زاد الاردن الاخباري -
قال النائب المهندس عدنان مشوقة إن رائحة فساد تفوح من ملفّ الطاقة في الأردن، دون أن تتمّ محاسبة من ورطوا الوطن في هذه العقود المجحفة مع شركات الطاقة، بل والذهاب لمعالجة نقاط الاختلال من جيوب المواطنين عبر زيادة تكلفة الكهرباء عليهم من خلال اعادة تصنيف فئات الاستهلاك والتضييق على مستخدمي الطاقة الشمسية المجانية بحجة ان الطاقة الشمسية تحرم الخزينة من ضرائب كان من المفترض ان يدفعها المواطن، اضافة الى الضريبة المرتفعة جدا جدا على المحروقات.
كما انتقد مشوقة في كلمته خلال مناقشات مشروع قانون الموازنة سياسة الحكومة في التعامل مع موظفي القطاع العام، قائلا إنها لا تتوافق مع شعار "الأمن والأمان" اللذين نتغنى بهما.
ولفت مشوقة إلى استهداف مستحقات المعلمين الذين تم تحويلهم الى الاستيداع ظلما وعدوانا ولم يتم انصافهم حتى الان بالرغم من تقديم مذكرة نيابية بذلك الى دولة رئيس الوزراء بتوقيع 45 نائبا منذ عامين.
وتاليا نصّ كلمة مشوقة:
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة النائب م. عدنان مشوقة في خطاب موازنة 2023
الاردن بلد اسلامي عربي هاشمي ، يدين غالبية سكانه بالاسلام الحنيف ، والإسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، ودين ودولة، ومنهاج حياة ، وضع اسسه ربنا سبحانه وتعالى في القرأن الكريم ووضحه رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية الصحيحة ، فكانت المعاملات المالية في الاسلام قائمة على عدة اصول منه تحريم الربا :
1.قال الله تعالى (يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين ، فان لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم رءوس اموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون) وما حرم الله شيئا الا اوجد له بديلا في الحلال مثل إعتماد الصكوك الإسلامية كأداة تمويلية فعالة ، حيث يمكن إيجاد بنية تشريعية منظمة لإصدار الصكوك وإدراجها وتداولها ، كما اطالب بالإلتزام بعدم زيادة المديونية تحت أي ظرف.
2.وقال الله تعالى {وَلَا تُؤْتُوا۟ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَٰلَكُمُ ٱلَّتِى جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَٰمًا وَٱرْزُقُوهُمْ فِيهَا وَٱكْسُوهُمْ وَقُولُوا۟ لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (٥)} ان الذين أداروا الاقتصاد في هذا البلد قد افسدوا فيها وضيعوا اصول الدولة التي تم بيعها خلال العشرين سنة الماضية بعقود يظهر جليا فيها الفساد ، حرمت الخزينة من مصادر دخل كانت ضرورية لتقوية الاقتصاد الوطني، اطالب باسترجاع تلك الاصول والتي لم تعرض عقود معظمها على مجلس النواب .
3.ملف الطاقة في الاردن ايضا تفوح منه روائح الفساد ، ولم يتم حتى الان محاسبة من ورطوا الوطن في هذه العقود المجحفة، بل يتم معالجة نقاط الاختلال من جيوب المواطنين عبر زيادة تكلفة الكهرباء عليهم من خلال اعادة تصنيف فئات الاستهلاك والتضييق على مستخدمي الطاقة الشمسية المجانية بحجة ان الطاقة الشمسية تحرم الخزينة من ضرائب كان من المفترض ان يدفعها المواطن، اضافة الى الضريبة المرتفعة جدا جدا على المحروقات.
