أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمعة .. ارتفاع قليل على الحرارة الاحتلال يستهدف عدة منازل مأهولة بالسكان في شمال القطاع وجنوبه (شاهد) بيان جبهة العمل الإسلامي بين الفوقية والتسرّع! بعد عودة المغتربين .. انخفاض ملموس بنسب إشغال الفنادق أعضاء بمجلس الأمن يحذرون من نشوب حرب إقليمية حسان برسالة مشفرة .. لا ردة عن قرارات حكومة الخصاونة .. الضريبة الخاصة اخرها شهداء وجرحى بغارات إسرائيلية متواصلة على غزة موجة قصف عنيفة تستهدف جنوب لبنان .. ثاني موجة غارات خلال ساعات نصراوين: البرلمان الجديد قد يطرح الثقة بوزراء الأردن .. ذوو الشهيد الجازي يشكرون ويعتذرون-بيان منتدى الاستراتيجيات الأردني يصدر ملخص سياسات بشأن المركبات الكهربائية ترمب: لو أنني كنت رئيسا لما حدث السابع من أكتوبر لبنان يعلن نتائج التحقيق بأجهزة الاتصالات المفخخة مصدر استخباراتي أميركي: التخطيط لتفجيرات لبنان استمر 15 عاما شاهد كيف خدعت عميلة الموساد الحسناء الإيطالية كريستينا حزب الله وباعتهم أجهزة “البيجر” المفخخة – فيديو نصر الله يلمح لاختراق: ما جرى إعلان حرب مقررون أمميون: انفجار أجهزة "البيجر" انتهاك مرعب للقانون الدولي هيئة البث الإسرائيلية: استهداف أكثر من 50 موقعا لحزب الله الأونروا: سكان غزة يتناولون وجبة واحدة كل يومين مجلس محافظة البلقاء يقر موازنة العام المقبل 2025.
الصفحة الرئيسية أردنيات البحر الميت: واحد من أصل (28) موقعا لترشيحه...

البحر الميت: واحد من أصل (28) موقعا لترشيحه كإحدى عجائب الدنيا السبع

27-08-2011 10:32 AM

زاد الاردن الاخباري -

نطلقت حملة التصويت لترشيـح البحر الميت ليصبـح واحـدا من عجائب الدنيا السبع الطبيعية، عبر الموقع الالكتـروني www.nYw.com وعبر أجهزة الخلوي على رقم (94089) وينتهي التصويت في 11-11-2011.

وحضت وزارة السياحة والآثار على ضرورة التصويت لأنها قضية وطنية وتدعم السياحة ، لجعل الأردن الدولة الأولى في العالم التي لديها موقعان على خارطة عجائب الدنيا السبع الجديدة.

ورشح البحر الميت ليصبح واحداً من عجائب الدنيا السبع الطبيعية، وهو واحد من أصل (28) موقعا مرشحا لهذه المسابقة التي تنظمها شركة عجائب الدنيا السبع الجديدة العالمية، والتي نظمت مسابقة عجائب الدنيا السبع في العام 2007 وحظي الأردن بواحدة من عجائب الدنيا السبع وهي البتراء.

ويعتبر البحر الميت أعجوبة طبيعية لما يمتلك من خصائص فريدة، إضافة إلى انه أخفض بقعة على سطح الأرض، ويتمتع بمزايا علاجيه عديدة بسبب نسبة الملوحة والمعادن العالية ومستوى الضغط والأكسجين المرتفعين ما جعله من أوائل المقاصد للعلاج والاستجمام في التاريخ.

موقع البحر الميت



في اخفض بقعة في العالم تحت سطح البحر، يقع وادي الأردن والذي يتوسطه البحر الميت بمقدار 400م ، مشكلاً مشهداً طبيعياً لا مثيل له، وعلى حافة الوادي تأخذ الأرض بالإرتفاع غرباً مكونةً سلسلة مرتفعات جبلية من ابرزها مرتفعات القدس وشرقاً تقع مرتفعات البلقاء وهضاب السلط .

ما بين السلسلتين الجبليتين عند وادي الأردن من الشمال إلى الجنوب يخترقه نهر الأردن هذا النهر المقدس الذي ينشر الخصب والحياة والجمال بما يمتاز به من مناخ دافئ في فصل الشتاء ويعتبر سلة غداء للاردن وقد شهد حقبة حضارات وقامت مدن شهيرة عبر التاريخ ورد ذكرها في الكتاب المقدس كسدوم وعامورة وادما وزوار وغيرها من المدن .

