زاد الاردن الاخباري -
قال اختصاصي الامراض الصدرية والتنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة، ان مركز تشخيص وعلاج السل التابع لمركز الامراض الصدرية وصحة الوافدين في وزارة الصحة يشكل خطرا كبيرا على العاملين فيه وعلى المجتمع المحيط والتحدي الكبير يتمثل في إدارة المخلفات الطبية.
واشار الطراونة الى ان هذا المركز الوحيد لعلاج مرض السل في المدينة حتى الآن يقدم خدماته لعدد كبير من المواطنين المقيمين وكذلك الوافدين عليه من المدن المحيطة، مبينا أن المركز يقدم خدمات لبعض الأجانب المصابين وعائلاتهم من الدول المجاورة القادمين بهدف العمل او اللاجئين وهي دول فقيرة ونسبة الإصابات لديهم بأنواع مرض السل تعتبر عالية.
وبين ان هناك تنوع بالسلالات لهذا الميكروب الخطير في المركز وهنا تكمن خطورته على العاملين والمجتمع المحيط في منتصف منطقة سكنية ومقابل لمدرسة، معتبرا ان هذا يشكل خطورة كبيرة على محيط المركز واحتمالية عالية لنقل العدوى فضلا عن عدم وجود وسائل الحماية الشخصية للعاملين فيه وعدم وجود التهوية المناسبة.
ولفت الطراونة ان هناك سوء تطبيق لإدارة النفايات الطبية الأمر الذي يحتاج من صانعي القرار ومن واضعي الخطط الصحية في الحكومة التحرك بسرعة لإرساء منظومة سليمة في المؤسسات الصحية حتى نتفادى حدوث كوارث صحية وأوبئة لا تحمد عقباها.
وبين الطراونة ان أول الملاحظات كانت ان مبنى المركز إداري وهو غير معد في الأساس كمرفق صحي من حيث التصميم الهندسي ومن حيث صعوبة تطبيق برامج التحكم في العدوى وخاصة لهذا النوع من الأمراض المعدية.
ويقدم المركز خدماته للمرضى الزوار وليس به أقسام أيواء، مشيرا الى ان المرضى النزلاء موجودين في مستشفى البشير ويقدم خدمات الكشف والعلاج والتشخيص من تصوير وتحاليل طبية ولقاحات، وهو مزدحم جدا ولا يتناسب حجمه مع أعداد المترددين عليه من حيث التهوية ومنافذ الدخول والخروج.
وبخصوص إدارة النفايات الطبية، قال الطراونة انه يتم التعامل مع النفايات الطبية بعد جمعها من المركز كالنفايات المنزلية بحيث تجمع في أكياس سوداء وتنقل مع نفايات البلدية في عربات شحن مفتوحة لتجميع القمامة وتنقل لمكب العام خارج المدينة.
واشار الى انه لا توجد عملية فرز للنفايات الطبية وغير الطبية ولا يتم وضع العلامات التحذيرية المتعارف عليها لأنواع النفايات الطبية المختلفة.
وأكد عدم وجود محرقة متخصصة للتخلص من النفايات الطبية، والطريقة الوحيدة المتبعة في المراكز لمعالجة بعض النفايات الطبية يتم جمع شرائح الزجاجية لعينات البلغم من المرضى المصابين بالسل والتي أجريت عليها عمليات التعرف على الميكروب في معمل التحاليل الطبية (Ziehl–Neelsen stain) وتنقل لساحة المركز المفتوحة ويتم وضعها في أكياس القمامة السوداء وأحيانا يتم رميها في صندوق سيارة نقل القمامة مباشرة من الأوعية ليتم التخلص منها في مكب المدينة العام ، علما ان المركز في منطقة سكنية مزدحمة وقريب من الشارع العام .
واشار الى ان من يقوم بعملية جمع النفايات هم عمال النظافة بالمركز وهم عمال ذوي تعليم بسيط وغير مدربين ولا توجد لديهم معلومات عن خطورة المرض وطرق إنتقاله لافتا الى ان والساحة الخارجية في المركز تعتبر مكان عام يخرج إليه العاملين بالمركز في أوقات الراحة من العمل للتدخين وشرب الشاي وأيضا مكان يقف فيه المترددين على المركز لأنتظار دورهم وكذلك زوار المرافقين للمرضى.
وقال الطراونة ان تطبيق برامج التحكم في العدوى وتطبيق الأدارة السليمة للمخلفات الطبية في مثل هذه المراكز لن تكلفنا الكثير وان الأهمال واللامبالاة ستكلفنا أرواحا كثيرة وأضرار صحية وبيئية في مجتمعنا.
ولفت الطراونة الى انه لا يختلف اثنان حول خطورة وباء السل وحجم الضرر الناتج عنه في معظم دول العالم وخاصة تأثيره في الدول الفقيرة، الأمر الذي جعل من منظمة الصحة العالمية تضع أستراتيجية عالمية في سنة 2014 لمكافحة والقضاء على الوباء وأنهائه من العالم مع عام 2030 (End TB Strategy) ، لتقليل من حالات الوفيات إلى 90% وللحد من الإصابات الجديدة بنسبة 80%، وللتأكد بأنه لن تقف التكلفة المادية عائقا أمام العائلات لعلاج ابنائها المصابين بالمرض.