4.وقال الله تعالى:{ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَلَمْ يَلْبِسُوٓا۟ إِيمَٰنَهُم بِظُلْمٍ أُو۟لَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}، {فَلْيَعْبُدُوا۟ رَبَّ هَٰذَا ٱلْبَيْتِ ، ٱلَّذِىٓ أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَءَامَنَهُم مِّنْ خَوْفٍۭ } ، الامن والامان الذين نتغنى بهما، يتم خرقهما من الدائرة التي يفترض انها وجدت لكي توفرهما لجميع المواطنين ، فعندما يتم استهداف مستحقات المعلمين الذين تم تحويلهم الى الاستيداع ظلما وعدوانا ولم يتم انصافهم حتى الان بالرغم من تقديم مذكرة نيابية بذلك الى دولة رئيس الوزراء بتوقيع 45 نائبا منذ عامين.
5.وليس من (الامن والامان) عندما يتم تطبيق مبدأ (المواطن متهم حتى تثبت برائته) حيث مازالت الاجهزة الامنية تتحكم بصكوك الغفران باعطاء او حجب الموافقات على التوظيف او الترفيع لاسباب سياسية او حزبية طالت حتى الاقرباء من الدرجة الاولى والثانية لاعضاء حزب جبهة العمل الاسلامي وغيره من الاحزاب (ولدينا الكثير من الشواهد الحية التي مازالت تمارس حتى الان) ، مما يؤدي ذلك الى انعدام الامن الوظيفي لدى المواطنين ، ويصبح التزلف والواسطة مقدمة على الاخلاص والابداع الوظيفي، فيتم اقصاء الكفاءات الى خارج الوطن كما حصل ويحصل مع المستثمرين.
6.أليس من العار بعد كل هذا التطور الحضاري والعلمي الذي حققته البشرية أن تظل لغة الحوار الوحيدة في وطني بين الحكومة والمواطن هي القمع والاقصاء وانعدام الثقة المتبادلة ، ان التقدم الحقيقي الذي نريده لهذا الوطن لا يتحقق الا بوجود حريات حقيقية في المجالات السياسية والاقتصادية وتفعيل العمل المؤسسي بشفافية وعدالة ومساواة.
7.موضوع الامن الصحي للمواطنين كافة : اطالب الحكومة بوضع برنامج زمني واضح لتحقيق التامين الصحي الشامل لكل من يحمل الرقم الوطني في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والخدمات الطبية الملكية ، كما اطالب بتمديد دوام المراكز الصحية حتى الساعة الثامنة مساءا حتى يستطيع الموظفون اللحاق بمراجعة هذه المراكز بعد ساعات دوامهم الطويل ، كما اطالب بدمج الخدمات الطبية الملكية والمستشفيات والمراكز الصحية الحكومية لتوحيد الاجراءات وتخفيف الروتين .
8.وقال الله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون): اقل ما يمكن ان نقدمه لشهدائنا الابرار في القوات المسلحة الذين يستشهدون دفاعا عن هذا الوطن اطالب بابقاء صرف رواتبهم وترفيعاتهم ورتبهم الى ان يحين موعد تقاعدهم الطبيعي كما لو كانوا احياءا.
9. كما اطالب (اسوة بجميع زملائي) بزيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين المدنيين والعسكريين كي يستطيعوا مجابهة غلاء الاسعار، وان تكون هذه الزيادات مجزية خاصة لمن تقل راتبهم عن 800 دينار.
10.يا اصحاب القرار : الانسان بطبيعته يعتبرالوطن وطنا عندما تتوفر فيه مقومات الحياة لا مسببات الموت ، عندما يبتلى الوطن بالكوارث ننادي على الفقراء ليدافعوا عنه ، وعندما تنتهي الكوارث يظهر المنتفعون ليتقاسموا الغنائم .
11.يا اصحاب القرار : لقد جربتم القمع سنين طويلة وها أنتم ترون إلى اين أودى بشعبكم. جربوا الحرية لتروا كم هو شعبكم عظيم ، الحرية مبرر الوجود والاستمرار للانسان الحر ، الاردن وطن الاحرار ، والاحرار لا يسكتون على الظلم .
حفظ الله الاردن آمنا مطمئنا خصبا وسائر بلاد المسلمين، عاشت فلسطين حرة أبية من البحر الى النهر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة }
وآخر دعوانا ان الحمد لله ربا العالمين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
النائب م. عدنان مشوقة