لايوجد في العالم كله سطح مائي يشبه البحر الميت من حيث انخفاضه عن سطح البحر ومياهه الشديدة الملوحة رغم انها تتغذى على مياه نهر الأردن العذبة.

واذا كانت تسمية هذا البحر بالميت لتعذر وجود الكائنات الحية فيه فأنه بحر حي وغني بالأملاح والمعادن والتي تشكل ثروة هائلة يمكن الإستفادة منها في مجالات متعددة سواء في الصناعة أو مجالي الطب والعلاج، حيث تعتبر مياه البحر الميت الغنية بالأملاح والطين المستخرج منه علاجاً ناجحاً للعديد من الأمراض الجلدية، إلى جانب سهولة السباحة فيه نظراً لإرتفاع نسبة الملوحة في مياهه حيث لا يحتاج الأنسان إلى إلمام بفنون السباحة اذ يستطيع المرء ان يستلقي على ظهره ويترك مياه البحر الميت تحمله دون عناء.

يعد هذا المنتج الفريد من نوعه قبلة انظار الباحثين عن الهدوء والجمال والعلاج منذ فجر التاريخ فقد عرفت مياهه شخصيات تاريخية شهيرة كهيرودس العظيم وكيلوبترا الملكة الفرعونية الجميلة وغيرهم من السلاطين والحكام والأباطرة والملوك. وما زال يجتذب سنوياً الآف الأفواج من الزائرين المحليين والأجانب الباحثين عن العلاج والجمال والهدوء والدفء نظراً لمياهه الدافئة والغنية بأملاح الصوديوم والبوتاسيوم والبرومين والمنغنيز إلى جانب شبكة من الطرق الحديثة والعديد من الفنادق الراقية التي تنتشر على شاطئه الشرقي والتي تقدم خدمات فندقية عالية المستوى علاوة على الأستراحات واماكن الترفيه والرمال النظيفة، وقد نال البحر الميت شهرة عالمية حيث تعتبر فنادقه مكاناً مثالياً لعقد الإجتماعات والمؤتمرات والندوات المحلية والإقليمية والدولية على حد سواء .

إنه البحر الميت،من أكثر المناطق جذباً للسياح الباحثين عن الدفء في فصل الشتاء، والطبيعة الخلابة، والغرابة التي تتجسد في بحر لا كائن حياً فيه بسبب كثافة أملاحه، لكن في مياهه المالحة علاج للكثير من الأمراض، وما زال الناس يستشفون في هذه المياه منذ ألآف السنين

كما أن أملاح البحر الميت تكون المواد الخام لإنتاج البوتاس وأملاح الإستحمام العلاجية، والمنتجات التجميلية التي يتم تسويقها في مختلف أنحاء العالم .

بعد المرور في طريق جميلة بين الهضاب والأودية، يصل الزائر إلى البحر الذي يعوم فيه من لا يجيد السباحة، وفي المقاهي والمنتجعات المنتشرة على الشاطىء يقضي الزائر أجمل أوقاته وتوفر التسهيلات السياحية كل مستلزمات السباحة من ملابس وأدوات للزائرين، الذين يستطيعون الخوض في المياه الدافئة .

وحيث تبلغ كثافة الأملاح فيها أربعة أمثال كثافتها في مياه البحر العادية، لذا يستطيع الزائر أن يستلقي على وجه الماء، وهو يقرأ جريدة أو كتاباً بين يديه .

وعلى شاطيء البحر الميت فنادق حديثة وكبيرة، ومراكز للعلاج الطبيعي، والعديد من المطاعم ، ويستطيع الزائر قضاء ليال ممتعة في أجواء خلابة لا مثيل لها في العالم

ويمكن الوصول إلى البحر الميت من عمّان والمدن الأخرى بواسطة السيارات الخاصة والسياحية، وبالحافلات الكبيرة المريحة التي تقل المجموعات السياحية الزائرة للمنطقة .



