ثورة الأيتام(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ) سورة الضحى صدق الله العظيم(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ) سورة البقرة صدق الله العظيم(وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيم) سورة النساء صدق الله العظيملا شكّ ان حرمان الإنسان من أحد والديه وهو في سن صغير بينما هو بحاجة إلى وجودهما جانبه حنانا وإحتياجات مادية هو قاس جدّا.فكيف يكون شعور الطفل إذا كان يتيما او لقيطا أو مُحتاجا وهنا يأتي دور المجتمع والمؤسسات الحكومية والمنظمات الإجتماعية الطوعية والقطاع الخاص لمساعدة هذه الفئة من المجتمع ومد يد العون لهم لتعويضهم عن فقدان احد الوالدين أو كلاهما .فالطفل بحاجة لغذاء وكساء وطبابة وتعليم وكلّها مستلزمات يحتاج إليها كل إنسان ليبقى على قيد الحياة ولتحميه من الإنحراف في التفكير والسلوك وليعيش حياة كريمة بعيدا عن التسوّل والتشرّد والضياع .لذلك تلجأ الدول لإنشاء دور للرعاية ووزارات متخصّصة ودوائر ومديريات للرعاية الإجتماعيّة للأيتام وابناء الشهداء واللقطاء والمتسولين والمشردين وألأحداث وغيرهم ممن يحتاجون رعاية نتيجة خلاف الوالدين أو تفكك الأسرة أو غيرهم من اصحاب الحاجة للرعاية وترصد الموازنات لاؤلئك المُحتاجون .وليس دور الحكومة في العطف عليهم فقط وإنما في التأهيل والتدريب والتعليم وخلق وتطوير الجوانب الإجتماعيّة والتفاعل مع المجتمع بشكل كامل وإحياء مبادرات الإبداع لديهم ودمجهم في المجتمع المحلي وعلى مستوى الوطن الأغلى والأشمل .وقد تخلق حالة اليتم لدى البعض حالة من التحدّي يستطيعون التميّز والمبادرة وأخذ مواقع متقدّمة في المجتمع بكافّة المجالات السياسيّة والعلميّة و الإداريّة والإقتصاديّة بِحيث يُشار لهم بالبنان مستقبلا .ويجب أن يُشارك القطاع الخاص بشكل فعّال في المساهمة بمدّ يد العون لهذه الفئات المظلومة والمحرومة في المجتمع لتأخذ حقّها في الحياة .وعندما تثور هذه الفئات فإنها ليست ثورة جياع وإنما ثورة كرامة وعزّة نفس ثورة على الظلم وإنتزاع الحقوق من المؤسسات والسلطة وهي تعرف أن تلك المؤسسات لن تستطيع إعادة أب أو أم من صاحب الأمانة ولن تستطيع تشريع أب للقيط وغير ذلك من مستحيلات القدر ولكنّها تستطيع ردّ الحقوق لأصحابها ضمن سياسات وتشريعات وتطبيقات عادلة تحت مظلّة من المساواة والقيم والأخلاق الحميدة وشرع الله .إنّ هذه الفئات المحرومة من العدل والحقوق والتي تقف معها العائلات الاردنيّة بكل حبّ ونخوة وإيثار بحاجة لحنان السلطة فكما يضرب جلالة الملك وجلالة الملكة في جولاتهما التفتيشيّة لدور الرعاية ومشاركتهم النزلاء نشاطاتهم فيها لهو خير مثال للحنان والعطف الأبوي ويجب أن يكون ذلك دافعا للسلطات الرسميّة ومؤسسات القطاع الخاص والجمعيات الطوعيّة لبذل المزيد من الجهد مرضاة لله وراحة للنفس .ويجب علينا أن نهديء من روع هذه الفئة من المواطنين إذا تخوّفوا من أي إجراء أو تشريع يمس حياتهم أو الخدمات المقدّمة لهم .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما) رواه البخاريالمهندس احمد محمود سعيدعمّان – 25/8/2011