كتب ماجد القرعان - يجمع المراقبون ان الأردن من أكثر الدول التي تُكرم الفاشلين والذي يزيد من اتساع فجوة انعدام الثقة التي تعاني منها الدولة والقائمة منذ سنوات عديدة
وهذا التفرد يختلف بتميزه ما بين نهج حكومة واخرى فهنالك رؤساء وزارات لم يُعيروا ادنى اهتمام أو التزام بالأسس المتبعة بخصوص التعيينات سواء لتولي المناصب الرفيعة وصولا الى التعدي على حقوق الغير المكدسة اسمائهم منذ سنوات في ديوان الخدمة المدنية التي تعودنا ان نقرأ بيانات عقب كل تجاوز على الأسس والمعايير تبرر تجاوزات المسؤولين .
ليس جديدا ما أكده النائب علي الطراونة خلال حديث له بالأمس اثناء مناقشة الموازنة العامة للدولة حين قال ان وزيرًا سابقًا في حكومة الدكتور بشر الخصاونة قد تم تعيينه بوظيفة رئيس مجلس إدارة براتب (20) ألف دينار والذي دخل الحكومة وخرج منها دون ان يعرف هو شخصيا لماذا ؟ فقد سبق لرئيس هذه الحكومة ان ادخل في حكومته وزيرا سابقا كان يشغل رئيس مجلس ادارة شركة مسيطر عليها من قبل الدولة وتم ابقاء منصبه شاغرا لنحو خمسة أشهر وتم اعادته لمنصبه السابق بعد خروجه بتعديل اجراه دولته على حكومته فكان ان افاده أولا بتعديل راتبه التقاعدي القديم ومن ثم اعاده لمنصبه السابق .
والقصة لم تقتصر على هذه الحكومة فقط حيث اذكر ان رئيس حكومة اسبق كان يجهد لأخراجنا من عنق الزجاجة قد اقدم على استقطاب زميل دراسة له في حكومته لعدة أشهر وحين اخرجه بتعديل قام بتعيينه رئيسا لمجلس ادارة احدى الشركات المملوكة للحكومة ليكسب راتب تقاعد وزير وراتب رئيس مجلس ادارة باجمالي يزيد عن عشرة الآف دينار في الشهر .
واذكر ايضا ان احد رؤساء الوزارات السابقة قام بتوزير مدير مكتبه لفترة محدودة لغاية في نفس يعقوب حيث كسب راتب تقاعد الوزير وكسب الرئيس أمرا اخرا لكن بعد سنوات !
ولا انسى هنا العديد من التعيينات التي تمت بجرة قلم واصحابها كما يقول المثل غير مؤهلين ليسرحوا مع جوز معزا ( غنمتين ) فكيف والحالة هذه سنتمكن من مواصلة مسيرتنا الخالدة بعد ولوجنا المئوية الثانية وبيننا هذا الحشد من المتنفعين والمتكسبين الذين يتعاملون يعتبرون المناصب التي هبطوا عليها بالبراشوت من ورثة المرحوم وتسلموها بسند تملك باعتبارها مزرعة خاصة .
حقا انه لغز من الصعب معرفة خفاياها واقترح ان نستقطب شيخ مغربي عسى ان يفكه وأن يرقينا والعياذ بالله .