الاهمية التاريخية



يعتبر البحر الميت من اهم المعالم الحضارية والتاريخية والسياحية في الاردن بشكل خاص وفي العالم بشكل عام فهو مقصد السياح العرب والاجانب ، نظرا لتاريخه الطويل وذكره في الكتب السماوية وعلاقته بالامم التي سكنت غور الاردن وضفافه عبر ملايين السنين حتى اصبح مقصدا لسياحة العالم علاجيا وترفيهيا وتاريخيا وبحثا في اسراره ودفائنه ونظرا لتاريخه الطويل والمليء بالاسرار والمكنونات وطبيعته الديمغرافية والسياحية ومياهه النادرة في العالم علاجيا واستطبابا للعديد من الامراض الجلدية ووجود العشرات من المعادن النفيسة فيها ولاهميته التاريخية في احتضان قوم لوط وانخفاضه النادر في العالم ، وبحسب مدونات الرحالة والمؤرخين عن البحر الميت وعلاقته الدينية بالطوفان وهلاك الامم فيه قبل الميلاد فيتضح انه اقدم واهم من بعض عجائب الدنيا السبع التي يعرفها العالم حاليا ولهذا فقد ارتأى المسؤولون في الاردن طرحه للتصويت ليصبح احدى عجائب الدنيا السبع الطبيعية .

ولالقاء المزيد من الضوء على تاريخ وطبغرافية البحر الميت واهميته العلاجية والسياحية التقت "الدستور" الدكتور محمد وهيب عميد معهد الملكة رانيا للسياحة والتراث والذي قال يقع البحر الميت في أكثر نقاط غور الأردن انخفاضاً وهو أخفض بحر في العالم حيث يبلغ انخفاضه 416 متراً تحت مستوى سطح البحر ويشكل جزءا من الأخدود الغريب الممتد من الشرق الأوسط وحتى شرق إفريقيا والذي يرتبط بدوره بظهور أواسط المحيطات عبر خليج عدن والمحيط الهندي والذي يطلق عليه حفرة الانهدام .

وقال الدكتور وهيب انه يحد البحر الميت الصدوع (الفوالق) والالتواءات ثم ترتفع الجبال على الجانبين بعيداً عن الإنهدام إلى أن يصل ارتفاعها إلى أكثر من 1000 ألف متر والجبال شرق البحر الميت أعلى قليلاً منها في الجانب الغربي بينما جبال ووديان الجانب الغربي أكثر وعورة من الجانب الشرقي ويعود سبب ذلك إلى طبيعة الصخور المكونة لهذه الجبال, ففي الجانب الغربي تتكون الصخور من الحجر الجيري والدولومايت الصلب بينما يتكون الجانب الشرقي من الصخور الرملية الطرية نسبياً وسوف نرى علاقة هذه الصخور بنشأة الحضارة على الجانب الشرقي من البحر الميت بالمقارنة مع الجانب الغربي .

وبحسب علماء الجيولوجيا فإن التأريخ الجيولوجي للبحر الميت يرجع الى حوالي 500 مليون سنة مضت, فكيف نشأ هذا البحر وما هي الأسرار الكامنة في داخله , وكيف أصبح بحيرة صغيرة بعد أن كان بحراً ضخماً كبيراً , وماذا قال الرحالة والجغرافيون العرب عن هذا البحر ودوره الحضاري وعلاقته بالأمم السابقة التي استوطنت شواطئه وبالقرب منه ؟؟.

اطلق الجغرافيون والمؤرخون العرب والمسلمون عدة تسميات على البحر الميت فسمي بحر لوط, البحر الميت, البحيرة المنتنة, بحر زغر, البحيرة المقلوبة , بحر الإسفلت, بحر سدوم فتعدد التسميات للبحر الميت يشكل أمرا مثيرا للاستغراب أن نجد كل هذه الأسماء لبحر واحد وما هذه التعددات الاسمية إلا دلالة واضحة على الاختلاف في حقيقة اسراره وما يحتويه من عجائب وغرائب .

فقد قال ابن الفقيه : "قالوا من عجائب الشام أربعة أشياء : بحيرة الطبرية, والبحيرة المنتنة..... والبحيرة المنتنة التي لا يغرق فيها شيء, وكل شيء يقع فيها يطفو على سطح الماء.

أما الاصطخري فيقول :" فاما ديار قوم لوط والبحيرة المنتنة وزغر إلى بيسان وطبرية فهي التي تسمى الغور لأنها تقع بين جبلين في حين يرتفع عنها سائر مناطق بلاد الشام .ويضيف الاصطخري :" والبحيرة المنتنة من الغور بقرب زغر وإنما تسمى المنتنة لأنه ليس فيها شيء من الحيوان لا سمك ولا غيره من الكائنات الحية وانما تقذف بشيء يسمى الحمر منه يلقحون به كروم فلسطين كما يلقح النخل الفحال منها ".

