أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحوثيون يعلنون استهداف سفينة إسرائيلية القضاة في لاهاي سيصدرون مذكرات اعتقال ضد نتنياهو وغالنت قريبا الاردن .. نحو 6500 شكوى متعلقة بانقطاع الكهرباء انخفاض على أسعار الذهب في الأردن القوات المسلحة: مقتل مهرب وإصابة آخرين في عملية إحباط تسلل وتهريب مواد مخدرة ضابط مستقيل يقر بمشاركة جنود أميركيين مع إسرائيل الأريعاء .. طقس حار نسبيا "أنا فاهم ومؤدب أكثر منك" .. نقاش حاد بين الشوبكي وعقل (فيديو) حماس:المقاومة ستقطع أي يد للاحتلال تحاول العبث بمصير الشعب الفلسطيني ماذا يفعل 1000 مواطن نيجيري في عجلون لاتخافوا على “البلد” فهي في عهدة “عيالنا” وفي عروقهم يمشي الأردن الأرصاد تحذر من طقس الأربعاء في بعض مناطق الأردن "لا يمكن تدميرها" .. تواصل الاعترافات الإسرائيلية بـ"غباء" فكرة القضاء على حماس المساعدات الأردنية للضفة وغزة قبل الحرب وصلت 271 مليون دينار الرواشدة: التعرفة المرتبطة بالزمن لم تطبق حتى الآن على المنازل غانتس: نستطيع إظلام لبنان بأيام لكننا سندفع ثمنا باهظا مسؤول حكومي: مشكلة نقص الدجاج بدأت بالتلاشي إسرائيل تتوقع إصدار مذكرات اعتقال ضد نتنياهو وغالانت قريبا إلزام شركات الخدمات المالية بالحفاظ على السرية لحسابات عملائها شبيلات مديرا للنقل .. واستقالة حداد من البحوث الزراعية .. ونظام جديد لترخيص السواقين
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة اتساع الهوة بين الحاكم والمحكوم يزعزع الإستقرار...

