نحن الأردنيين بفضله تعالى شعب شكور ، وليس من شيمنا التي تربينا عليها ان نجحد أو ننكر الهبات والمنح التي قدّمها لنا الأشقاء في وقت سابق ويقدمها الأصدقاء في الوقت الحاضر ، ومع أن دول الخليج أوقفت مساعداتها للأردن فلا زلنا وسنبقى كأبناء أصول نشكرهم على ما قدموه ، على الرغم أننا نقوم بمهمة إنسانية يتعين على جميع الأشقاء العرب وخاصة دول الخليج أن يشاركونا بها .
فالأردن الذي يحتضن على أرضه أربعة ملايين لاجئ عربي ويقدم لهم تسهيلات الإقامة والعمل ، فهو يقدم الآن للاجئين السوريين ما يزيد على 700 مليون دينار سنويا على حساب قوت المواطن الأردني ، كما ينفق سنويا مليار دينار على المخيمات الفلسطينية الموجودة في المملكة حسب تصريح المدير العام لدائرة الشؤون الفلسطينية رفيق خرفان ، فضلا على ما تقدمه الأونروا ودول الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية من مساعدات مشكورة .
بالأمس أعلنت وزارة التربية والتعليم أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية قدمت مشكورة منحة لبناء 30 مدرسة جديدة ستوزع على مختلف محافظات المملكة ، فهل يعقل لنا كأردنيين أن نرفض هذه المنحة ولا نشكرهم ، ومن يقول غير ذلك فليأتي بالبديل ، سواء من جيبه الخاص أو من الجهات الخارجية التي يميل اليها ويتغنى بها .
نحن في ظرف اقتصادي عصيب ، علينا أن نقف الى جانب دولتنا ولا نتدخل بشؤونها وتوجهاتها ، ولا نلتفت الى اشاعات ودعايات مضللة يطاول به بعض الحاقدين على وطننا الحبيب وحكومتنا الرشيدة وقيادتنا الحكيمة ، كلام يصدر هنا وهناك على ألسنة من لا يروق لهم عزة واستقرار الاحوال في الاردن .
وقد لاحظت اولئك الشامتين المتذمرين في المجالس وعلى صفحات الجرائد والمواقع الاخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي ، ممن لا يسرهم أن يقال بأن الاردن وشعبه بخير ، وعرفت انهم بطبعهم لا يشكرون في حياتهم ، رغم أن بعضهم يمتلكون الاراضي والشقق والمصالح التجارية والسيارات الفارهة والارصدة البنكية ، اما الأردني القنوع فهو بطبعه دائم الشكر لله تعالى وللوطن وللقيادة ولكل من يقدم له العون ، سواء كان شقيقاً عربياً أم صديقاً أجنبياً ، ولا ينسى مواطننا الأردني نعمة الأمن والأمان التي ينعم بها وطننا ويفتقد لها الجوار المشتتون في كل ديار .