ويقول ابن حوقل :" وأما البحيرة الميتة فهي من الغور في صدر الشام بقرب زغر وإنما تسمى الميتة لأنه لا شيء فيها من الحيوان إلا شيء تقذف به يعرف بالحمرية وأهل زغر بناحية يلقحون كرومهم وكروم فلسطين كما تلقح النخل بالطلع الذكر, وكما يلقح أهل المغرب تينهم بذكارهم .

وقال المقدسي :" وبحيرة صغر أعجوبة يقلب فيها نهر الأردن ونهر الشراة فلا يحيل فيها, ويقال أنها لا تغرق سريعاً, وان احتقن بمائها أشفى من علل كثيرة, ولها موسم في شهر آب يذهب إليها الأحداث وأصحاب العلل ", وقال أيضاً :"ويرتفع من البحيرة المقلوبة ملح منثور" وإليها مصب نهر الأردن , قال :"ثم ينحدر في الأغوار إلى البحيرة المقلوبة وهي مالحة جداً موحشة مقلوبة منتنة فيها جبال وليس فيها امواج كثيرة.

ويقول أبو عبيد البكري : " ومن البحيرة المنتنة تخرج الأحجار التي تستعمل لوجع الحصاة وهي نوعان ذكر وأنثى, فالذكر للرجل والأنثى للمرأة, ومنها يخرج العقار المعروف بالحمر ".

ثم يذكرها الزهري بالقول :" على مقربة من دروب الشام مدينة قوم لوط التي انقلبت عليهم وجعل الله عاليها سافلها, قال الله تعالى :"فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل " فهي اليوم بركة من ماء أسود منتن.

وقال الادريسي :" وأما حدود فلسطين وهي أول أحواز الشام .... وديار قوم لوط والبحيرة المنتنة وجبال الشراة مضمومة إليها وهي منها في العمل إلى حدود أيلة, وديار قوم لوط والبحيرة المنتنة وزغر إلى بيسان وطبرية تسمى الغور لأنها بقعة بين جبلين وسائر مياه الشام تنحدر وتجتمع فيكون منها نهر زخار أوله بحيرة طبرية .... فإنه يجتمع الكل منها حتى يقع في بحيرة زغر وتسمى سادوم وعامورا وكانتا مدينتان لقوم لوط فغرقهما الله تعالى فعاد مكانهما بحيرة منتنة وسميت البحيرة الميتة لأنها تفتقر للحياة فيها ما فيها س شيء له روح لا حوت ولا دابة ولا شيء متكون مثل ما يتكون في سائر المياه الراكدة والمتحركة. وماؤها حار كريه الرائحة وفيه سفن صغار يسافر بها في تلك الناحية وتحمل عليها الغلات وصنوف التمر من زغر والدارة إلى اريحا وسائر أعمال الغور وطول هذه البحيرة ستون ميلاً وعرضها اثنا عشر ميلاً.

وقال ياقوت:" البحيرة المنتنة وهي بحيرة زغر, ويقال لها : المقلوبة أيضاً وهي غربي الأردن قرب أريحا , وهي بحيرة ملعونة لا ينتفع بها في شيء ولا يتولد فيها حيوان ورائحتها في غاية النتن, وقد تهيج في بعض الأعوام فيهلك كل من يقاربها من الحيوان والإنس وغيره حتى تخلو القرى المجاورة لها زماناً إلى أن يجيئها قوم آخرون لا رغبة لهم في الحياة فيسكنوها, وإن وقع في هذه البحيرة شيء لم ينتفع به كائناً ما كان, فإنها تفسده حتى الحطب فإن الرياح تلقيه على ساحلها فيؤخذ ويشعل فلا تعمل النار فيه.

وذكر ابن الفقيه أن الغريق لا يغوص في مياها ولكنه يظل طافياً على سطح الماء حتى يموت".

ويقول ابن سعيد المغربي وبين القدس والكرك بحيرة زغر الميته المائلة عنهاالى الشرق والتي لايوجد فيها حياة باستثناء وجود فحل شجر التين وبها المغر وحسب التفاسير فانها ديار قوم لوط التي خسف بها ونهر الأردن المعروف بالشريعة يخرج من بحيرة طبرية ويمر بالغور حتى يصب عند ريحا او مايعرف باريحا في هذه البحيرة الميتة فلا يزيدفيها شئ ويقول الناس أن لها منفذا إلى بحر القلزم".

