يخلص الخبز من البيت .. لا أحد يخبرك قبل النفاد .. بل يخبرونك بعد آخر رغيف لتتشحطط وتلفّ وترجع أو لتقوم وتبحث عن خبزك في تالي الليل وعلى الغالب لا تجده..!
كذلك السكّر والملح .. كذلك القهوة والشاي.. كذلك أسطوانة الغاز رغم أن عندك واحدة احتياطيّة وفارغة..! حتى كوي ملابسك تكون في اللحظات الأخيرة قبل مواعيدك .. ! وعلى الغالب تفشل في الحصول على كل الأشياء في تلك اللحظات الحرجة..!
كل شيء لك على الحافة .. في اللحظة الأخيرة تشتري ما ينقصك وعلى الأغلب لا تحدها.. وتتكركب وينغّصون عليك مزاجك الذي تحاول أن تضبطه بكميّات كبيرة من تسطيح الأمور..!
تهدأ .. تشعر أن عمرك كلّه على الحافّة منذ ولدتَ.. بل الأجيال التي قبلك كانت كذلك أيضًا.. ليس الزعماء فقط من يعيشون على الحافّة بكل أساليب تسلّقهم للسلطة.. بل أنت وأنا وهي وهم وهؤلاء ...!
أوطاننا لا تستجيب لنا..وحين تظهر لنا ما نريد يكون الوقت فات.. أو أننا لا نُعطى المنسف المنقوص اللحم إلّا بعد ثلاث سندويشات كبيرة من الفلافل البايت..!
نشعر أننا نلهث خلف الوراء ولا نصل لنهايته فلا هو سراب لنستريح ولا هو حقيقة لنسلّم الراية لمن هم بعدنا ليكملوا أشواط اللهاث..!
بئست الحياة التي تمور تحتك وقدماك عليها ترتعشان ..!
كامل النصيرات