في الزلزال التركي السوري لم تُخرج الأرض أثقالها بل أنزلت أثقالها.. لكن الإنسان وقف مشدوهًا واجفًا خائفًا وقال بملء الدهشة: ما لها؟!.
القصص التي تخرج من تحت الأنقاض تجعلك تلفّ حول نفسك ألف مرّة وتدور.. تجعلك تزهد في كلّ شيء حتى في طعامك وشرابك..!
يا الهي.. أكانت سوريّة بحاجة إلى هذا الموت والخراب أيضًا؟! لا اعتراض على حكمك وقدرك وقضائك؛ لكنه فضاء الأسئلة الطافحة.. إنه القلق الكبير لسؤال صغير: أهذه هي الحياة؟! في لحظة ودون مقدمات أو إنذارات أو لفت نظر يصبح عاليها واطيها..؟!.
كم تحتاج سورية لتستيقظ فقط تستيقظ من كابوسها الجديد..؟! كم تحتاج العائلات كي تجد ملاذًا آمنًا.. كم يحتاج الأطفال هناك كي يصبحون أسوياء لا تأسرهم ذاكرة الزلزال والخراب والموت والسقوط المفاجئ..؟!.
أسيرٌ في المشاهد كلِّها رغم أنفي.. واقفٌ على باب الهذيان.. عاجز عن فهم هذا الصخب الدامي.. بل إنني رغم كل المعطيات عاجزٌ تمامًا عن الأُعطيات.. وكل الذي أملكه لسانًا داعيًا ولاهجًا لله العظيم: يا ربّ لك الأمر من قبلُ ومن بعدُ؛ إننا أشقياء دونك.. وفي لحظة الحقيقة؛ فعلًا ما إلنا غيرك يا الله.
كامل النصيرات