زاد الاردن الاخباري -
قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل ان معركة طرابلس لم تحسم ما لم يتم السيطرة على باب العزيزية مقر اقامة العقيد معمر القذافي الذي حكم ليبيا 42 عاما. وبدا العالم الذي يستعد لبحث مستقبل ليبيا في اسطنبول خلال الأيام المقبلة أكثر إجماعا أمس مع ترحيب الكثير من الدول بتحرير طرابلس من قبل الثوار وخصوصا الصين.
"العزيزية" بانتظار الحسم
ودارت معارك عنيفة صباح أمس حول باب العزيزية، وقال مراسل لفرانس برس ان اصوات مواجهات بالأسلحة الخفيفة والثقيلة سمعت في جنوب العاصمة منذ الساعة السادسة (4,00 تغ). الا انه لم يتمكن من تحديد مصدر اطلاق النار.
وقال آمر المجلس العسكري للحركة الوطنية للتحرير العميد منير محمد المبروك في تصريحات صحفية إن الثوار يحاصرون باب العزيزية من أكثر من جهة، وتوقع أن تستمر معركته يومين على أكثر تقدير.
وقال سليمان سيفاو -وهو أحد قادة الثوار- إن العاصمة كلها باستثناء باب العزيزية تحت السيطرة، وتحدث عن تعزيزات كبيرة تصل بحرا من الشمال، وبرا من الجنوب والجنوب الشرقي.
تحذير من الانتقام
وطلب رئيس المجلس التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي من الثوار الامتناع عن أي اعمال انتقامية في طرابلس وحذرهم من وجود "جيوب" للمقاومة موالية للقذافي في العاصمة.
وكان الثوار الليبيون بدأوا هجومهم على العاصمة السبت ووصلوا ليل الاحد الاثنين الى الساحة الخضراء التي تشكل رمزا كبيرا لأنصار النظام الذين اعتادوا على التجمع فيها منذ بداية الحركة الاحتجاجية منتصف شباط (فبراير) للتعبير عن ولائهم للنظام.
ووجه رئيس المجلس العسكري لطرابلس عبد الحكيم بلحاج نداءً أخيرا لما سماها جيوبا لا تزال تظن أنها قادرة على حماية نظام القذافي، لتلقي سلاحها، وأكد قدرة الثوار على الدفاع عن المدينة ومكتسباتهم.
كما خاطبها القيادي في المجلس الوطني محمود جبريل بالقول إنها إذا لم تلقِ سلاحها فستعامل معاملة الخارجين عن القانون.
وينتظر الثوار وصول آلاف المقاتلين من مناطق اخرى في البلاد. واكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الهيئة السياسية للثوار مصطفى عبد الجليل ان معركة طرابلس لم تنته بعد.
وقال عبد الجليل في مؤتمر صحافي في بنغازي "اقول وبكل شفافية ان حقبة القذافي بكل مساوئها قد انتهت". غير انه حذر من الافراط في التفاؤل قائلا "المرحلة القادمة لن تكون مفروشة بالورود، فأمامنا الكثير من التحديات وعلينا الكثير من المسؤوليات".
وقال عبد الجليل انه ما يزال من الصعب القول ما اذا كان القذافي قد فر من البلاد ام لا يزال في باب العزيزية، آملا في ان يتم اعتقال القذافي حيا ليحظى بمحاكمة عادلة.
واضاف ان نجلي القذافي محمد وسيف الاسلام "بين أيد امينة" وتحت سيطرة الثوار بعد اعتقالهما الاحد.
الصين ترحب بعد معارضة
من ناحيتها قالت وزارة الخارجية الصينية ان الصين تحترم خيار الشعب الليبي وتأمل أن يستقر الوضع في ليبيا بأسرع وقت ممكن. وكانت الصين وقفت في مواجهة أي تحرك دولي داخل مجلس الأمن ضد نظام القذافي في آذار (مارس) الماضي، الا انها وبعد مفاوضات معقدة وافقت على تحييد موقفها خلال التصويت على تفويض الناتو بالدفاع عن المدنيين الليبيين.
قمة دولية من أجل ليبيا
واعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما في تصريح اذاعي ان مرحلة نظام القذافي "اقتربت من نهايتها" وحض الزعيم الليبي على ان يعلن "بوضوح" تنحيه بعد 42 عاما في السلطة. كما وعد بأن تكون بلاده "شريكا" لليبيا المقبلة.
من جانبه، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى قمة حول ليبيا هذا الاسبوع فيما تعقد مجموعة الاتصال اجتماعا الخميس في اسطنبول في موازاة اجتماع لمجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي الجمعة في اديس ابابا. وسارعت دول عربية عدة الى الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي بعد تمكن الثوار السبت من دخول طرابلس بدعم جوي من الحلف الاطلسي واثر اعتقال انجال القذافي اول من امس.
وقف حمام الدم
وحض المجتمع الدولي القذافي على التنحي لتفادي حمام دم جديد ودعا الثوار الى خوض عملية انتقالية نحو الديموقراطية تشمل جميع الليبيين بعدما اكد ان النظام اقترب من نهايته.
من جانبها، دعت اسبانيا الى تبني قرار جديد في الامم المتحدة "في اسرع وقت" يكرس "لمرحلة ما بعد القذافي".
وكالات