اتساع الهوة بين الحاكم والمحكوم يزعزع الإستقرار السياسي للدولة الأردنية

24-08-2011 02:16 AM

اتساع الهوة بين الحاكم والمحكوم يزعزع الاستقرار السياسي للدولة الأردنية

الأستاذ الدكتور أنيس خصاونة

الأردن دولة فقيرة الموارد قليلة الإمكانات شعبه شعب أبي منتج عزيز كريم جعل من دولته ربما الأفضل والأكثر تقدما من سائر الدول العربية النفطية وغير النفطية، فجامعاته هي الأفضل عربيا وضمت في جنبتاها وأروقتها طلبة من كافة الدول العربية والإسلامية وخريجي هذه الجامعات منتشرون في سائر الدول العربية ،والمستشفيات الأردنية تشكل قصة نجاح أخرى لما تمثله من مستويات متقدمة في الكفاءة والخدمة الطبية ،أما القوات المسلحة الأردنية فحرفيتها معروفة وهي مشهود لها بأنها أكثر الجيوش العربية مهنية وتشكل بيت خبرة للكثير من الجيوش العربية. المعطيات آنفة الذكر تشكل مصدر اعتزاز كل أردني وما كان لهذه الإنجازات أن تتحقق لولا مواظبة ونشاط وكد الأردنيين الذين يسطرون بعرقهم وجهدهم تاريخ الأردن الحديث .
الأردنيون مكافحون مجاهدون بسواعدهم يعلون البنيان، ويعمرون السهول والوديان، ويزرعون الجبال بلا كلل ولا تذمر من ضيق ذات اليد أو ارتفاع فواتير الكهرباء والماء والرسوم والضرائب. ما يوجع الأردنيون ويؤلمهم هيمنة فئة أو شريحة من الانتهازيين ومصاصي دماء الشعب على مواقع صنع القرار في الدولة وسيطرتهم على موارد الدولة وتوجيهيها لخدمة مصالحهم وشركاتهم وأقاربهم ومحاسيبهم .هذه الفئة الانتهازية أصبحت تشكل عازلا وحاجزا بين أولي الأمر والقيادة السياسية للدولة وبين الشعب بقواعده الاجتماعية والأكاديمية والعمالية والنقابية والطلابية والحزبية والعشائرية. لم تعد قنوات المعلومات والتغذية الراجعة عن أحوال الناس وأوضاعهم ورضاهم ومعاناتهم ومظالمهم والتجبر بهم من مراكز القوى المسيطرة على المواقع القيادية في الحكومة أو في الديوان الملكي تصل إلى القيادة السياسية ورأس النظام في المملكة. والحقيقية أن المعلومات عن أوضاع الناس وأحوالهم تصل بصورة معكوسة ومقلوبة ولا تحاكي الواقع المعاش للسواد الأعظم من المواطنين مما يزيد من سخط الناس ونقمتهم على النظام السياسي وقياداته العليا وبالتالي تتسع الهوة مع الزمن بين الحكام والمحكومين نتيجة لهيمنة شريحة قليلة من المتنفذين والمفذلكين من شباب الدجتل وحليقي الرؤوس.
الذي يهدد الاستقرار السياسي والسلم الاجتماعي في الأردن ليس الفقر ،على الرغم من أنه مقلق ومؤذي ويحط من كرامة الإنسان وقدرته على العيش عيشا كريما ، وإنما الظلم وعدم المساواة وهدر أموال الدولة التي تم جمعها كضرائب من جيوب المواطنين ووضع اليد عليها من قبل ثلة من الموظفين وأصحاب الأذرع الطويلة التي تطال المال العام بوجه حق أو بغير وجه حق .نعم هذه الفئة تسرح شرقا وغربا باسم الحكومة والديوان الملكي بعضها يوزع أعطيات ورواتب وبعثات ومنح دراسية ووظائف لشيوخ عشائر ووجهاء مناطق وسواد الناس ممن لديهم مظالم كثيرة وحقوق مهضومة لا يستطيعون الوصول لمراكز القوى ولا للديوان الملكي ولا لرئيس الحكومة.
إن الظلم والاحتقان الشعبي المتنامي نتيجة للتباين الكبير في مستويات المعيشة بين المواطنين في الأغوار والبوادي والأرياف وهوامش المدن وبين فئة البرجوازيين ذوي الصلات القوية مع أولي الأمر يولد ويؤجج السخط الشعبي على النظام السياسي وقياداته وينبئ باحتمالات كبيرة لاضطرابات وزعزعة للاستقرار السياسي في الأردن. الأردنيون يتحملون الفقر والعوز ويصبرون عليه فقد صبر آباؤنا وأجدادنا على الفقر وقلة الحيلة وشظف العيش وكانوا دوما مع القيادة ما دامت عادلة وقريبة من نبض الناس وحياتهم وهمومهم ،ولكن الأردنيون لم ولن يصبروا يوما على الظلم أو من يمكن ويسهل لفئة متسلطة تعرف من أين يؤكل الكتف أن تنتهز مقدرات الشعب وتحط من كرامات الناس وتكون شلل وشبكات من مراكز قوى التي تمارس السلطة باسم النظام السياسي . الأردنيون يحبون بلدهم وقيادتهم السياسية ولكن بنفس الوقت كبريائهم عالية وكرامتهم عزيزة ولا يصبرون على الظلم والضيم من يني جلدتهم.
الظلم والاحتقان الشعبي يتنامى أيضا بسبب عدم تطبيق القوانين على الناس بالتساوي، وبسبب فضائح الفساد المتعلقة بنهب المال العام، وبسبب تولية مواقع قيادية لأفراد ترشحوا للانتخابات النيابية وفشلوا فإذا بهم يعينوا نواب لرئيس الوزراء ووزراء لوزارات سيادية مهمة ويدخلوا مجلس النواب قبل النواب المنتخبين ، وبسبب تغول الأجهزة الأمنية وتدخلها في الجامعات وتعيينها لرؤساء جامعات يدمروا ما تم انجازه في الماضي ،وبسبب التعيينات في المواقع القيادية في الدولة استنادا لسجلات أمنية وتعاون أمني وليس للكفاءة والجدارة ،وبسبب التدخل السافر لرجالات في الديوان الملكي في إدارة شؤون الدولة ،وبسبب عدم تقديم من تحوم حولهم شبهات فساد للقضاء بسبب صلات وعلاقات مزعومة مع أولي الأمر،أليس هذا كله والكثير غيره يشكل مصادر لتنامي السخط الشعبي؟ ألا يشكل الظلم والتهميش للعناصر الوطنية الكفؤة مصدر احتقان وحقد يمكن أن ينفجر في أي وقت وبأي مناسبة ؟ألا يشكل نهب المال العام والإثراء السريع واستغلال الوظيفة العامة لتحقيق مكاسب وامتيازات خاصة قنبلة موقوتة يمكن أن تزعزع استقرارنا السياسي ؟ نعم نقولها وللآسف أنه إذا ما استمرت الأوضاع بنفس الوتيرة، واستمر الظلم والتنفع والتكسب من الوظائف العامة من قبل شريحة من الشباب المدعومين المتنفذين، وإذا ما استمر التستر على عناصر الفساد والإفساد في المجتمع ،وإذا ما استمر الإقصاء والتهميش للعناصر المخلصة والجديرة من إشغال المواقع القيادية في الدولة ، وإذا ما استمر تدخل الأجهزة الأمنية في كل مفاصل الدولة فإن استقرارنا السياسي سيكون من الصعوبة بمكان المحافظة عليه وإدامته.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع