زاد الاردن الاخباري -
وقع زلزال تركيا وسوريا المدمّر في 6 فبراير الجاري حوالي الساعة 4 فجراً، ما تسبب بمقتل الآلاف وإصابة وتشريد مئات الآلاف، ليكون "أكبر كارثة” أصابت المنطقة منذ عقود، فكيف حدث ذلك وتسبب بهذا الدمار الهائل؟
أسباب "الكارثة” في زلزال تركيا وسوريا
وحسب المعلومات التي أوردتها هيئة الطوارئ والكوارث التركية، ومعلومات من وزارة الصحة السورية ومنظمة "الخوذ البيضاء” فقد تجاوز عدد قتلى الزلزال في تركيا وسوريا عتبة 16 ألف قتيل "في حصيلة ليست نهائية”، وخلفت عشرات آلاف المصابين، وامتدت آثارها في المجمل إلى ملايين السكان في البلدين.
ورغم أن تركيا تعتبر من المناطق النشطة زلزالياً، إلا أن الزلزال الأخير كان من أكبر ما تعرضت له من حيث القوة، وحول النشاط المفاجئ للزلزال، يقول الدكتور نجيب أبو كركي، أستاذ علم الزلازل في الجامعة الأردنية، خلال حديث لـ”وكالة ستيب الإخبارية”: حركة الصفائح هي من تسبب الزلازل، وفي تركيا تلتقي الصفيحة العربية والأوربية والآسيوية.
ويوضح أن حركة الصخور نتيجة المتغيرات في باطن الأرض تؤدي إلى تحرك الصفائح الأرضية، وبالتالي تصبح المنطقة أمام خيارين إما أن هذه الصفائح تخزن تلك القوة وتتحملها، أو تؤدي إلى تكسر فيها فيحدث الزلازل.
ومع الحديث من قبل البعض أن الزلزال كان متوقعاً في هذه المنطقة، وربط بعض التقارير والمعلومات الأمر بزلازل تاريخية حدثت قبل عقود، معتبرين أنه يمكن احتساب نسبة محددة بين زمن حدوث الزلازل ووقوع الزلزال التالي ما يفضي لمعرفة التوقيت، وهو الأمر الذي نفاه الدكتور "أبو كركي”.
ويقول: ظاهرة الزلازل هي ظاهرة غير منتظمة، وبالتالي لا يمكن القول إن كل 300 عام يتكرر الزلزال، إلا إذا أخذ بعين الاعتبار أن الأمر نسبي، حيث يقوم العلماء بتوثيق الزلازل خلال فترة زمنية محددة وتحسب نسبة وقوع الزلازل خلال هذه الفترة، ويصبح الرقم نسبياً.
ويشير الخبير بالزلازل إلى أن إمكانية حدوث "تسونامي” عقب الزلزال قد تضاءلت لأن ذلك يحدث عقب الهزة الكبيرة بساعات، وهو ما يطمئن من خلاله دول شرق المتوسط مثل مصر والجزائر ولبنان وسوريا وفلسطين، عكس تلك المعلومات التي توردها بعض التقارير وتحذّر من تسونامي فيها.
إلا أن الدكتور "أبو كركي” يؤكد أن الهزات الارتدادية ستستمر ربما لأيام أو أسابيع أو حتى شهور، ولا يستطيع أحد التنبؤ بموعد توقفها، معتبراً أن ذلك أمرٌ طبيعي في غلاف الأرض.
وكان الرئيس التركي قد أعلن أن "كارثة الزلزال” هي الأسوأ على البلاد منذ أكثر من 80 عاماً، والأمر نفسه في سوريا التي لم تشهد مثل هذه الظاهرة منذ عقود طويلة.
ويرى الدكتور” نجيب أبو كركي” أن على عاتق الحكومات يقع توجيه السكان ولا سيما بتلك المناطق المعروف بأنها تشهد نشاطاً زلزالياً، من خلال تقديم تعليمات عن كيفية الإخلاء والتعامل مع الزلازل والحماية منها، والتصرف الصحيح لحظة الشعور بالهزّات.
وفيما يلي إجابات الدكتور نجيب أبو كركي، أستاذ علم الزلازل في الجامعة الأردنية، على أسئلة تناولت أهم المعلومات حول زلزال تركيا وسوريا الأخير.
