لقد قدر الله وما شاء فعل ،وقضى أمراً لا نسأله رده ، ولكن نسأله اللطف فيه ،فهو القادر و القاهر فوق عباده ، وقد رافق هذا الزلزال تداعيات طالت البشر و الشجر و الحجر ، وأزهقت آلاف الأرواح ،وأصابت الملايين سواء في الجوانب الصحية أو النفسية و انعدام الأمن و شيوع الخوف والجوع ، والقيل والقال وكثرة السؤال فتداخلت الأولويات كل حسب غايته و مسؤولياته و أهدافه وبدأت خفافيش الظلام والساديون ،ينفثون سمومهم بكل الوسائل ،فكثر النفاق و الشقاق لدى البعض وتسجيل المواقف لدى البعض الآخر ، وتشعبت الأخبار وتداخلت المعلومات وارتفع سقف المناكفات والتأويلات فالكل مشغول بما يعنيه رغم هول المصيبة و الفاجعة وما رافقها ونتج عنها وما سيتبعها .
الزلزال طال مساحات شاسعة في تركيا و سوريا ، ونحن نعلم ونتابع هذه الاحداث نتطلع إلى الارض ،و نراقب ونتابع عبر الوسائل المتاحة والإعلام والتحليل و الاستنتاج تحركات داعش التي تنتشر بكثرة في هذه المناطق ،وتتحرك بحرية في ضوء انشغال العالم بتبعات الزلزال والحروب، اليوم ستجد فرصتها المناسبة لتنفيذ أجندتها و الافساد في الأرض والقتل والثأر ونشر الفوضى والإرهاب ، فقد تحاول فتح السجون التي تضم منتسبيها تطرفاً وفكراً وقد تحاول تدمير ما تصل إليه يدها ، وقتل وأسر من تتمكن من الوصول إليه، فأبناء داعش الذين تربوا في المخيمات التي خصصت لهم ، سيجدونها الفرصة المناسبة للانتشار ، و الهروب و التواري بين المشردين من الزلزال واستغلال حاجات الناس وظروفهم ، إنهم يستثمرون هذه الأزمة و الكوارث للمزيد من الارهاب والقتل ونشر الفتن ، فالحذر مطلوب والغفلة لن تجدي نفعاً ، بل ستكون الفرصة المواتية لكل أصحاب الفكر المتطرف لنشر فكرهم ،وتنفيذ أجنداتهم ،الولاءات كثيرة ، والأطماع أكثر ، والاتباع يترقبون الكوارث و الأزمات و المصائب و الويلات، لأنهم هكذا منهجهم ، وهكذا غاياتهم وهذا سبيلهم ، فالحذر مطلوب أكثر فأكثر فحاجات الناس تخلق أفضل الظروف و الأجواء لمثل هؤلاء وستكثر تجارة البشر والمخدرات وتتنامى وتتفاقم الاشاعات التي تفتك بالمجتمعات .
اللواء المتقاعد
المستشار الاعلامي في القيادة العامة
عــــودة شديفــــــات