زاد الاردن الاخباري -
آه كم كان الثمن كبيرا
وما زال يكبر في الطفولة
حيث لا مكان يحمي الانسان
ولا وطن يحفظ النداء المكتوب
صرخة مدوية كتبت فصول الحياة
قلت للعرب فلسطين قالوا لي المزيد
من تعب الحال يا عاشق الحرف الخيال
كتمت الجراح وسرت وحدي بين الأدغال
متخيل الغابات والحيوانات كيف تصون نفسها
وتبني في الأرض خنادق وكهوف وتصعد مبتسمة
تلعب وتلهو على الأشجار وملك الغابة سعيد وفرحان
فرحت لفرحهم وتذكرت فجأة أنني في شوارع الميدان
أسمع المذياع يقول هنا القدس وأخر يقول هنا دمشق
ويخرج صوت أكبر هنا القاهرة ومن بعيد يصل الصوت
للجزائر والمغرب وتونس وليبيا والسودان والأردن
وعدد من الأسماء كيفما تريد وابتسم يا عين العرين
قل لهم وفسر من البندقية ماذا تعني في هذا الزمان
كرامة وحرية وقادة تحكم وتنصب وعينها على الكرسي
أمة تبكي نفسها وترحل عن الديار ودموع الأم الفلسطينية
وحدها تعانق السماء وتفترش التراب وتبحث عن الشهداء
تاريخ العظام مدفونا هنا ولا أخفي اليوم أنهم كانوا الصادقين
في زمن اللعبة والخيانات سياسة تفرض السمع والطاعة العمياء
علمنا في ذلك ولم نتأثر وأكملنا مشوارنا وأنجبنا جيلا حرا ينتظرنا
لكن ما يؤرق هو الهدف ولماذا لا يفرحون ولا يعملون ولا يحلمون
يعتقد بعضهم أن شجرة البرتقال والليمون ماتت ولم تعد جذورها
جفت ثمارها كما جف حليب المرحلة من عمر التاريخ المبكي جدا
نعم عدونا قطف ثمارها ونعترف في ذلك ولكن للسماء رأي آخر
تقول فيه المطر سينجب جذور الحرية وانتظروا من الله روح الكرم
غيب لن يفسر شيء غير أنه فسر في الدم والتضحية عطاء مجهول
مثل الجندي الذي واكب المعركة ولم ينسحب منها حتي آخر رصاصة
الجسد عليه خارطة مرسومة من رصاص العدو ومحنط في هيكل صورة
قد تراها أنت تمر أمام عينك ولكنك لن تشعر فيها ولأنها وحدها كانت
تتسول بين الأعضاء وتزور القلب والكبد وتلقي الصباح والمساء الحر
بقلم كرم الشبطي