زاد الاردن الاخباري -
الكاتب : محمد خليل الشريف - تمادى بنت عمرو صحابية وشاعره عاشت الجاهلية وادركت الإسلام فأسلمت وحسن إسلامها واشترت برثائها لأخويها صخر ومعاويه الذين قتلا في الجاهلية فتم تخليدها في الرثاء بعد فقدت في حروب قبلية ولم تكن الأولى ولا الأخيرة التي تفقد اخوتها أو ابناءها ، فاليوم على ارض فلسطين الحبيبة المحتلة آلاف من الخنساوات الفلسطينيات اللواتي فقدن اولادهن واخوانهن بل وازواجهن ، إلا ان خنساوات فلسطين يودعن مايفقدن من شهداء دفاعا أرضهم وشرفهم وحقهم ودفاعا عن العروبة والإسلام بالزغايد والاناشيد والحناء والورود شهداء إلى جنات الخلود .
وخنساء فلسطين هي النشمية المجاهده والماجدة الحره المقاومة للإحتلال الصهيوني والمرابطة في المسجد الأقصى نيابة عن امتيها العربية والإسلامية بعد أن تخلتا عن أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ، خنساء فلسطين تودع إبنها الشهيد وتحث إخوته السير على نفس طريق الشهادة من أجل فلسطين وتحرير ترابها من الصهاينة المحتلين ، خنساء فلسطين هي التي عندما يرزقها الله بمولود ترضعه حليب المقاومة والرجولة وتربيه على أن مشروع شهيد ليودع أخاه أو أباه الشهيد ، خنساء فلسطين هي التي تربي فلذات كبدها على حب الأرض ومقاومة الإحتلال ، خنساء فلسطين التي تقدم الشهيد تلو الشهيد والأخير تلو الأسير فداء فلسطين ، خنساء فلسطين هي زوجة شهيد وأخت شهيد وأم شهيد ، خنساء فلسطين هي زوجة أسير واخت أسير وأم أسير .
خنساوات فلسطين كأشجار زيتونها جذورها ثابتة بعزة وعزيمه وكأشجار نخيلها شاهقة بشموخ وكبرياء وكأرض فلسطين في جودها وعطائها وبركتها ، خنساوات فلسطين هن بالكثرة حتى أن صفحات التاريخ ستعجز عن ذكر الكثير منهن وسيعجز المؤرخون أن يكفوهن حقهن .
ونذكر هنا مثلا منهن خنساء من خنساوات فلسطين ام ناصر تم اعتقال زوجها وهو كفيف رحمه الله وتقدم أبنها الأول عبد المنعم شهيدا ويعتقل ابنها الثاني ناصر ويحكم ٧ مؤبدات ويفرج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى عام ١٩٩٤ ليعود ويكمل درب المقاومة والتحرير حتى كتب الله له الشهاده ويعتقل ابنها الثالث ويحكم ٥ مؤبدات ثم يعتقل ابنها الرابع ويحكم ٤ مؤبدات ويعتقل ابنها الخامس ويحكم ٢ مؤبد ثم ابنها السادس ويحكم مؤبد ، ويعتقل اخوانها واحفادها ويهدم بيتها ٥ مرات وفي كل مرة تعيد البناء من جديد ، وكل ذلك من ينال من شموخها بل وبكل شموخ وعزة وكبرياء تقول كل الأسرى أولادي ...
فهل في كل العالم وعلى مر التاريخ خنساء مثل خنساوات فلسطين ، وهل هناك جبل يتحمل ما تتحمله خنساوات فلسطين ...
نرفع القبعات ونحني الجباه احتراما وتقديرا وإجلالا لكل خنساوات فلسطين حرائر فلسطين المقاومات المجاهدات الماجدات المرابطات الصابرات .
ونصر قريب ان شاء الله