زاد الاردن الاخباري -
أكد مراقبون ومحللون أن زيارة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للأردن، ولقاءه الملك عبدالله الثاني، كانت مفاجئة في توقيتها، وتمت بصورة خاطفة، وجاءت خارج سياق التوقعات قياساً على العلاقات السابقة ما بين طرفي اللقاء.
وحذر المراقبون "الأردن الرسمي" من الوثوق بوعود نتنياهو "الكاذبة"، مستندين إلى سوابق تاريخية، من عدم إيفاء الاحتلال بالشروط والوعود.
زيارة تخدم نتنياهو
وقال الكاتب والمحلل السياسي رامي عياصرة، إن "زيارة نتنياهو للأردن تخدمه أكثر مما تخدم المملكة، لأنه يعاني من حالة معارضة داخلية متصاعدة في تل أبيب، وبالتالي ستكون هذه الزيارة شكل من تخفيف الضغط عليه".
وشدد عياصرة على أن "نتنياهو شخص لا يوثق به، ولطالما تحلل من تعهداته، فحكومته اليمينية تفرض إيقاعها عليه نفسه، وهو يمثل الحكومة الأكثر تطرفاً، وليس طليق الإرادة، بل هو مقيد باليمين الفاشي".
ثقة معدومة
من جهته؛ حذر الكاتب والمحلل السياسي منذر الحوارات "مطبخ القرار في الأردن من الثقة بنتنياهو"، مؤكدا أنه "ليس أهلاً للثقة على الإطلاق".
واستدرك الحوارات أن "الأمر بالنسبة لنتنياهو يعتمد على الخروج من المأزق السياسي الذي يعيشه داخل حكومته، وما أن يتجاوز هذا الإشكال؛ فإنه سيعود إلى سيرته الأولى، من حيث توجيه الطعنات تلو الطعنات للأردن".
وقال إإن “نتنياهو يكذب في الداخل والخارج، لكنه ينجح لأنه سياسي ذكي، فهو رجل براغماتي، ويستطيع أن يلتقط اللحظة، ويعرف جيداً ما هي الوسائل التي يمكن أن يستفيد منها، وما هي المسارات التي يمكن أن يلجأ إليها في لحظات الأزمات".
وأردف "لذلك أدرك نتنياهو بسرعة، أن زيارته للأردن يمكن أن تشكل انفراجة داخلية له، وبالتالي قام بها بلا تردد".
وتساءل الحوارات: "لماذا علينا أن نستجيب لزيارة نتنياهو، ونبادله الموقف بالموقف، حتى لو قدم لنا تنازلات؟"، مضيفا: "في النهاية هذه الحكومة لا يمكن أن يعول عليها، ونتنياهو لا يمكن الثقة به".
وتابع: "لا توجد ضمانة للأردن والأردنيين بأن نتنياهو سيلتزم بعهوده، بعد أن يتجاوز مأزقه الداخلي، وهذا الأمر يجب أن يبقى حاضرًا في ذهن أي سياسي أردني".
ولفت إلى أن "عدم بث الأردن لصور زيارة نتنياهو، أو تسليط الضوء عليها بشكل كبير إعلاميًا، يعني عدم الترحيب به، لأن اللقاء لم يعلن عنه محليا، وأعلن عنه في وسائل إعلام أجنبية، ولاحقًا أعلن عنه الأردن، ولا يبدو أن هنالك فيضًا من الترحيب به، ولا يراد أن يقال إن عمان استقبلت نتنياهو بالأحضان".
الأردن ضغط نتنياهو دوليًا
بدوره؛ قال وزير الإعلام الأردني الأسبق، سميح المعايطة إن "نتنياهو يعاني من معارضة قوية أخرجت عشرات الآلاف إلى شوارع تل أبيب ضده، وتطارده تهم الفساد، وهو يدرك أيضًا أن شهر رمضان سيحمل له ضغوطًا كبيرة إذا استمر في سياسته العدوانية".
وأشار إلى أنه "كان للتحرك الأردني أثر كبير في ممارسة ضغوط دولية وأمريكية عليه، فإنه كان عليه أن يذهب إلى الدولة المؤثرة، وصاحبة الموقف القوي في مواجهة سياساته، فكانت زيارة عمان".
وأضاف المعايطة أن "الملك لديه رؤية واضحة، ومطالب محددة لن يتنازل الأردن عنها، وهي المحافظة على الوضع القائم في القدس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية".
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد زار العاصمة الأردنية عمّان، والتقى العاهل الأردني، في حين أكد الديوان الملكي أن الملك أبلغ نتنياهو بأن "على إسرائيل احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف، وعدم المساس به".
ويأتي اللقاء الأول من نوعه بين الملك ونتنياهو منذ العام 2018، في ظل تأزم موقف رئيس حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة في الداخل الإسرائيلي، إذ يتظاهر عشرات الآلاف منذ أيام مطالبين بإسقاطه، في حال إصراره على تقديم تعديلات تمس القضاء.
وفي العام 2021، اندلعت أزمة بين حكومة نتنياهو السابقة والأردن، حينما رفضت عمّان السماح لنتنياهو بالسفر إلى الإمارات عبر أجوائها، ردا على رفض "تل أبيب" السماح لولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله بالسفر إلى القدس المحتلة، والصلاة في المسجد الأقصى.