زاد الاردن الاخباري -
كايد الركيبات
بالدماء وليس بالخطب والمقالات، استطاع أحرار ليبيا تحريرها، من زعيم جثا على صدور أهلها أربعة عقود، اشبع أهلها فقرا، فبدد أموالها، ليحقق أحلامه ويشبع رغباته، وينشر افكاره ،التي صفق لها من صفق، وصدق بواقعيتها من كان يمشي في هواه ويدور في فلكه، ولا يرى ابعد من انفه. فكان في نظرهم العبقري العظيم، ذو النظرية العالمية الجديدة، التي لم يرى منها شعبة إلا الفقر والعوز، رغم الثروات المالية الهائلة التي تكنز في البنوك العالمية، ولا يملك الشعب حق الرقابة أو حتى السؤال عنها، وبقي الشعب يصبر ويكتم في نفسه، حتى طفح الكيل وجاءت ساعة الحسم، فراح الشعب المعوز يطالب بالحقوق المنهوبة، التي إن قدم منها لهم يسيرا، جاءتهم على سبيل التفضل والمنحة والمنة، من الزعيم الخالد. وماج بحر الاحتجاج، وسرعان ما كشفت الأيام إن الشعوب أدوم من حكامها، وسرعان ما زال قناع الكذب، عن وجه القائد الفاتح العظيم، وراح يُري شعبه من ألوان العذاب فنون وفنون، فمن مرتزقة، إلى متكسبين، إلى مؤيدين لا مطلب لهم إلا دوام سيدهم العظيم على رؤوسهم، ولو فني الشعب العظيم أو ذهب إلى الجحيم. فكنا نرى صور القائد الفاتح العظيم تزدان بها الشوارع والمكاتب والبيوت، وكتبه ملأت الدنيا، وسيرته التي تلمع في الإعلام، حتى بدا للعالم انه حامي الديار، وملك الزمان، وعميد الزعماء العرب، الذين لم يهن لهم بصاحبهم ما آل إليه حالة، وساءهم قيام شعبه عليه، ورأوا ان العدوى التي سرعان ما انتشرت في بلاد العرب، لا يوجد فيهم من هو محصن عنها، فمبارك قال إن مصر ليست تونس، والقذافي قال إن ليبيا ليست مصر ولا تونس. وهاهو اليوم بشار، يقول لسنا مصر ولسنا ليبيا، الم نكن نحن مشعل المقاومة، الم يشهد لنا إننا نحن حماة الديار، الم نرفض السلام مع العدو، الم نحتضن المقاومة الفلسطينية على أرضنا، نعم لذالك تآمرت علينا الأمم، من عجم ومن عرب ليس لتقصير منا، ولكن ليقضوا على المقاومة ومن يحتضنها. كيف لا نصدقك سيدي، وأنت لا تعلي على البعث أحدا، ولم تطلق في سبيل تحرير البلاد طلقة، ولم ترحم لمسلم يوم نادوا بالإصلاح حرمة، قتلت من بني الإسلام جمع ،لو فتحت لهم باب الجهاد يوما، لأتوا بالجولان محررة بغير سلاح، واليوم من رأى من زمرتك حالك، اخذ بألوان المكيدة لشعبه حيلٌ، ليصرفهم عن العظيم بالأعظم، وما درا المسكين منكم، إن العظيم يمهل ولا يهمل، وان دم المسلم له عند رب البرايا حرمةً، تفوق البيت العتيق حرمة، فسبحان من أعطى لكم على رقاب الناس حكما، وسبحانه من، سيجعل من بعد عزكم ذلا، ومن بعد أمنكم رهبا يدب بصدوركم، وفقرا من بعد ما كسبت أيديكم سحتا، وسجنا يكون بعد عز وتنعم ورغد، فان طالت الأيام، فلا يكون المعنى، إلا ان الخوف سيزول من صدور، ويقع في صدور فسبحان من بعزته يلوذ العبيد ويرتجوه، ومن شديد عقابه لا يفلت الظالمون.