زاد الاردن الاخباري -
لم يكن يتوقع سكّان بلدة بازارجيك التركية، أن يتحول ملعب كرة القدم الذي يتوسط مدينتهم إلى منطقة مقابر لدفن أشخاص قتلوا في زلزال ضرب الحجر والبشر قبل 12 يوما.
فقوائم المرميين لا تزال موجودة، لكن الملعب صار يعج بحوالي 100 من الأكوام والخنادق الترابية.
في حين تشير الألواح الخشبية التي تعلو كل القبور المحفورة حديثا إلى نفس تاريخ الوفاة، وهو السادس من 6 شباط 2023، وهو اليوم الذي عصف بالبلدة فيه أعنف زلزال في تاريخ تركيا الحديث.
وشرح حسين أقيس الذي كان يدفن ابنة أحد إخوته مع زوجها وابنيها قائلاً: "انتظرنا عشرة أيام لنخرج جثث المتوفين من تحت الأنقاض".
بينما كان اللوح الخشبي على أحد القبور المجاورة ملفوفا بوشاح أحمر، فيما تناثرت أغصان صنوبر فوق قبور أخرى.
جثامين بالنعوش وجثث بالأكياس
المشهد في بازارجيك التي كانت في مركز الزلزال الذي وقع في ليلة السادس من فبراير/شباط، يعطي لمحة عن المعاناة التي يواجهها من يحاولون العثور على موتاهم ودفنهم منذ وقوع الكارثة التي أودت بحياة أكثر من 45 ألف شخص في تركيا وسوريا المجاورة.
وفي مقبرة بكهرمان مرعش، فاق عدد القبور الجديدة عدد القبور التي كانت موجودة قبل الزلزال، وهو ما يبرز حجم الكارثة.
كما نُصبت خيام لأداء الطقوس الجنائزية ولُفت الجثامين في الأكفان، وشكلت النعوش الفارغة المرسلة من جميع أنحاء تركيا أعمدة مرتفعة. فيما حمل أناس جثثا في أكياس باتجاه القبور.
وبينما كان يتحدث في منطقة مقابر بكهرمان مرعش هذا الأسبوع، وصف برهان إشلين نائب رئيس مديرية الشؤون الدينية التركية، الصعوبات في دفن الجثث التي تم انتشالها من تحت الأنقاض، مشيرا إلى أن حالاتها تستدعي في بعض الأحيان ضرورة تغيير طقوس الدفن.