زاد الاردن الاخباري -
في الوقت الذي أكد فيه وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة “عدم وجود أي تدابير أو إجراءات صحية احترازية جديدة في المدارس بداية الفصل الدراسي الثاني بسبب متحور أوميكرون الجديد XBB1.5 (كراكن)”، توافقت آراء خبراء في المجالين الصحي والتربوي على أن الوضع الصحي “مستقر في المملكة ولا يتطلب توفير تلك الإجراءات باستثناء التزام الطلبة بخطوات وقائية كتهوية الغرف الصفية وإجراء فحوصات عشوائية بصورة مستمرة في المدارس”.
وكان خبراء أوبئة ومختصون في الشأن الصحي حذروا في تصريحات سابقة من قرب وصول هذا المتحور إلى المنطقة بما فيها الأردن خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لافتين الى أن المتحور الجديد ظهر مؤخرا في الولايات المتحدة الأميركية وسمي بـ”المتحور الأميركي”، وهو متحور فرعي من متحور أوميكرون XBB1.5، وأطلق عليه العالم الكندي كراكن اسمه.
وأشاروا إلى أن هذا المتحور يصيب الجهاز التنفسي العلوي، وهو أسرع انتشاراً من المتحور الفرعي أوميكرون، وحتى اللحظة وصل إلى 28 دولة في العالم، من بينها أميركا وكندا وأستراليا؛ وتم تشخيصه في الكويت كذلك.
وكان أمين عام وزارة الصحة للرعاية الصحية الأولية والأوبئة رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة الدكتور رائد الشبول أكد في تصريحات سابقة أن نسبة الحالات الإيجابية بكورونا في المملكة بلغت 1.85 % من إجمالي الفحوصات التي أجريت مؤخرا، والتي وصلت إلى 9306 فحوصات (بي سي آر) وشملت كافة محافظات المملكة، ومن مختلف الفئات العمرية.
وبين الشبول حينها أن هذه النتائج توضح أن الحالة الوبائية في الأردن “مريحة”، وأن “انتشار الفيروس منخفض إذ بلغ عدد الحالات الإيجابية 154 حالة فقط”.
وفي هذا الاطار، أكد وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة بأنه “لن تكون هناك أي اجراءات أو تدابير صحية احترازية جديدة في المدارس بداية الفصل الدراسي الثاني بسبب متحور الجديد كراكن، وذلك لعدم وجود زيادة في نسبة الحالات الإيجابية المصابة بكورونا”.
وقال محافظة في تصريح انه “لا توجد أي مبررات تستدعي اتخاذ إجراءات وتدابير صحية احترازية في المدارس بداية الفصل الدراسي الثاني”، منوها بأن “بعض أيام العام الدراسي تتزامن مع موسم الفيروسات التي تمتد من شهر تشرين الأول (أكتوبر) إلى بداية نيسان (أبريل) المقبل”.
واعتبر أن ما يتردد الآن من مخاوف من هذا المتحور هي “مبالغات غير مبررة”، لافتا إلى أن الفصل الدراسي الثاني سينطلق في موعده المقرر في 5 شباط (فبراير) المقبل دون تغيير.
وكانت رئيسة المركز الوطني لمكافحة الأوبئة الدكتورة رائدة قطب، قالت في تصريح صحفي إن الأردن “يشهد انخفاضا كبيرا بمعدل الإصابات منذ 4 أشهر، حيث يسجل 100 إصابة أسبوعيا”، فيما بينت أنه “لم يتم تسجيل أي حالة وفاة بالفيروس في الأسابيع الأخيرة”.
إلى ذلك، أكد الخبير التربوي الدكتور عايش النوايسة “عدم وجود أي مبرر يستدعي اتخاذ إجراءات وتدابير صحية احترازية في المدارس بسبب المتحور الجديد، وعلينا التعايش مع هذا الأمر، كون طريقة التعامل مع هذا الفيروس باتت معروفة للجميع، بالإضافة إلى أن نسب الإصابة به في المملكة قليلة”.
وقال النوايسة إن “التجربة الأولى خلال جائحة كورونا منحت الوزارة فرصة حقيقية لمعرفة كيفية التعامل مع أي ظرف استثنائي، وأصبح لديها تراكم خبرة لمواجهته مستقبلا، لافتا إلى أن الوزارة وكوادرها بعد تجربة كورونا أصبح لديها خطط لإدارة الأزمات والطوارئ وكيفية التعامل معها”.
وأشار إلى أن التصريحات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن فيروس كورونا ومتحوراته “أصبحا مرضا اعتياديا مثل الانفلونزا وعلينا التعايش معهما”.
واعتبر أن تعليق الدوام المدارس خلال جائحة كورونا في الفترة الماضية تسببت في إحداث هدر تعليمي لدى الطلبة ما زلنا نعاني من آثاره حتى الآن، الأمر الذي دفع وزارة التربية والتعليم لتنفيذ برنامج التدخلات العلاجية على عدة مراحل.
وأشار إلى أن الوزارة قامت بداية هذا العام الدراسي بتنفيذ برنامج للتدخلات العلاجية، لمعالجة الفاقد التعليمي للطلبة في مبحثي الرياضيات واللغة العربية للصفوف من 2 إلى11″.
وأوضح أن هذا البرنامج “ركز على تدريس المفاهيم والمهارات الأساسية في المبحثين المذكورين لمدة 4 أسابيع لطلبة الصفين الـ2 والـ3 ، اما الصفوف من 4 حتى 11، فكانت مدة البرنامج أسبوعين في الحصص المقررة لكل من المبحثين، مع الاستمرار بتدريس بقية المباحث من دون توقف خلال تلك الفترة”.