كيف تحدث الزلازل، وما الذي جرى في زلزال تركيا وسوريا؟
تتكسر الصخور نتيجة تعرضها لضغوط مصدرها باطن الأرض غالباً، هذه الضغوط ناتجة عن حركة الصفائح التي تأتي بسبب تغير درجة الحرارة في باطن الأرض، حيث أن الصخور المنصهرة تصبح أقل كثافة فتميل لتصعد إلى أعلى، والصخور الباردة تنزل لأسفل، وهذه تسمى تيارات الحمل الظاهرة، وهي ما تسبب تحرك الصفائح الأرضية الكبيرة، وأحياناً تختزن تلك الصفائح الضغط حتى يصبح أكبر من قدرة اختزانها فيؤدي لانكسارها ما يسبب الزلازل.
جاء الزلزال الأخير في تركيا وسوريا بهذه القوة نتيجة تصادم الصفيحة العربية والصفيحة الأوروبية والآسيوية والتي تلتقي في تركيا وسوريا وإيران والقوقاز وما حولها، وتسمّى هذه المنطقة "الحدود التدميرية”، بينما هناك حدود أخرى تسمى الحدود التكوينية.
هل جاء زلزال تركيا وسوريا تصديقاً لتوقع حدوثه كل 300 سنة؟
ظاهرة الزلازل هي ظاهرة غير منتظمة، وبالتالي لا يمكن القول إن كل 300 عام يتكرر الزلزال، إلا إذا أخذ بعين الاعتبار أن الأمر نسبي، حيث يقوم العلماء بتوثيق الزلازل خلال فترة زمنية محددة وتحسب نسبة وقوع الزلازل خلال هذه الفترة، ويصبح الرقم نسبياً.
هل سيحدث زلزال في مصر والجزائر أو في الشرق الأوسط؟
تكثر الإشاعات خلال الفترة الحالية حول زلزال في الشرق الأوسط، لكن هذه الإشاعات صادرة من جهات إما أنها ليست ذات خبرة بالموضوع، أو لجهات تريد تسويق أمر ما خاص بها، هناك دائماً احتمالات حدوث الزلازل في سوريا والأردن ومصر والجزائر وفي كل منطقة قريبة من الصفائح، لكن السؤال متى يحدث ذلك وكم القوة؟ هذا لا يمكن تحديده، بينما ما يمكن الحديث هو معلومات عامة مثلاً "أن تقول هذه المنطقة بتركيا مؤهلة لحدوث زلزال بقوة 7.8 درجة، بينما منطقة أخرى لن يتجوز فيها الزلزال إذا وقع 5 درجة”.
هل تتوقع حدوث تسونامي؟
التسونامي يحدث بعد الزلزال بفترة قصيرة خلال ساعات، وبما أن الزلزال الأكبر في تركيا وسوريا لم يسبب تسونامي فإن هذه الفرضية مستثناة بالوضع الراهن، لكن إذا حصل زلزال آخر في البحر فإن هذا يؤدي لحدوث تسونامي، فسواحل المتوسط الشرقية عرفت التسونامي سابقاً، مثل تسونامي 1068 في سواحل فلسطين الذي أدى إلى مقتل أكثر من 15 ألف إنسان، وهو موثق تاريخياً.
إلى متى ستستمر الهزات الارتدادية عقب زلزال تركيا وسوريا؟
الهزات الارتدادية ستستمر لأسابيع وربما لأشهر، ولا أحد يستطيع تقدير ذلك، حتى يعود التوازن للمنطقة، حيث أن الغلاف الصخري يبدأ محاولة العودة للتوازن من جديد بعد الزلزال الأول الكبير.
هل منطقة الزلزال لم تعد صالحة للعيش؟
رغم الزلزال الكبير لا تزال المنطقة التي ضربها صالحة للعيش، فهناك مناطق كثيرة وقعت فيها زلازل وما زال الناس يعيشون فيها، مثل طوكيو وهي عاصمة اليابان.
ماهي النصائح للتعامل مع الزلازل؟
النصائح في التعامل مع الزلازل هو المحافظة على الهدوء، وأغلب تلك التوجيهات يجب أن تكون من قبل الحكومات، من أجل تلافي الكوارث، مثل تدريب الناس على الإخلاء السريع، وعدم الخروج من العمارات لحظة وقوع الزلزال التي عادة لا تدوم سوى ثوانٍ، ويفضل الاحتماء تحت الطاولة وحماية الرأس.
عن ستيب.