ويسهب القزويني في حديثه عن البحيرة قائلاً :" ودورة البحيرة ثلاثة أيام, والجبال تكتنفها فلا ينتفع بهذه البحيرة ولا يتولد فيها حيوان, وقد يهيج في بعض الأعوام فيهلك أهل القرى الذين هم حولها كلهم حتى تبقى خالية مدة, ثم يأتي فيسكنها من لا رغبة له في الحياة , وإن وقع في هذه البحيرة شيء لا يبقى منتفعاً به, حتى الحطب إذا وقع فيها لا تعمل النار فيه البتة , وذكر ابن الفقيه أن الغريق فيها لا يغوص بل يبقى طافياً إلى أن يموت, ويخرج من هذه البحيرة حجر على شكل البطيخ, ذكره الفلاسفة واستعمله الأطباء لحصاة المثانة, وهي نوعان: ذكر وانثى فالذكر للرجال والأنثى للنساء".

أما شيخ الربوة قال :"بحيرة زغر المالحة المنتنة وتسمى بحيرة لوط فينصب فيها نهر الشريعة ولا يخرج منها وهذه البحيرة لا تزيد في الشتاء لزيادة المياه المتحدرة إليها فإنها مياه كثيرة, ولا تنقص في الصيف ولا يزال هذا النهر يصب فيها ليلاً ونهاراً وللناس في مغيض الماء فيها أقوال فمن الناس من قال أن هذا الماء بحر أرض بعيدة يخرج فيها فيسقيها ويزرعوا عليه ويشربوا منه مسيرة شهرين ومن الناس من يقول أن أرضها شديدة الحرارة ومعادنها كبريتية ملتهبة فهي لا تزال ترقأ بخاراً متحللاً بخلقه الماء الداخل ويتحلل بخاراً كذلك, وقيل بل هي خسفة في الأرض متصلة ببحر القلزم وقيل بل هي خسفة لا قرار لها إلى البهموت (؟) والله أعلم.

وقال أبو الفداء:" بحيرة زغر وهي البحيرة المنتنة ويصب فيها نهر الأردن وهو نهر الشريعة , ويغيض الماء فيها ولا يخرج منه شيء من الأنهر بل هي مغيض لتلك المياه العظيمة , ولا يكون بها حيوان لا من الطير ولا من السمك, وهي في آخر الغور من جهة الجنوب, ودورها اكثر من مسيرة يومين ووسطها حيث الطول تسع وخمسون درجة والعرض إحدى و ثلاثون".

وقال صاحب المراصد :" البحيرة المنتنة وهي بحيرة زغر ويقال لها المقلوبة أيضاً, وهي غربي الأردن ويقال المنتنة, لأنه لا يعيش بها حيوان, ورائحتها في غاية النتن, وربما هاج في بعض السنين فيهلك مجاوروها".

أما الحميري فيقول :"وجميع ما ينصب أيضاً من نابلس يجتمع الكل حتى يقع في بحيرة زغر وتسمى بحيرة سادوم وعامورا, وهما كانتا مدينتي قوم لوط عليه السلام فغرقهما الله تعالى, ومكانهما بحيرة ميتة لأنها لايوجد فيها شيء له روح ولا حوت ولا دابة, وماؤها حار كريه الرائحة, وفيه سفن صغار تحمل الغلات وصنوف الثمر إلى أريحا وسائر أعمال الغور, وطول هذه البحيرة ستون ميلاً في عرض اثني عشر ميلاً, وهذه البحيرة الميتة ترى من اعلى بيت المقدس, وإليها ينتهي ماء بحيرة طبرية وهو الأردن فإذا انتهى إلى البحيرة الميتة خرقها وانتهى إلى وسطها, وهو نهر عظيم لا يدري أين غوصه من غير أن يزيد في البحيرة الميتة.

أما الرحالة ناصر خسرو فقال :"وجنوب طبرية بحر لوط وهو مالح المياه ويصب به ماء بحر طبرية. وكانت مدينة لوط تقع على شاطئه, ولم يبق منها أثر قط. وسمعت من إنسان أن في بحر لوط شيئاً كالحجارة السوداء, غير صلب, يشبه البقر, يخرج من قاعة فيأخذه السكان ويقطعونه ويحملونه إلى المدن والولايات.

ويقال أنه إذا وضعت قطعة منه تحت شجرة يمتنع الدود عنها من غير أن يمس جذعها اذى منه, فلا يتلف الشجر مما تحت الأرض من دود وحشرات.