وأكد النوايسة أن المطلوب الآن “زيادة التوعية الصحية لدى الطلبة، فضلا عن اهتمام اولياء الأمور بالجانب التغذوي لابنائهم خلال الفترة المقبلة واعطائهم الفيتامينات اللازمة التي تزيد من مناعتهم”.
بدوره، قال اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية خبير العدوى التنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة، إن الوضع الوبائي في الأردن والمنطقة العربية مستقر، لافتا إلى أن هناك انخفاضا بعدد الإصابات في الفيروسات التنفسية وفيروس كورونا على وجة الخصوص.
وتابع الطراونة: “بعد ظهور المتحور الجديد كراكن في الولايات المتحدة الأميركية وارتفاع الاصابات إلى نحو 40 % فينبغي على وزارة التربية والتعليم اتباع الإجراءات الاحترازية الصحية والوقائية التي ثبتت نجاعتها خلال الفترة الماضية”.
وأضاف أن “هناك ضرورة للتعامل مع الفيروس بمزيد من الحرص، خصوصا مع انتشار المتحور كراكن سريع الانتشار، ما يتطلب التشديد على التزام الطلبة بالإجراءات الوقائية والمحافظة على عدم انتشار العدوى داخل الغرف الصفية، والحرص على تهوية الغرف الصفية باستمرار”.
وأشار إلى ضرورة أن تولي الوزارة اهتماما كبيرا بالجانب التوعوي، ومنح الوقت الكافي للثقافة الصحية خلال الدوام المدرسي، وإعطاء النصائح للطلبة حفاظا على سلامتهم حتى لا تتحول المدارس إلى بؤر انتشار للعدوى”.
ودعا إلى ضرورة إجراء فحوصات عشوائية داخل المدارس بشكل مستمر ومنظم، فضلا عن عدم السماح للطلبة بالدوام في حال ظهرت عليهم أي أعراض تنفسية علوية، لا سيما وأن النسبة الأعلى من إصابات كورونا هي للمتحور أوميكرون.
وأكد الطراونة أهمية الحرص على نشر الوعي بين الطلبة وذويهم بأهمية الإجراءات الاحترازية، مؤكدا ضرورة أن تؤخذ هذه الإجراءات مأخذ الجد وأن يكون لدى وزارة الصحة فرق تفتيش لمتابعة الوضع الصحي والوبائي في المدارس لضمان عدم انتشار العدوى.
ورأى عدم وجود أي مبرر الان لاتخاذ أي إجراءات باستثناء ما ذكر، وفي حال تزامن ارتفاع عدد الإصابات مع عودة الطلبة إلى المدارس فسيكون عدد الإصابات كبيرا، ولذا يجب تكثيف الرصد والتوعية الصحية إلى حين وضوح الخريطة الوبائية في المنطقة العربية والإقليم بشكل خاص.
وشاطره الرأي، الخبير التربوي الدكتور صالح بركات الذي أكد أن الوضع الوبائي في المملكة مستقر ولا يوجد ما يستوجب اتخاذ تدابير صحية احترازية مشددة بداية الفصل الدراسي الثاني بسبب متحور كراكن.
وبين بركات ان المملكة منذ أشهر تعاني من انتشار فيروس المخلوي والتهاب القصبات الهوائية وغيرها من الأمراض التنفسية منوها بأن غالبية الطلبة في نهاية الفصل الدراسي الأول أصيبوا بهذا الفيروس، واستمرت الدراسة بكل سهولة ويسر مع ان نسبة الغياب بلغت نحو 20 % في معظم المدارس بسبب انتشار الفيروس.
وأشار إلى أن هذا الفيروس لم يعق العملية التدريسية، موضحا أن الوزارة بعد تجربة كورونا والتعلم عن بعد لن تلجأ لأي إجراءات من شأنها إعاقة العملية التعليمية داخل اسوار المدارس، لأنها تدرك مقدار الخسارة التربوية التي حدثت خلال الجائحة.
وأوضح بركات أن “ما حدث من هدر تربوي خلال كورونا يحتاج لسنوات طويلة ليتم تعويضه”، لافتا إلى أن وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة كان من أشد المنادين بعودة التعليم الوجاهي في المدارس خلال جائحة كورونا.
وأكد انه “ليس مقبولا أن تكون هناك إعاقة أو تشديد على العملية التعليمية بسبب هذا الفيروس أو المتحورات الأخرى، بل المطلوب فقط اتخاذ إجراءات توعوية عن كيفية الوقاية من الفيروس بشكل يضمن استمرارية العملية التعليمية من دون توقف”.
ودعا إلى زيادة عدد الساعات المدرسية ليتم تعويض الفاقد التعليمي الذي أحدثته الجائحة، معتبرا أن الخبرة التراكمية التي ترصدت لدى الوزارة بالإضافة إلى الرؤية الواضحة التي يمتلكها وزير التربية تجاه التعليم وضرورة ابقاء الطلاب على مقاعد الدراسة، كلها ستعزز من الإجراءات الوقائية الاحترازية التي يمكن ان تتخذ بسبب متحور كراكن، في المدارس، بما لا يؤثر على سير العملية التدريسية، وستكون الإجراءات في نطاقها الضيق كارتداء الكمامات ومسافة الأمان”.
كما دعا الى بدء الفصل الدراسي في موعده المقرر في 5 شباط (فبراير) المقبل من دون أي تغيير أو وضع اشتراطات مسبقة.
الغد