عندما طالب البرلمانيين سحب جنسية الممثل الاردني منذر رواحنة بطل فيلم ( الحارة) سقطوا في وحل حارتهم المليئة بالسقطات والوحل ، وبرروا ذلك أن الفلم تعدي على هوية الأردنيين وتراثهم.
هذا ما برر به نواب التيار الإسلامي ومن ومعهم، وحسسونا إننا أمام مجتمع يتحلى بالفضيلة والقيم والأخلاق الإسلامية والعربية، حتى انني تخيلت نفسي أسير بطرقات عمان ايام خلافة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، والناس كلها ترتدي العمائم تنتشر بالطرقات متحابون متراضون بالله تعالى فقط لانهم يتمتعون بفضائل خلق الإسلام الحنيف، والله ياقوم انني شعرت ان هناك مناديا يناديني ويقول لي يا أبا فلان فنظرت اليه واذا به يقول لقد مررت من حيينا وانت اخانا في الله فلن تبرح من مكانك الا وقد لا ذبحنا وأولمنا لك... وأخذت واجبك مما أعطانا الله تعالى فأنت في ديار الأردنيين، ولم أفق من احساسي هذا إلا وأنا أشعر بموس ذاك الازعر في سقف السيل يضعه على رقبتي ويطلب مني أن اعطيه مامعي من ( قروش ) ليبتاع الخمر و حبوب المخدرات
كان حريا لهؤلاء البرلمانيين ان يبحثوا ويثيروا تحت القبة قضايا قد يكون فلم الحارة اتى عليها مرورا، كان واجبا عليهم أن يفطنوا لطرح قضايا الجوع والفقر والمرض وتسول الأردنيين المقنع، كان عليهم أن يبحثوا بقضايا الفساد والإهمال والترهل التي عشعشت حتى في حارتهم الغاطسه بالوحل.
اما قضية سحب الجنسية فلا اعرف مدى علمهم بالدستور وانه لايمكن سحب جنسية أردني أصيل َوقد تسحب ممن منحت له بعد ثبوت قضايا اهم من كونه ممثل، أراد أن يسلط الضوء على قضايا مجتمعية هامة في المجتمع غفل البرلمانيين عن معالجتها لان المجتمع اصلا ليس بحساباتهم، بل كل همهم هو تحقيق مصالحهم الخاصة، الا من رحم ربي منهم وهم صامتون، وهنا أشير لعدم فهمهم باساس العمل النيابي الاعظم الاعمق والاشمل من التنمر على مواطن أردني أشار الى المجتمعات كلها برسالة سينمائية مايجري في حارات الظلام.
لنحيا بسلام رب اجعل هذا البلد آمنا
سامح الدويري
عمان
١٤شباط٢٠٢٣