة يقول عنها كل اردني وطني شريف لن نتركها تموت، مهما كانت ذرائع وحجج المتربصين بنا، أصحاب فكر ظلامي كانوا او أصحاب أجندات فردية او جماعات ارهابية، او حتى دول سعت أو تسعى لجعلنا أسرى صناديق من الاحتباس المالي والاقتصادي وحتى السياسي، والمعركة أيضا مع بعض منصات التواصل الاجتماعي وبعض الاعلام الموجه ممن استغل بعض ازماتنا او مشاكلنا ليندس في بعض الاحتجاجات أو بعض القضايا المطلبية المحقة ليصب في خدمة خارجين وخوارج وفي مصالح مغايرة كلياً، الهدف منها اللعب بالاستقرار واثارة الرأي العام ضد رموز وطنية في استهداف متفلت من أي ضوابط خلقية او مهنية او اجتماعية، وهي بالتأكيد معركة الحكومة ورئيسها وبعض وزراء الحكومة المتميزين كالوزير الدكتور ابراهيم الجازي والاخ الزميل الوزير فيصل الشبول ووزير الشباب النابلسي، ووزير الداخلية مازن الفرايه، ووزير التنمية السياسية الاخ وجيه العزايزه، ووزيرة التنمية الاجتماعية الوزيرة وفاء بني مصطفى ،واخرين لا مجال لذكرهم في هذه المقالة الان .
نستطيع القول ان الفرص متاحة وإن تقلصت لكنها لم تتبدد ، ونقول أيضا لكل أبناء الوطن لا تسقطوا الوطن ولنترك سياسة الجمل بما حمل ، بل خذوا الجمل من الحكومة وتعاونوا مع رئيسها وليشارك الجميع في رفع الحمل الثقيل عن صدرالاردن… لكي يستطيع أن يتنفس ولتعمل الاقلام والصالونات السياسية والنواب لمد البلاد بدفعة اوكسجين لإنعاشها واخراجها من غرفة الانعاش التي حدثنا عنها ذات يوم رئيس الوزراء الاسبق عبد الرؤوف الروابدة، وعلينا ونحن نقوم بواجبنا هذا ان ننظرالى ما وراء الحدود لنسمع أصوات الانفجارات الناجمة عن رحى المعارك التي تدورعلى غير جبهة، لذلك لا بد لنا أن نتعلم من تجارب الاخرين الذين خربوا بلدانهم بأيديهم حينما صدقوا كل ما يأتيهم من الخارج عبر فضاء مسموم ، ما سمح لكل إرهابي العالم أن يتسللوا الى وطنهم ويدمروه على رؤوسهم ، ولتكن العبرة الكبرى من حادثة وداع الوطن لكوكبة من شهداء الامن الذين سطروا بدمائهم ملحمة البطولة دفاعا عن الوطن....وناموا في مراقدهم بعد ان قالوا كلمتهم الاوفى للوطن ولقيادتهم وللشعب وبالتأكيد للتاريخ "الا الوطن....دولتنا لن نتركها تموت " وعلينا نحن ان نعلنها بصراحة اننا مع الاستمرار في مطاردة اصحاب الفكر الظلامي التكفيري منعا لفرض ثقافتهم على الوطن والعشيرة ، ونلفظ من بيننا من يستثمرون في الازمات المعيشية في محاولة منهم لتأجيج الفتن تحت غطاء كاذب من الشعارات الوطنية كالانتماء او الخوف على الوطن، أو حتى الانحياز للغالبية العظمى من الشعب، الذي مسته أزمة الغلاء العالمية، متخذين من كل هذه الشعارات ممرا لمصالحهم واجنداتهم وليس مقرا في حب الوطن، او الخوف عليه ، فكان سلاحهم "كمشة"من الاشاعات والاتهامات التي مست الدولة من"ساسها لرأسها "، وبالطبع كان لرئيس الحكومة وللبعض وزراء الحكومة النصيب الاكبر من هذه الكمشة من الاكاذيب والاشاعات وكله يجري في إطار الاستقواء على الدولة .