زاد الاردن الاخباري -
عشق التسوّق حالة طبيعية موجودة لدى الكثيرين، خصوصاً النساء منهم. أحياناً، يمكن أن يزيد هذا الميل للتسوّق عن الحد الطبيعي، ويصل إلى حد الهوس أو الإدمان. في مثل هذه الحالة، تشدد الاختصاصية في المعالجة النفسية، نور واكيم، على أهمية التمييز بين متعة التسوّق التي يجدها كثيرون في هذه العادة التي تتحوّل إلى هواية من جهة، وبين الإدمان على التسوّق والذي يبلغ حداً مرضياً كأي كإدمان آخر.
حب التسوّق حالة طبيعية، يجد معظم الناس متعة خاصة فيها. لكن يمكن أن يتخطّى هذا الحب المعدل الطبيعي، عندما لا يعود الهدف من التسوّق تأمين أساسيات العيش، أو الحاجات المطلوبة في الحياة. في هذه الحالة، لا يرتبط التسوّق طبعاً بالحاجات الأساسية للفرد، بل بالكماليات. لا تنكر واكيم أن كثيرين يجدون متعة خاصة في التسوّق، لا بل أكثر بعد، إذْ يمكن أن يتحوّل لكثيرين إلى متنفس، بحيث يجدون فيه وسيلة للتغلّب على حالة توتر أو غضب أو أي مشاعر سلبية يمكن أن تغلب عليهم. فسرعان ما تزول هذه المشاعر عند التسوّق الذي ينعكس إيجاباً على الحالة النفسية للشخص.
في المقابل، يتحوّل عشق التسوّق إلى حد الهوس، ويصبح نوعاً من أنواع الإدمان عندما ينفق الفرد على هذه الهواية بمعدلات تفوق قدرته على الإنفاق، وتصبح هذه الآلية الوحيدة التي يبدو فيها قادراً على التعامل مع مشاعره على اختلافها. ويمكن أن يتحوّل التسوّق في هذه الحالة إلى وسيلة للحد من الشعور بالذنب النابع عن الإفراط في التسوّق في مرات سابقة. وقد تتأثر العلاقات بالآخرين بسبب هذا الإدمان. وقد يؤثر هذا السلوك سلباً على العلاقة الزوجية، أو على العلاقة بأفراد العائلة، أو على العلاقات الاجتماعية بشكل عام. وقد يؤدّي الإدمان إلى الاستدانة بهدف تأمين موارد للتسوّق، وتلبية هذه الرغبة الشديدة التي يصعب السيطرة عليها لشراء أغراض لا حاجة لها، وليست من الأساسيات.
وفق ما توضحه واكيم، يُدق ناقوس الخطر عندما يصبح لهذا السلوك المرضي تأثير على الحياة اليومية للشخص من كافة النواحي، سواء من الناحية المادية، أو لجهة العلاقات الاجتماعية، أو من ناحية علاقته مع محيطه، أو لجهة الوقت المخصص للتسوّق. في مثل هذه الحالة يحتاج الشخص إلى المتابعة من قبل اختصاصي لمساعدته على تخطي هذه العادة. هذا، مع الإشارة إلى أنه يجب عدم الاستهانة بهذا النوع من الإدمان، واعتباره أقل أهمية من أنواع أخرى من الإدمان. فالخطورة ترتبط هنا بحدة الإدمان وبطبيعة الفرد المعني وشخصيته، فيما لا يمكن الاستخفاف بهذا النوع من الإدمان واعتباره لا يشكل خطورة على الشخص أو على حياته، وإهمال المتابعة النفسية له. ففي كل الحالات، هذا النوع من الإدمان أو أي نوع آخر من الإدمان على مادة معينة، كالإدمان على المخدرات أو الكحول أو التدخين أو حتى على التسوّق، يؤثر على حياة الشخص وعلى وظائفه وعلاقاته ووضعه المادي والنفسي، ولا يمكن التعامل معه باستخفاف، حتى إنَّ المتابعة تكون هنا بالمستوى نفسه، تماماً كما هي الحال في أي نوع آخر من الإدمان.