وزارها الرحالة المغربي محمد العبدري وقال :" وهناك بحيرة لوط وهو ماء مستبحر أجاج كماء البحر وهي منقطعة لا تتصل بالبحر ولا هي منه قريبة ويقال انها موضع ديار قوم لوط والله اعلم ".

الرحالة ابن بطوطة قال :" وهنالك بحيرة لوط وهي أجاج يقال أنها موضع ديار قوم لوط " .

فإن علماء الاثار والتاريخ اجتهدوا في معرفة حقيقة هذه المنطقة وما أورده الجغرافيون والرحالة العرب يعتبر مثيراً إضافة على ما كتبه الرحالة الغربيون ونذكر منهم الجغرافي اليوناني سترابو الذي عاش في أواخر القرن الأول قبل الميلاد قال يصف البحر الميت :" يخرج الاسفلت من الاعماق على سطح البحر الميت في فترات متباينة وتصعد معه فقاقيع كأن الماء يغلي غلياناً ومعه الاسفلت يظهر شحوار مثل الدخان لا تراه العين والاسفلت يظهر في شكل الوصل وقد أحالته الحرارة إلى سائل ودفعته إلى سطح الماء ".

ويتابع سترابو قائلاً :" ولهذا يصدق المرؤ أقوال السكان المحليين أنه كان هناك ثلاث عشرة مدينة مسكونة في المنطقة كانت سدوم عاصمتها وأنه بسبب الزلازل واندلاع النيران والمياه الغالية التي تنفث الاسفلت والكبريت انفجرت البحيرة وخرجت عن حدودها وغشت الصخور بالنار,, أما المدن فقد ابتلعت المياه بعضها أما ما تبقى فقد هجرها من أهلها من استطاع الفرار".

أما المؤرخ يوسيفوس في القرن الميلادي الول فقد زار هذه المنطقة بنفسه حيث يقول :" في المكان المجاور لبحر الاسفلت (بلاد سدوم) وكانت هذه البلاد مباركة في الأيام الغابرة بثروة مدنها, لكن مدنها الان محروقة ويقال أنها أحرقت بالصواعق نتيجة لفجور أهلها وشرهم وما تزال آثار النيران الآلهية إلى اليوم مع بقايا خمس مدن خربة وعلى اليوم ترى الرمال في فواكههاالتي يظهر من منظرها الخارجي انها صالحة للأكل لكن حين قطفها ومسكها باليد تذوب وتصبح دخاناً ورماداً.

وإذا تفحصنا أقوال الرحالة والجغرافيين العرب وغير العرب نلاحظ أن هناك اشارات إلى بقايا المدن وأنها ما زالت خرائب ومتهدمة ومن هنا بدأ علماء الآثار أعمال التنقيبات والمسوحات الأثرية ونذكر من هؤلاء الخبراء بيركهارت وكذلك أربي ومانجلاس ومن ثم ترسترام ثم نلسون جلوك والبرايت وكانت أكبر أعمال التنقيبات الأثرية والمسوحات قرب البحر الميت قد أشرف عليها بول لاب وكان تركيز هؤلاء العلماء على منطقة الجزء الجنوبي من البحر الميت على الساحل الشرقي .

لقد تم الكشف جزئياً عن عدد من القرى والمدن المتهدمة على الشاطىء الشرقي من البحر الميت ومن هذه المدن والقرى النمية التي أرخت إلى فترة العصر البرونزي الثالث أي ما يقارب ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد ثم تم الكشف عن قرية باب الذراع وارخت إلى العصر البرونزي الرابع أي ما يعادل 2800 عام قبل الميلاد كما كشف عن مقبرة ضخمة على الشاطىء الشرقي تحتوي حوالي أربعين ألف قبر, كما كشف عن مقبرة جديدة أيضاً قرب المقبرة الأولى وتحوي عشرات الآلاف من المدافن وأرخت إلى حوالي 2500 – 3000 عام قبل الميلاد .

والسؤال الذي يطرح الآن أين هي تلك المدن والقرى التي جاء منها هؤلاء الموتى وتبقى الإجابة غامضة وتحتاج إلى مزيد من الوقت والجهد والدراسات الميدانية ، أن جزءاً من تلك المدن بدون شك ما زالت غارقة أسفل البحر الميت لكن الغموض ما زال يحيط بها ويغلفها وما زالت طي النسيان بكل أراها الكبيرة ويبقى البحر الميت بحر الغموض والأسرار يتحدى مستكشفيه في أخفض بقعة على سطح الكرة الأرضية.

الدستور





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع