زاد الاردن الاخباري -
أكد وزير الاتصال الحكومي فيصل الشبول أن العالم يعيش اليوم حالة أصبحت فيها وسائل الإعلام جميعها تحت التهديد،مشيرا إلى أن التكنولوجيا الحديثة تركت المجتمعات الإنسانية فريسة للتطرف والكراهية والشائعات والاعتداء على كرامات الناس وانتهاك حقوق الاطفال والفئات الاكثر تضرراً في المجتمعات.
ولفت إلى أن وسائل الإعلام العربية تواجه تحديات جمة في الحفاظ على جماهيرها، خوفا من الانزلاق نحو الإشاعات وخطابات الكراهية وخطابات الإعلام غير الملتزم في مهنية المهنة.
وبين الشبول خلال كلمة افتتاحية في ملتقى قادة الإعلام العربي صباح اليوم، أن العالم العربي والعالم أجمع يعيش حالة من التهديد في ظل وجود زيادة في انتشار الإشاعات والتي جعلت منه فريسة سهلة الوقوع بالتزامن مع التطور المتسارع للتكنولوجيا في قطاع الإعلام.
وقال إن مشاركة أصحاب الخبرات في قطاع الإعلام مصلحة ذات أهمية فاعلة للتذكير في سمو مهنة الصحافة ودروها في التوضيح والتمييز بين من هو إعلامي ملتزم وبين من يعتدي على خصوصيات الإنسان.
وأضاف أن وسائل الإعلام جميعها تسعى إلى الحفاظ على حصتها في سوق الإعلام في ظل التنافس الذي فرضته مواقع التواصل الاجتماعي، مبينا بعدم إلغاء وسيلة لأخرى، فلا التلفزيون يلغي عمل الإذاعة ولا التكنولوجيا لغت الصحافة الورقية.
ولفت إلى ان الملتقى يطرح أصعب الأسئلة المتعلقة بواقع الإعلام العربي اليوم والأمل معقود عليكم جميعاً، وفي محاولة الإجابة عليها، وأن يقدم تصورات وأفكاراً تخدم مستقبل الإعلام العربي وحق شعوبنا في المعرفة في ضوء المستجدات في عالم الاتصال والتواصل الإنساني وآثارها على وسائل الإعلام .
ونوه إلى أن مشاركة أصحاب الخبرة في الإعلام، مسألة في غاية الأهمية للتذكير بقواعد المهنة وقوانينها ومواثيقها والتزاماتها في مواجهة ما التبس على العامة بين ما هو إعلامي ملتزم وبين ما هو فوضوي يشيع الكراهية والأخبار الكاذبة ويعتدى على خصوصيات الناس.
وتابع:" وهنا تجد وسائل الاعلام انها امام تحديين كبيرين : أولهما الحفاظ على الجمهور من دون التسابق على الأخبار الكاذبة والشائعات والانزلاق إلى خطاب ومفردات غير معهودة في الخطاب الاعلامي ولا تليق بالجمهور، وثانيهما الحفاظ على حصتها في سوق الاعلان الذي بات يتبخر شيئا فشيئا تحت وطأة التنافس غير العادل الذي فرضته وسائل التواصل الاجتماعي".
وزاد:" يعيشُ الإعلامُ اليوم حالة فريدة لم يعهدها من قبل، وصار مطلوباً منا جميعاً البحثُ في كافة الوسائل المهنية والتشريعية والتعليمية للوفاء بالتزاماتنا أمام مجتمعاتنا لا سيما وأننا لم ننظم بعد علاقاتنا بشركات الإعلام الدولية أسوة بالأمم الأخرى".
ولفت إلى أن الأردن طرح على وزراء الإعلام العرب تصوراً متكاملاً ومشروع قانون عربي ولو بصفة القانون الاسترشادي لتنظيم العلاقة مع شركات الاعلام الدولية، مستفيداً من تجربة الاتحاد الاوروبي الذي نظم أعضاؤه علاقاتهم مع تلك الشركات منذ أكثر من خمس سنوات ويعتزم اعتماد قانون موحد يشمل جميع الدول الأعضاء في الاتحاد اعتباراً من العام المقبل.
ويتضمن مشروع القانون العربي المقترح، حماية القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية من الدعاية السلبية، وكذلك حماية الاطفال والناشئة ومحاربة خطاب الكراهية والأخبار الكاذبة والاعتداء على الخصوصية إضافة إلى حق وسائل الإعلام في سوق الإعلان.
وأوضح أن التحديات التي نواجهها اليوم هي تحديات مشتركة، لأن فوضى الاتصال والتواصل وسلبياته تصيب كلَّ مجتمعاتنا، ومن هنا فإن التصدي المشترك في الجهود والأفكار هو الأسلوب الأفضل لحماية مجتمعاتنا وثقافتنا وثوابتنا.